من هو الطائفي؟

عبد القادر الحوت

الحوار المتمدن-العدد: 2910 - 2010 / 2 / 7 - 02:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في الخطاب الإعلامي اللبناني و في النقاش بين الأفراد المواطنين، عادةً ما تُطلق تهمة الطائفية ضد الخصم حين يعجز الآخر عن الرد على حججه بالنقاش العقلاني و الهادئ. فليجأ إلى إطلاق تهمة الطائفية _ و هي تكون غالبًا صحيحة _ على الآخر، متجاهلا أنه هو نفسه طائفي.

فكيف نميّز بين العلماني و الوطني و بين الطائفي الذي يشهر أو يكتم طائفيته؟

الطائفي هو من يدعو إلى إلغاء الطائفية السياسية و لكنه في نفس الوقت يرفض الزواج المدني.

الطائفي هو من يدّعي في كل خطاب له أن تياره هو تيار علماني، و لكنه يرفض إلغاء الطائفية السياسية كما أنه يرفض خفض سن الإقتراع إلى 18 سنة.

الطائفي هو يدعم عملاء أمريكا في العراق لأنهم من نفس المذهب و لكنه ينتقد خصومه في لبنان متهمهم بالعمالة لأمريكا.

الطائفي هو من يسرق أموال التبرعات و يهرب موهمًا الناس بأنه خُطف على يد جماعة من طائفة أخرى.

الطائفي هو من يقدم الشاي للإحتلال الإسرائيلي ثم يتظاهر بالبكاء أمام عدسات الكاميرات.

الطائفي هو من يدّعي أنه يساري و أنه يحب غيفارا و الثورة الإشتراكية و لكنه ينزعج و يكاد ينفجر غضبًا إذا ما إنتقد أحدهم رجال دين طائفته.

الطائفي هو من ينتقد الطائفية و من ثم ينتخب مرشحين تابعين لأحزاب طائفية.

الطائفي هو من يؤيد رفع الضريبة على القيمة المضافة (TVA) إلى 40% نكاية بالطوائف الأخرى.

الطائفي هو من ينتخب "زيّ ما هيّ" أو "مثل ما هيّ" أو بالتكليف الشرعي أو بفتوى الشيخ.

الطائفي هو من يريد منع برنامج نكت لأنه يبث من محطة تتبع لطائفة غير طائفته.

الطائفي هو من يتهم خصمه بالعمل من أجل الفيديرالية في لبنان و من ثم يجتمع مع من دعا إلى الفيديرالية في العراق و الذي ينتمي لنفس طائفته.

الطائفي هو من يتحدث عن "الكمية و النوعية" مع إعتبار نفسه جزء من النوعية.

الطائفي هو رئيس الخارجية الذي يأتي إلى لبنان و لا يزور سوى المناطق التي تدين بنفس طائفته.

الطائفي هو من يرفض دعم المقاومة في عالمنا العربي لأن المقاومين ينتمون إلى طائفة غير طائفته.

الطائفي في لبنان، هو أي نائب أو وزير أو رئيس أو زعيم أو أمين عام أو شيخ أو رجل دين أو أي مسؤول... بالإضافة إلى من يتبعهم و يؤيدهم.

#عبد_القادر_الحوت (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات