أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - عقوبة الاعدام جريمة ترتكبها السلطات، يجب منع والغاء هذه العقوبة في العراق














المزيد.....

عقوبة الاعدام جريمة ترتكبها السلطات، يجب منع والغاء هذه العقوبة في العراق


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 06:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقوبة الاعدام جريمة ترتكبها السلطات، يجب منع والغاء هذه العقوبة في العراق
مؤيد احمد
تقوم سلطات الاسلام السياسي والقومي في العراق، منذ سقوط النظام البعثي الفاشي عام 2003، وباستمرار، باصدار عقوبة الاعدام بحق المتهمين وتنفيذها. كما وان المحكمة الجنائية الخاصة بمحاكمة مجرمي النظام البعثي تصدراحكام الاعدام بحقهم بشكل علني وتنفذ تلك الاحكام بصورة دائمة. بالاضافة الى ذلك وحسب تقارير المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان هناك عدة مئات من الافراد وهم في قائمة الاعدام قابعين في السجون وينتظرون التنفيذ وقسم منها نساء. باختصار، ان السلطات الحالية باتت تستخدم عقوبة الاعدام، ومنذ سنوات، بشكل واسع كما واخذت تحول هذه العقوبة الى احد الوسائل بايديها لترسيخ اركان نظامها السياسي الميليشي.
ان الاعدام جريمة بحق الانسان والانسانية. انه جريمة قتل متعمد ومقصود للافراد تقوم بها السلطات والدول والحكومات، بشكل علني او سري، باسم المجتمع. يجب منع ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة باسم المجتمع والموروثة من العهود الغابرة للبشرية التي طالما استخدمتها ولا زالت الطبقات الحاكمة. يجب رمي هذا الارث في مزبلة التاريخ، يجب الغاء عقوبة الاعدام في العراق فورا. اذ لا يحق لاحد سلب حق الحياة من احد مهما كان جريمته كبيرة. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يناهض بقوة عقوبة الاعدام والسجن المؤبد ويناضل من اجل الغائهما ومنعهما اذ يشكل ذلك المطلب احد فقرات برنامج حزبنا.
بالاضافة الى هذا الموقف المبدئي والانساني ضد الاعدام والداعي الى الغائه الفوري، فان تاريخ عقوبة الاعدام في العراق هو تاريخ ترسيخ وادامة الفاشية والمجاز، وهذا يفرض، بحد ذاته، على اي انسان، يتطلع الى تحقيق ادنى درجات الحرية والعدالة والانسانية في العراق، ان يقف وبشدة ضد عقوبة الاعدام، ضد هذه العقوبة الوحشية التي ذبحت بموجبها عشرات اللاف من الافراد طوال اكثر من ثلاثة عقود من الزمن من حكم النظام البعثي المجرم.
الحقيقة هي ان تاريخ عقوبة الاعدام في العراق هو تاريخ ارتكاب المجازر بحق العمال والنساء والشباب، تاريخ مجازرحلبجة والانفال في كوردستان، وارتكاب المذابح الجماعية والتصفيات "الطائفية" للناس الابرياء في جنوب العراق، وهو تاريخ المجازر ضد الشيوعيين والتقدييمن واليساريين وكل من كان له راي اخر في العراق. ان مكان ودور عقوبة الاعدام والاعدامات في تاريخ العراق السياسي وهو اذلال واخضاع اجيال متعاقبة من الجماهير وايقاعها كرهينة بايدي احد اشد اعداء الانسانية اي النظام البعثي وقادته المجرمون، من امثال صدام حسين وعلى حسن المجيد وعزت الدوري وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وغيرهم من القوميين العروبيين الفاشيين. ان مجرد اصرار السلطات الحالية والقوى الميليشاتية المتحكمة بالوضع في العراق على استخدام هذه العقوبة يدل على ان هذه القوى متخندقة في خندق معاد للجماهير وتطلعاتها في التحرر. انه من حق الجماهير التحررية ان تضع اي حزب سياسي يعتمد هذه الوسيلة الثأرية الوحشية، هذه العقوبة في برنامجه واجندته، في خانة مناهضي الجماهير ومصالحها وتطلعاتها في التمتمع بالحرية والسلم والامان والرفاهية.
تستغل السلطات الغضب الشعبي الواسع والعميق والمحق ضد مسؤولي جرائم النظام البعثي، ومجرمي العمليات الارهابية والتفجيرات التي يقوم بها البن لادنيين وبقايا البعثيين منذ 2003، ومسؤولي الحرب الطائفية وجرائم الميليشيات، كي تمارس هذه الجريمة الوحشية التي اسمها الاعدام باسم المجتمع. ليس هذا فقط بل انها تقوم بنشر الوهم والدعاية لعقوبة الاعدام كوسيلة معاقبة "محقة" للمجرمين ووسلية لدرء المجتمع عن خطرهم. وفي نفس السياق تتسابق السلطات الحاكمة في كوردستان مع السلطات في بغداد لاستخدام تنفيذ عقوبة الاعدام بحق المجرمين من النظام البعثي كوسيلة سياسية باياديهم للتاثير على الناس وغرز فكرة الثأر بين اوساط ذوي ضحايا جرائم النظام السابق. لقد خيم بحر من الدماء على العراق بسبب الحرب والاحتلال والعمليات الارهابية والحرب الطائفية والميليشية. فعقوبة الاعدام ليست الا جريمة اخرى اضافية ترتكب وسط هذا البحر من الدماء ووسط هذه المأساة.
يفترض التوقع ممن يريد ان يجتث النظام البعثي وارثه الدموي وجرائمه من المجتمع العراقي ومسار الحياة السياسية فيه ان يلغي قبل كل شئ عقوبة الاعدام ويمنعه. ولكن لماذا لا تفعل السلطات ذلك؟ الجواب هو لان عقوبة الاعدام بالنسبة للقوى التي تتحكم حاليا بمصير الجماهير في العراق تشكل كذلك جزء من خصائص تقليد هذه القوى السياسي ونمط حكمها وجزء من نظام اساليبه في بسط سيطرته على المجتمع. انها استطاعت وبدعم من امريكا للاخذ بايديها آلة الدولة من الجيش والشرطة والمخابرات، فقوى مثل هذه لا تضيع على نفسها فرصة استخدام عقوبة الاعدام. فبالتالي لا يبقى سبيل امام الجماهير غير المبادرة لفرض اردتها على السلطات لمنعها من استخدام هذه العقوبة لان عدم الغائها يشكل مصدر خطر كبير على حريات الجماهير في خضم التطورات السياسية الحالية في العراق.
واخيرا، ان الغاء عقوبة الاعدام في العراق هي مهمة كل انسان متطلع الى الحرية والعدالة والانسانية حياة آمنة وحرة، انها مهمة الطبقة العاملة والجماهير التحررية والقوى السياسية اليسارية والشيوعية والاشتراكية، انها مهمة كل انسان مناضل ضد الظلم والاستبداد والدكتاتورية. ان الاعدام ليس عقوبة انه جريمة. فمن يريد ان يصون المجتمع من الجرائم والدكتاتورية والارهاب لا تفيده عقوبة الاعدام بشئ. الحل بالنسبة للجماهير وذوي ضحايا المجرمين ليس في مشاهدة مشهد ارتكاب جريمة الاعدام بين اوساط ذوي الضحايا، الحل هو الارتقاء بوعي الانساني والثوري للانسان في العراق الرافض لكل اشكال الوحشية والجرائم والاستبداد وتقوية صف النضال التحرري والمساواتي في المجتمع.
1 / شباط / 2010



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرار الوزاري بنقل فلاح علوان والقادة العماليين الأخرين، اج ...
- من مهامنا ايضا، افشال مؤامرة النظام الاسلامي في ايران ضد معا ...
- حول مشاركة ومن ثم مقاطعة الحزب للانتخابات
- مشاركة الحزب في الانتخابات في العراق وموقفنا من قانون الانتخ ...
- حوار مع مؤيد احمد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ا ...
- الانتخابات التشريعية في العراق وضرورة مشاركة الحزب فيها
- موجة الاعتراضات الاخيرة في ايران، الشعبوية وضرورة التغلب على ...
- الانتخابات في كوردستان العراق و التحولات السياسية الراهنة دا ...
- نص بحث مؤيد احمد المقدم في الاجتماع الموسع الثاني والعشرين ل ...
- كلمة مؤيد احمد في اجتماع عام للناشطين الاشتراكيين والعلمانيي ...
- حوار مع مؤيد احمد حول انتخابات مجالس المحافظات اجرته جريدة ” ...
- حوار مع مؤيد احمد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ا ...
- الابادة الجماعية للفلسطينين في غزة وجه الفاشية لدولة اسرائيل
- ازمة الرأسمال وليس البنوك فقط ...انهيار ايديولوجيا نيو ليبرا ...
- على هامش التطورات الاخيرة في الوضع السياسي في العراق ومسالة ...
- موجة إضرابات و تظاهرات العمال الجديدة في العراق نقطة تحول جد ...
- تحرر ومساواة المرأة في العراق آفاق وتحديات
- الطبقة العاملة والاشتراكية، لازال العالم بحاجة الى ماركس بمن ...
- الصدريين والصراع السياسي الدائر في العراق على هامش القتال ال ...
- الاستقرار السياسي والامني في العراق، ام مجرد انخفاض مؤقت في ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - عقوبة الاعدام جريمة ترتكبها السلطات، يجب منع والغاء هذه العقوبة في العراق