جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 12:15
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
التقى مرة في ندوة تلفزيونية يهودي و عربي و كردي و بعد ان استعرض مدير الندوة الالماني ما حل بالشعب اليهودي المسكين على ايدي النازيين الالمان و قدم اعتذاره باسم الشعب الالماني لحملات الطرد من ديارهم سرقة ممتلكاتهم وتعرضهم للابادة و التعذيب قاطع العربي المدير و قال:
استاذي العزيز اسمح ان اعرفك على لص آخر جالس بيننا و اشار بيده الى اليهودي. هذا اليهودي المسكين سرق ارضي التي اصبحت قضيتي المركزية منذ 60 سنة. نعم هو هذا اليهودي بعينه الذي قتل اهلي و غزا غزة و الارض المحتلة. كيف تتعاطف معه و هو لص كبير. و هنا قاطع الكردي العربي و قال:
يا اخي يا ابا العروبة انت من دون الناس لا يجب عليك التكلم. هو اليهودي المسكين سرق فقط دولة واحدة منك. و لكن انت كم دولة سرقت؟ ألم تكن انت عائش في صحراء الجزيرة و سرقت بلدان العالم من المحيط الى الخليج باسم الفتوحات الاسلامية. هنا قاطعه اليهودي و قال:
لا يا اخي العرب كانت فقط في مكة و نحن قبائل يهودية كنا ساكنين و مرتاحين في المدينة الى ان ظهر لنا محمد بعد نزول آيات عليه مثل المطر من السماء و طردنا من ديارنا و سرق اموالنا في صلح الحديبية. هنا قاطعه الكردي و قال:
شفت اخي العزيز انت لم تملك حتى جزيرة . لماذا سرقت و دمرت بيوت الناس من الاقباط و البربر و الاكراد والامازيغ...؟ سكت الكردي لحظة ثم استفسر:
يا جماعة يمكن انا ايضا لص و لكن سرقت ارض و بيت من؟ هذا العربي الذي هو اكبرلص سرق مني هويتي و لغتي و ارضي. قاطعه العربي و قال:
يا كاكة لماذا تهجم عليه انا لوحدي؟ أليس الاتراك و الفرس نهبوا ارضك؟ دق جرس التلفون في هذه اللحظة و رفع المدير السماعة و اجاب نعم:
انا ... من العراق. كان الخط مشوش و لكن المدير فهم انه هناك شخص على الهاتف قد يكون سرياني او كلداني او آرامي او صابئي. و لكن الخط رجع و استمر المخابر بالتكلم:
يا اخوان هذا الكردي المسكين هو اكبر لص. سرق مني اربائيلو و عنكاوة و ديانا و هنا قاطعه المدير و قال:
طيب فهمنا الكردي لص و لكن انت سرقت ارض من؟
انقطع الخط مرة اخرى. بعد التحاور قال المدير الالماني:
يا جماعة نحن كلنا لصوص في هذه الحلقة لذك اقترح ان نعتبر كل سرقة مضى عليها 30 سنة ملك للسارق. هذه هي قوانين العقوبات الالمانية و هي سارية المفعول.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟