كمال رزق
الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 04:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كلنا يعلم أن الحكومات في عالمنا العربي لم تكن جادة يوما ما في توجهاتها الإصلاحية نحو الديمقراطية.. بل الذي كان يحصل هو ضرورة جز هذه الكلمة في خطاب موجه لجماهير حالمة مغلوب على أمرها.
فطالما أننا نخوض معركة حامية الوطيس مع الأعداء ، إذا لا صوت يعلو فوق صوتها .. وهي معركة مستمرة إلى ما شاء الله وبالتالي فلا بد من ترحيل – إلى ما شاء الله أيضا - كل ما من شأنه أن يشوش تركيزنا عالي الدقة من أجل هزيمة الأعداء.
وأهم هذه الأشياء التي لا بد من نزع فتيلها عن عقول العامة هو بالتأكيد ذلك المطلب الديمقراطي.
طبعا لم نكن يوما نظن أو نعتقد أو ننتظر من تلك الحكومات غير هذا...إنما مشكلتنا تكمن مع الفكر السياسي العربي الذي من المفروض أنه يخاطب مشاعر وهموم وأحلام الجماهير:
في الماضي وضعوا الديمقراطية على مذبح الاشتراكية غير المنجزة ؛ على قاعدة مناهضة الإمبريالية .. فالديمقراطية كما الليبرالية من منجزات الرأسمالية الغربية عدوة الاشتراكية اللدودة.
والآن يضعونها على مذبح الخلافة الإسلامية غير المنجزة بعد..فالديمقراطية من سمات الغرب الكافر ومن تشبه بالكفار فهو كافر أيضا ( اسألوا ابن تيمية)
العلمانيون بالماضي والإسلاميون الآن كلاهما- ولكن كل على حدة- أخذ على عاتقه النضال والجهاد ضد الإمبريالية والكفر على التوالي.. أي ضد الغرب وبكل سماته دون تمييز.. وطالما أن الديمقراطية صنيعته فتبا لها.
وهذا ما يعيدنا لتلك الثنائيات التي لا يمكن لعقلنا العربي أن يهجس دونها: شرق- غرب ؛ مادي- روحي ؛ والآن: وطني- ديمقراطي.
لا يمكن لهذا العقل أن يتصور المادة والروح تجتمعان معا في مكون واحد في شخص واحد.. كما لا يمكنه تصور أن يكون المرء مقاوما أو مناضلا ضد الاحتلال والهيمنة وبنفس الوقت مطالبا بالإصلاح الديمقراطي داخل مجتمعه..
هذا ما نجده لدى الكثير من دعاة الديمقراطية حتى الآن .. خاصة من بعض من يسمون أنفسهم بالليبراليين الجدد ؛ ولدى الكثير من الأحزاب الراديكالية الإسلامية.
الوطنية والديمقراطية يسكنان في أذهاننا كنقيضين.. لذلك يلزمنا الكثير من الوقت كي نعيد توأمتهما : فهل يمكن لوطني ألا يكون ديمقراطيا وهل يمكن للديمقراطي ألا يكون وطنياً! ..
وإلى ذلك الحين يبقى ذلك المفهوم غامضاً ؛ ضبابياً في أذهاننا
أقصد : مفهوم المواطنة.
#كمال_رزق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟