أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - كل شيء تغيّر.. لا شيء تغيّر















المزيد.....

كل شيء تغيّر.. لا شيء تغيّر


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 181 - 2002 / 7 / 6 - 08:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


خلال شهر حدثت متغيرات كثيرة داخل اللوحة السياسية العراقية، ظهر تنظيم اسلامي جديد تم الاعلان عنه من طهران حاملا اسم (اتحاد القوى الاسلامية في العراق) الكل يتفقون على انه جرّد السيد باقر الحكيم من موقعه التقليدي في إيران وأضعف كليا إصراره على تمثيل ما يسميه ب<<المعارضة الشيعية العراقية>> حتى فيلق بدر يقال ان سلطته عليه أصبحت مستحيلة بسبب التغيير الاخير، بالمقابل ظهر تجمع جديد يضم أربع جهات معارضة هي (الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بقيادة باقر الحكيم والوفاق الوطني الذي يتزعمه أياد علاوي) وفجأة تبين ان تجمّع الاربعة هذا قادر على كسر الاحتكار الذي كان يمنع على اية قوة معارضة ان تأمل بالتعامل مباشرة مع الولايات المتحدة التي ظلت حتى ظهور التجمع الاخير تحصر تعاملها مع المعارضة العراقية ب<<المؤتمر الوطني العراقي>> وأبرز قادته أحمد الجلبي.
بالنسبة الى باقر الحكيم يبدو هذا التجمّع مجزيا تماما فهو قد تجرع كأس كسر الاحتكار الذي ظل يتمتع به لدى الايرانيين ليحرز مع حلفائه الجدد نصرا في مكان هو الآن من يقرر اتجاه الاحداث، على صعيد آخر فقد نسي بعد سلسلة من الاخبار والتقولات الجنرال نزار الخزرجي قائد الاركان العراقي السابق غير الراغب في الانخراط بأي عمل سياسي، فأتاح انحسار التقولات بخصوص دوره لتنظيم <<الضباط الاحرار>> فرصة التحول الى جهة عسكرية تستجلب بعض الاهتمام وقبل أيام أعلن عن قيام تحالف لقوى بينها الحزب الشيوعي وحزب الدعوة وشخصيات وتنظيمات اخرى أطلق على نفسه اسم <<ائتلاف القوى الوطنية العراقية>> قبل هذا وليس بعيدا عنه طرح بيان باسم <<رؤية اشورية لمستقبل العراق>> بعدها وفي 29/6/2002 صدر إعلان باسم <<اعلان شيعة العراق>> أعقبه بسرعة صدور دستور عراقي يقترحه الحزب الديمقراطي الكردستاني وضع تحت عنوان <<مسودة دستور الجمهورية العراقية الفيدرالية>>، هذا شيء كثير قياساً بالوتيرة التي تهيمن على الواقع <<السياسي>> العراقي منذ عقود وبالأخص منذ احدى عشرة سنة والاهم من ذلك ان ايقاع متغيرات اليوم يبدو مقرونا بفعل متغيرات طرأت على الوضع الاقليمي والعربي وان الآلية الداخلية ليست هي التي تقف خلف اي من المواقف والتجمّعات والتحالفات المعلنة مؤخراً.
لا يعني كل ذلك ان الخيارات الخاصة غائبة كليا فالتجمع الاخير الذي يضم الحزب الشيوعي وحزب الدعوة يعكس حساسية عربية تتفق مع وجهة القوى المؤتلفة، وتحالف الاربعة المكون من الحزبين الكرديين والوفاق وباقر الحكيم تجمعهم الرغبة في التخلص من احتكار المؤتمر الوطني والجلبي الذي يعتبرونه طارئاً على العمل السياسي ويحبذون ان يكون لهم، بالعلاقة مع الولايات المتحدة، موقع يساوي وزنهم ومكانتهم السياسية والتاريخية وهم، خصوصا الاكراد، وجدوا في أياد علاوي المعروف بصلاته الوثيقة جدا بوكالة المخابرات المركزية الاميركية ممرا صالحا يؤمن العبور نحو تكريس نوع من حالة <<تعامل الكبار>> المباشر مع الولايات المتحدة وهنا بالتحديد تلوح في الأفق احتمالات تطبيق سيناريو تحالف الشمال الذي لا يمكن تنفيذ صيغة من صيغه الا عبر الشمال الكردي مع ما يأمله باقر الحكيم من تحريك لفيلق بدر كي يلتحق بالمنطقة الكردية.
ولكن التساؤلات تذهب أبعد حين يتعلق الامر بهذا الجزء من متغيرات الوضع على صعيد المعارضة فوكالة المخابرات المركزية ال(CIA) حصلت كما أعلن مؤخرا على الاذن الرئاسي بالتحرك لاستهداف صدام حسين منذ أشهر وفي هذه الفترة بالذات لم يعد السيد باقر الحكيم يظهر اهتمامه المعهود بمسألة قيادته للقوى الاسلامية الشيعية التي كان يصر على تمثيلها عبر مظلة <<المجلس الاعلى للثورة الاسلامية>> وقد ترافق هذا التغيير في موقفه مع أنباء تقول ان المجلس الاعلى للأمن القومي أرفع مركز لاتخاذ القرارات في إيران، قرر اطلاق يد <<المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق>>. ومع ان الانباء أشارت الى حصول نقاشات حادة داخل المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الا ان النتيجة التي انتهى اليها اتجهت اخيرا نحو نوع من ردة الفعل الاقليمية المخيبة على التهديدات وعلى اتجاه الولايات المتحدة الاميركية لضرب العراق.
ويتأكد الآن ان الجانب الخفي من عمل الولايات المتحدة وتحضيراتها للضربة العسكرية أبعد وأوسع مما يبدو، فعمل وكالة المخابرات ينصبّ منذ أشهر على تحضير الاجواء واعادة ترتيب القوى بما يؤمن الشروط العراقية والاقليمية المسبقة والتي لا غنى عنها قبل المباشرة بأي عمل عسكري وأول هذه الشروط هو السعي الى إقناع الاطراف المختلفة بجدية النوايا الاميركية وبالاخص تجاوزها لكل المحاذير او العقبات العربية والدولية مهما كانت، وضربها عرض الحائط في سبيل تحقيق هدف إسقاط النظام، وهذه بالذات مسألة حاسمة يبدو ان الوكالة الاميركية تمكنت من قطع اشواط مهمة على طريق تأمينها برغم اشتراطات التزام السرية. فالجهات التي تهتم الولايات المتحدة بإقناعها مثل الاكراد والحكيم تلقت خلال الفترة المنصرمة الكثير من الاثباتات التي أرادت الحصول عليها حتى تطمئن الى صدق التوجه الاميركي وأول تلك الأدلة عدا الزيارات التي يقوم بها <<خبراء>> الوكالة الى كردستان العراق وعمليات إعادة تأهيل بعض المنشآت العسكرية والمطارات في المنطقة، هو قيام تحالف مجموعة الاربعة نفسه، وأهم من ذلك المكانة التي بدا يحرزها لدى الادارة الاميركية وهو ما يعد بحد ذاته خرقا استثنائيا لاحتكار ظل يتمتع به أحمد الجلبي والمؤتمر الوطني..
هنالك في السياق ذاته الكثير من الانباء التي تتحدث عن زيارات قام بها مسؤولون اميركيون رفيعو المستوى الى كردستان العراق منهم رئيس جهاز وكالة المخابرات الاميركية جورج تينيت ونائب وزير الدفاع الاميركي وكل هذه الاشاعات تعكس الاصرار الاميركي على طمأنة الاطراف المعنية وسعيها بكل السبل الى جعل الجميع يتركون كل تردد وينخرطون في الحملة المقبلة، غير ان أياً من هذه الأنباء لا يمكن التوثق منه، وهو ربما كان يحمل خلطا مقصودا للقاءات جرت بالفعل بين القائدين الكرديين وابنيهما مع مسؤولين اميركيين أثناء الزيارة السرية التي قيل انهما قاما بها الى الولايات المتحدة من ألمانيا، إذ ذكر وقتها ان طائرة خاصة اقلتهما من هناك الي جهة مجهولة، كما ترددت اشاعات عن لقاءات سرية جرت في ألمانيا نفسها، ويبدو ان هذا الفصل من العملية قد بدأ ينجز ويتخذ ابعاداً اوسع تشمل جهات وبلدانا عربية محاذية للعراق والخطوة التالية ستنصب على تهيئة الوضع الداخلي من طريق جملة من التحركات التي يراد لها ان تجعل الناس في الداخل توقن تماما بأن النظام في طريقه الى الزوال، وهذا ما لم تظهر سوى علائم أولية على مباشرته. والاعلان الاخير عن نية الرئيس الاميركي تعيين منسق للشؤون العراقية يتمتع بصلاحيات كبيرة ربما يكون مرتبطاً بهذا الجانب من عملية التهيئة المسبقة للعدوان.
ليس في هذا كله اي ملمح من فعل ذاتي مضاد اقليمي او عربي وبالأخص عراقي. هذا في الخارج، اما في الداخل فان بطء الاستجابة المشهود لدى الرئيس العراقي أُضيف اليه مؤخرا نوع من الخروج عن ايقاع الزمن المعاش، وما قاله لبعض الكوادر من الحزبيين حول ضرورة ان لا يهتموا بالتهديدات الاميركية، لانها قديمة وعمرها يزيد على الثلاثين سنة، أمر مثير للرعب من حيث ما ينم عنه من انفصال عن مجريات الواقع والتاريخ. وما دام النبض الوطني والعربي والاقليمي غائباً والايقاع الاميركي هو الذي يحرك ردود الافعال ويحكمها، يبقى الفاعل الوحيد في اللوحة اميركيا: هل يبقى الامر على هذا المنوال حين تقترب المواجهة او حين تقع بالفعل، او حتى بعد أن تقع؟ تلك أسئلة أخرى لا تزال في علم الغيب.
() كاتب عراقي مقيم في باريس.
جريدة السفير 


#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ((حسنات)) الغزو والعدوان
- صدام حسين والسلطة؟
- المعارضة العراقية والمدخل العربي لإنقاذ العراق
- عراق صدام حسين في حقبته الروائيه
- العراق: قضية ملتهبة فوق صفيح بارد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالامير الركابي - كل شيء تغيّر.. لا شيء تغيّر