أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - مليوصه يا نوري المالكي














المزيد.....

مليوصه يا نوري المالكي


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( مليوصه يحسين الصافي ) جملة أثيرة شهيرة تناثرت في الوجدان العراقي أبان سنوات الستينات بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 ، حينما عين السيد حسين الصافي ـ وهو سياسي من أهالي مدينة الديوانية قومي الأنتماء ـ متصرفا ( محافظ ) للواء ( محافظة ) كربلاء . وحينما واجهة السيد الصافي مشكلة سياسية استعصى عليه ايجاد حل لها ، ردد هذه الجملة الذكية التي صارت مثلا عند العراقيين : مليوصه يحسين الصافي .
أن هذه الجمله ، او الهوسة ، او الكفلة الشعبية العراقية ، تشبه في سياقها التأريخي ، القنبلة الصوتية التي حينما تتفجر فأنها يمكن ان تجرح ولكن لا تقتل ، ويبقى صداها يصم الآذان فترة طويل .
ولا تزال هذه الأهزوجه او الهوسة الشعبية العراقية ، كامنة كاللغم في العقل والوجدان السياسي والأجتماعي العراقي ، تتفجر في الذاكرة العراقية ، كلما صار الوضع معقدا ، ولا يهم ان كان هذا الوضع ، سياسي أو اجتماعي او مشكلة شخصية تَضَبَبَ حالها فلا يجد لها صاحب الأمر مخرجا ، فيردد مأسورا ، وأحيانا بلا وعي ، الجملة الأثيرة " مليوصه يحسين الصافي " .

وما اشبه اليوم بالبارحة . فمن المؤكد ان السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس حزب الدعوة الذي بيده مقاليد البلاد والعباد ، قد قفزت الى حاضرة ذاكرته جملة ( مليوصه يحسين الصافي ) ، وهو يواجه هذا الألتباس في الوضع السياسي العراقي أثر تسونامي عودة البعث الى الحياة ، ولربما بهيئة دراكولا ، أو بهيئة الحمل الوديع كما يريدها العم بايدن . ولكن لابد ان المالكي قالها بصيغة التعصير والأعداد ـ كما نسميها نحن المسرحيون ـ فخرجت " مليوصه يا نوري المالكي " .

ومرد الألتباس ( اللوصه ) ، انه لم يعد من شارد او وارد ، إلا وقد وضع بصمته على جبهة المشهد السياسي العراقي , وحشر انفه ولسانه ليفتي بفتواه عن أمكانية ان يعود البعث أو لا يعود . يعود كحمل وديع ، أو دراكولا يمتص الدم ، ليستمر بالحياة ، لا يهم ، فليس مهما ان يعود هذا الحمل او الدراكولا بشخوص المطلك والعاني وبقية المجتثين او أن يعود بسواهم ، المهم ان يعود البعث .
هكذا تشير سيناريو المشهد السياسي الذي تأبطت ملفه القائمة الوطنية العراقية وقائمتكم وبقية القوائم التي اخترقها المجتثون حين غلبت صراعاتكم الثانوية مع الآخرين من اجل المناصب ليغيب الصراع الأساسي الذي يجب ان يكرس لمحاربة الأرهاب والفساد المالي والأداري الذي استشرى في الحكومة التي تقودون ، وفي الدولة التي تنتمون أليها .

وأعتقد أن الألتباس أوالتشوش ( اللوصه ) الذي ينسج المشهدية السياسية العراقية قبيل الأنتخابات ، هي كثرة الآراء المتنافرة التي نسمعها بين لحظة وأخرى ، بين من يريد أن يجتث البعث كممارسة وسلوك ، وبين من يريد عكس ذلك . فيلوح المشهد هلاميا أمام السيد المالكي ، شائك ما يطلع منهه راس ، مما يجله في موقف شبيه بموقف السيد الصافي فيردد : مليوصه يا نوري المالكي .
ان هذا المشهد السياسي الملتبس ، بات نتاجا مشتركا لما تريده دول الجوار وغير الجوار ممن يسبحون وراء المحيطات ، فالبعث عزيز وقد أنفق علية دم القلب . فهل من المعقول يفرط به هكذا ويروح فدوه لأيران .. معقوله ؟!

حينما اضع نفسي في موقف السيد المالكي الذي سمح بأشعال فتيل هذه الفتنه حينما نطقت هيئة المسائلة والعدالة ـ وليتها لم تنطق ـ بقرارها الذي يفتقد الى الحنكة السياسية رغم ان رئيسها وكبير مرؤسيها يَدْعَّونَ عكس ذلك . فلم تعتريك الحكمة في معالجة الموقف وتسائلها هي ، بل رحت أنت وعلى خلفية قرارات هيئة المسائلة تبشر بمجئ البعث المهزوم ، عبر تحذيراتك غير المبرره عن عودتهم في كلماتك النارية بالمحافل التي لا تقتضي وجودك ، بل يكفي من يمثلك ، وكأن نظام الحكم الذي تمسك بتلابيبه لا يعدو ان يكون سوى بناء كارتوني هش لا يستطيع مواجهة حتى الموتى . أذن اين الحكمة منك ليكون الأحتكام ناضجا فاعلا يرسم غد العراق بلا غضون .

أقول حينما اضع نفسي مقام السيد المالكي وأنا أرى اوار الفتنة المحتملة أن يستعر، والذي إستعر فعلا ، ولم يعد ينفع في اطفاء هذا السعير ، لا تصريح تبلعه الريح ولا بيان مهدد من هذا الطرف او ذاك ، أقول وبملء فمي ( مليوصه ) .
ولا يبقى أمامي عندها سوى الأستعارة من التأريخ ، لأشاهد كيف كانت تحدث الفتن .
انها الفتنة يا رئيس الوزراء وانتم من اشعل فتيلها .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعي الأختيار عند الناخب ، وحده ينقذ العراق
- لماذا ضمت القائمة العراقية أسماء 73 مجتثا ؟!
- ماذا لو تكرر مجلس النواب العراقي ؟!
- مهمة هيئة المسائلة والعدالة ، ليست مهمة آنيه
- رثاء مسرحي عراقي ابتلعته وحشة المنفى
- قاسم محمد باقٍ فاعمار الكبار طوال
- فضائية اليسار العراقي حلم ينتظر التحقق!
- من الذاكره بمناسبة يوم المسرح العالمي
- نلسون مانديلا ، اوباما، ونحن !!
- الشارع العراقي والأنتخابات البلدية
- الداد يا بغداد
- شهداءنا نار ازلية تنير الضمائر
- فنان من بلاد الرافدين
- هل أنصف الدستور العراقي المرأة ؟ نعم . ولكن.
- لنتضامن مع الأيزيديين في الشيخان وبقية مناطقهم في كوردستان ا ...
- ربيع لا يبارح واحتك ايها الشهيد الشيوعي صامد الزنبوري
- هل للقاء المالكي وبوش من علاقة بتقسيم العراق حسب توصية الكون ...
- ما هكذا تورد الأبل يا رئيس وزراء العراق
- ( يك ماله ( حديث للتجلي
- (أبو جميل ... أيها الألِق (رثاء للراحل القائد الشيوعي النصير ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الخزاعي - مليوصه يا نوري المالكي