|
ايران والعراق
هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية
(Hichem Karoui)
الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بحسب المصادر الامريكية , تزود طهران حزب الله ذا المقر اللبناني بـ (التمويل، والملاذ الآمن، والتدريب، والأسلحة). إن دعماً كهذا يقدر بـ 80 مليون دولار كل سنة، قد منح إيران امتدادا ذا تأثير خطير. على سبيل المثال، فإن تفجيرات حزب الله الانتحارية ضد ثكنات المارينز الأمريكية وملحق السفارة الأمريكية (في بيروت في تشرين أول 1983 وسبتمبر 1984 على التوالي) قتلت حوالي 300 ديبلوماسي وجندي أمريكي. إضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الـ22 الموجودين على لائحة الـ (إف.بي.آي) للإرهابيين الأكثر طلباً يتضمنون ثلاثة من ناشطي حزب الله المتهمين باختطاف طائرة (تي.دبليو.تي، 847) سنة 1985. إضافة إلى ذلك، وفقاً لتقرير نشر في تشرين الثاني 1996، من قبل الواشنطن بوست، فقد استنتجت الاستخبارات السعودية أن جماعة محلية تطلق على نفسها حزب الله كانت مسؤولة عن تفجير شاحنة في حزيران عام 1996 للتجمعات العسكرية الأمريكية في (أبراج الخبر) على ساحل الخليج الفارسي (العربي) في المملكة. يؤكد السعوديون كذلك على أن هذه الجماعة المحلية كانت جناحاً لحزب الله اللبناني. قبل أسبوع واحد من شن قوات التحالف عملية "الحرية العراقية"، صرح السكرتير العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب له أذاعه تلفزيون المنار, يما يلي: " في الماضي، عندما كان المارينز في بيروت، صرخنا: الموت لأمريكا ! واليوم، والمنطقة مليئة بمئات الآلاف من الجنود الأمريكيين، فإن شعارنا كان وسيبقى: الموت لأمريكا !" . مع ذلك فإن دعم إيران للإرهاب المعادي لأمريكا ليس مقصوراً على حزب الله. فوفقاً للمصادر الامريكية، يبدو أن بعض نشطاء "القاعدة" قد حصلوا على ملاذ آمن لهم في إيران. إن روابط إيران مع "القاعدة" تبدو غامضة بعض الشيء, ولكن هناك بعض اشارات. مثلا, أثناء محاكمة المشتبه بهم في تفجيرات السفارة الأمريكية في كل من كينيا وتنزانيا في 1998، شهد أحد المتهمين أنه كان قد قام بحماية المؤتمرات بين ناشطي "القاعدة" وحزب الله. إضافة إلى ذلك، فقد كشفت سجلات التلفون في المحاكمة أنه، وأثناء الفترة التي سبقت التفجيرات، فإن 10% من المكالمات التي قام بها ابن لادن من تلفونه الخلوي كان لإيران. إن ما يزيد على ألفي رجل دين مدعومين من إيران قد عبروا إلى العراق من إيران منذ أيار 2003. يحمل الكثير منهم كتباً، وأقراصاً مدمجة، وأشرطة تشجع الإسلام القتالي. إضافة إلى ذلك، ووفقاً لمصادر إيرانية منشقة، فإن قوة القدس التابعة لفيلق حرس الثورة الإيراني قامت بتأسيس خلايا مسلحة تحت الأرض عبر المنطقة الشيعية الجنوبية في العراق، والبعض يستخدمون الهلال الأحمر الإيراني كواجهة. إن هذه المصادر مقتنعة بأن قوة القدس قد أسست كذلك مراكز علاجية وجمعيات خيرية محلية في النجف، وبغداد، والحلة، والبصرة، والعمارة للحصول على الدعم من السكان المحليين. إضافة إلى ذلك، ووفقاً لتقرير الواشنطن بوست في أيلول 2003، فإن وكلاء فيلق حرس الثورة الإسلامية الإيرانية قد انتشروا في النجف لجمع المعلومات الاستخبارية عن قوات الولايات المتحدة. لقد سمحت طهران كذلك لأعضاء أنصار الإسلام، وهو فصيل إرهابي ذي صلات حميمة بالقاعدة، للعودة إلى العراق والانضمام إلى المقاومة المعادية لأمريكا. حتى عندما بدأت طهران بإرسال ناشطين إيرانيين إلى عراق ما بعد الحرب، تسلل أعضاء من حزب الله إلى البلاد كذلك. ولأن معظم أعضاء حزب الله عرب، فإنهم يشكلون وكيلاً إيرانياً أكثر فعالية في العراق من العملاء الإيرانيين الذي دربوا على العربية. وفقاً لمصادر إيرانية منشقة (كما تم تأكيد ذلك جزئياً من قبل الاستخبارات الأمريكية) فقد كلفت طهران حزب الله بإرسال عملاء ورجال دين إلى الجزء الأكبر من العراق الجنوبي. في الحقيقة، فإن عمليات الصراع الكبرى قد وصلت إلى غايتها. لقد عبر محاربو حزب الله إلى البلاد لا من سورية وحسب، بل من إيران كذلك. مبدئياً، فإن هؤلاء الناشطين يصل عددهم إلى المئة تقريباً، ولكن هذا الرقم الصغير نسبياً يظهر خطر تأثيرهم المحتمل على تصرف طهران. لقد أسس حزب الله منظمات خيرية في العراق في سبيل خلق سياق مؤيد للتجنيد، وهو تكتيك قد جربته المنظمة سابقاً في لبنان مع المقاومة الإيرانية. إضافة إلى ذلك، ووفقاً لمحمد العلاوي، ناطق حزب الله الرئيسي في العراق، فإن وكلاء المنظمة يتصرفون كقوات شرطة محلية في العديد من المدن الجنوبية (على سبيل المثال، الناصرية والعمارة). عموماً، يبدو أن طهران تستخدم حزب الله لمد اختراقها لمكاتب الحكومة العراقية المحلية والنظام القضائي. إضافة إلى ذلك، فإن المصادر الإيرانية المنشقة تقول بأن طهران قد استخدمت حزب الله لتهريب العراقيين الذي يحيون في إيران ليعودوا إلى بلدهم الأصلي. إن هناك أعداداً كبيرة من العراقيين لديهم جنسيات مزدوجة ويقيمون في إيران منذ سنوات طويلة، وقد عمل بعضهم حتى كضباط في فيلق حرس الثورة الإيرانية. بإمكان حزب الله إخفاء ارتباطه الطويل مع إيران ؛ في الحقيقة، فإن بعض هؤلاء الأفراد قد انضموا في الظاهر إلى الشرطة العراقية منذ انتهاء الصراع الرئيسي. إن المصادر الإيرانية المنشقة مقتنعة كذلك بأن حزب الله يحاول التجسس على مراكز تجمع القوات الدولية في العراق متتبعا توقيت ونظام التحركات التي تقوم بها مركبات الائتلاف المختلفة، بما في ذلك الدبابات، وحاملات الجنود المدرعة، ومواكب السيارات (هذا الجزم لم يتأكد بعد من قبل مسؤولي قوات الاستخبارات الأمريكية). يقوم وكلاء حزب الله بتسجيل مواقع مختلفة على أشرطة فيديو من طرف أشخاص، يستخدمون مثلا وسائل النقل العامة كسيارات الأجرة. في بعض الأحيان تحتجب المجموعة تحت غطاء عادي (على سبيل المثال، احتفالات الأعراس) وذلك لتجنب أن يتم كشفها من قبل قوات التحالف. إن تقارير كهذه تؤكد بعض التصريحات التي أطلقتها مختلف المجموعات (وليس فقط حزب الله) , فيما يتعلق بالاستعداد لمهاجمة قوات الولايات المتحدة في العراق . لقد جدد الزلزال المدمر الذي ضرب إيران في كانون أول 2003 الجدل حول ما إذا كان ينبغي على واشنطن استئناف حوارها الهادئ مع طهران. لقد توقف هذا الحوار في ربيع عام 2003 بعد أن ربطت الاستخبارات ناشطي القاعدة المقيمين في إيران بسلسلة من التفجيرات الانتحارية في المملكة السعودية . الآن، وبما أن طهران قد وافقت مبدئياً على بعض القيود على برنامجها النووي، فإن موضوع الإرهاب الذي تتهم إيران بدعمه يتصدر قائمة الموضوعات المطروحة للنقاش بين واشنطن و طهران. قضية هامة أخرى، هي مساعي طهران لإنشاء بنية تحتية استخباراتية في العراق. حيث يرى بعض المحللين الامريكيين أنه قبل استئناف حوار أمريكي إيراني، فإنه لا يتوجب على واشنطن الإصرار على أن تقوم إيران بطرد أعضاء "القاعدة" وحسب، بل أن تطالب كذلك بأن تنسحب جماعات أنصار الإسلام، وحزب الله، وقوة القدس التابعة لفيلق حرس الثورة الإيرانية من العراق . mailto: [email protected] http://hichemkaroui.com
#هشام_القروي (هاشتاغ)
Hichem_Karoui#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمة دارفور
-
نقل السيادة
-
تنازل أمريكي لبن لادن
-
حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
-
هل علموا واعوزهم الوقت؟
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|