أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اديب طالب - سعد الحريري والتوازن القلق














المزيد.....

سعد الحريري والتوازن القلق


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 13:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



منذ مئة عام ، تعلمنا من الهندسة الفراغية ، ما يقال عنه "التوازن القلق" ، لبنان في راهنه قريبٌ مما قالته الفراغية ، تصالحت أطرافه على قاعدة المنافع الوطنية . وتصالح مع أهمّ جيرانه ، الدولة السورية ، زارها رئيس الوزراء سعد الحريري ، واحتفي به احتفاءً بالغاً ، وما زال على اتصال هاتفي مستمرٍ مع رئيسها بشار الاسد .
زار الحريري عرب المنطقة ، في المملكة العربية السعودية ؛ كرّمته العائلة المالكة كلّها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، ملك أهمّ دولة اسلامية في العالم ، وحصل للحريري في المملكة الاردنية الهاشمية ، قريبٌ مما حصل له في السعودية .
زار الحريري تركيا ، أهمّ جارة للعرب ، وكتب مع رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان ، مسودة سوق مشتركة للمنطقة ، بعدما وقّعا عشرات الاتفاقيات الهامة . زار فرنسا – الام الحنون للبنان - ، استقبله الرئيس الفرنسي ساركوزي ، استقبال الرؤساء ، مؤخراً زار أمّ الدنيا مصر ، واحتضنه الرئيس المصري حسني مبارك ، وعاهده على أنّ ما يمس لبنان يمسّ مصر .
ليست كلّ هذه النجاحات نجاحات شخصية فقط ، وانما هي اولاً ثمرة الوعد الدولي باستقرار لبنان ، وهي ثانياً ثمرة التصالح الوطني اللبناني بمختلف اطرافه .
انّ ما قلناه ينطبق على الكلمة الاولى من جملة "التوازن القلق" ، أمّا كلمة القلق فهي ما يجب ان يبحث فيه اللبنانيون ، ولسبب رئيس ، هو انّ التوازن المعقول القابل للبقاء والاستمرار ؛ أساسٌ في توازن المنطقة كلها ، وأساس في بقائها ولبنان بعيدان عن اي حرب قادمة .
ثمة فقرات سنقولها نعتقد انها تخدم التوازن العتيد المنشود وهي :
اولا ، الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله ، رئيسٌ تاريخيٌ مميزٌ في تاريخ لبنان ، رئيسٌ عابرٌ للطوائف ، أبعدها عن ان تكون هوّيتها قاتلة ، رئيسٌ اعتبر ان رأس مشروعه وغاية هدفه ، هو العبور الى الدولة المدنية الحديثة اللبنانية ، وعلى هكذا أسس استمرّ ، وسيستمر الابن وابناء طائفته وانصاره ، ومحازبوه في تيار المستقبل ، وشركاؤه في 14 آذار ، وفي لبنان اولاً .
ثانياً ، المحكمة الدولية شأنٌ دولي ، وقاض في الشرعية الدولية ، وهي اولا واخيرا مسؤولية مجلس الامن ، هي شيءٌ أكبر من المنطقة ، وعابرة الدول كلّها ، وهي تنشد الحقيقة ، وتقيم العدالة ، ولو تأخر قرارها الظنّي ، ولو ظننا أنّ الزمن قد طال عليه ! ، وهي قد تعلمت من الله تعالى أنّه يمهل ولايهمل.
ثالثاً ، لأنّ رئيس الوزراء التركي قد نجح في منصبه كرئيس بلدية ، بداية حياته السياسية ، فانّ سعد الحريري ، في مقدوره أن ينجح ، اذا ما لحظت حكومته أنّها رئيسةٌ لكل بلديات لبنان ، وعليها أن يعنيها الشأن الداخلي ، الصحة والتعليم والخدمات والمرافق العامة ، وعليها ان يعنيها القطاع الخاص والسوق المفتوح ، والقطاع العام ، وبعد القطاعين عن الفساد ، وسوء الادارة ، وقربهما من سلة المواطن الغذائية ، ومن تقليص البطالة ، وبجملة واحدة ، العمل في ظلّ الليبرالية التكافلية الاجتماعية . اللبناني العاطل عن العمل أو المساهم في البطالة المقنّعة ، او المعتاش من اقتصاد المساعدات الريعي ؛ لن ينفع في ايّ استراتيجية دفاعية وطنية ، ضدّ أي عدو مهما كان ، حتى ولو أقرّتها أعظم وأقدر طاولة للحوار .
رابعاً ، الكفاءة ودرجة التأهيل ، هما الحكم في تولي أي مسؤولية ، وعلى مختلف درجاتها وانواعها واشكالها ، وليس مملاً أو مستهلكاً التعبير القديم : الرجل/المرأة ، المناسب في المكان المناسب . المسؤولية شرفٌ والتزامٌ بغض الطرف عن القرابة وعن الطائفة وعن المذهب وعن التحازب وعن الحب والكره وعن الانتماء الجغرافي .
خامساً ، بعيداً عن الحرية وبعيداً عن الديمقراطية وبعيداً عن احترام حقوق الانسان ؛ لن يبقى لبنان ، ولن يبقى اللبنانيون محامو الحرية وحماة الاحرار .
ثمة سادسٌ وحتى العشرون ، وثمة تفاصيلٌ في كل رقم سالف ، وهذه يتفضّل بملئها خبراء الاقتصاد والمال ، ورؤساء مراكز الابحاث الاستراتيجية والعلاقات العامة ، والمستشارون الموثوقون .
ثمة أمرين أهم من كل ما قلناه هما : ارث الشهيد الاخلاقي ، والضمير الشخصي والوطني .
وبكل ما ذكرناه – رغم وعظيته – قد يتمكن رئيس الوزراء سعد الحريري من تحويل التوازن القلق الى توازن معقول وقابل للبقاء والاستمرار .



#اديب_طالب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحات العربية والعقد العربي التركي
- -الافتراق- التركي الإسرائيلي
- بنيامين نتنياهو العدواني يغتال غزة ثانية
- الديموقراطية في إيران ليست ثمرة بوشية
- الإرهابي من نيجيريا!
- لبنان الأمن المستقر هو لبنان السيد الموحد أولاً
- -زوان البلد ولا.. قمح الجلب-
- سعد الحريري رجل الممكن والضروري
- النمر الإيراني ليس الأقوى في -الغابة الدولية-
- بن لادن عدو أوباما الرقم واحد
- أوباما -مالئ الدنيا وشاغل الناس-
- أوباما يظهر عصاه!
- طريق أنقرة تل أبيب سالكة!
- العدواني نتنياهو عاجز عن ليّ ذراع أوباما
- سلام فياض يملك الحل!
- -عشتم وعاش لبنان-
- نتنياهو المتغطرس ضد العدالة الوقح ضد السلام
- تركيا تجد نفسها.. إسلامية برغماتية
- إيران ترقص على صفيح ساخن
- ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!


المزيد.....




- حذّر من -أخطاء- الماضي.. أول تعليق لخامنئي على المحادثات مع ...
- نتنياهو لماكرون: -نرفض إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون معقلا ...
- خامنئي: لا تفاؤل مفرط ولا تشاؤم بشأن المحادثات النووية مع وا ...
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف إلى المساس بالأمن الوطني-
- حماس تدرس مقترحاً إسرائيلياً جديداً لهدنة في غزة وإطلاق الره ...
- مئات الكتاب الإسرائيليين يدعون إلى إنهاء الحرب في غزة
- هجوم لاذع من لابيد على نتنياهو مستندا إلى قضية -قطر غيت-
- الاستخبارات الروسية: أهداف روسيا في أوكرانيا لن تتغير قيد أن ...
- الإمارات.. حريق برج سكني في الشارقة يودي بحياة 5 أشخاص (صورة ...
- الذكاء الاصطناعي يكتشف 44 نظاما كوكبيا مثيلا للأرض في درب ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اديب طالب - سعد الحريري والتوازن القلق