أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشيد طلحة - عندما يطالب الاسلاميون بالتسامح مع تجار المخدرات














المزيد.....

عندما يطالب الاسلاميون بالتسامح مع تجار المخدرات


رشيد طلحة

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 01:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صرح أحد قياديي حزب العدالة و التنمية المغربي والمحسوب على التيار الإسلامي في اللقاء الذي عقدته وزارة الإسكان بطنجة بضرورة نهج سياسة إن الوطن غفور رحيم مع تجار المخدرات قصد الاستفادة من أموالهم في مشاريع استثمارية تعود على النفع للوطن بدل تهريبها إلى الخارج مستندا في ذلك إلى حديث للرسول مفاده أن المال المكتسب من حرام يمكن صرفه في مصلحة المسلمين دون أن يؤجر عليه صاحبه .

يأتي هذا التصريح، الذي لن يفاجئ إلا المخدوعون في توجهات هذا الحزب الذي ظل يتبجح منذ ظهوره في الساحة السياسية بكونه جاء ليحارب الفساد و يصلح المجتمع و يعيد الاعتبار للأخلاق الإسلامية... ليكشف مرة أخرى زيف شعاراته البراقة.

لقد اثبت هذا التصريح تناقض خطابات هذا الحزب الإسلامي ، فهو منذ وقت قليل كان لا يتوقف في كل مناسبة عن التنديد باستعمال المال الحرام في الانتخابات ومطالبة الدولة بالضرب على يد المفسدين، و عندما فشل في اكتساح دوائر كان يعول عليها لم يتردد أمينه العام باتهام منافسي مرشحيه باستعمال المال الحرام في الانتخابات لشراء الذمم و أصوات الناخبين. وهاهو الآن، بكل وقاحة، يطالب السلطة لتكون رحيمة مع هؤلاء القتلة، الذين راكموا ثروات طائلة من تجارة هذه السموم القاتلة و تخريب عقول الشباب و الأطفال ، بدعوى السماح لهم باستثمار أموالهم في مشاريع اقتصادية.

قد يدعي البعض أن هذا التصريح لا يهم سوى صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن توجهات حزب بأكمله فلا داعي للمزايدات الحاقدة، لكن أقول له أن هذا التفكير هو من صميم المرجعية الفكرية للجماعات الإسلامية التي تنطلق من مبدأ ميكافيلي و هو الغاية تبرر الوسيلة أو بمعناه في الخطاب الديني الضرورات تبيح المحظورات ، فهي تحرم و تحلل حسب الظروف و تماشيا مع مصالحها السياسية و الاقتصادية، ففي أفغانستان مثلا كثيرا ما لجأت الحركات الإسلامية خلال فترة ما يسمى بالجهاد الأفغاني و خلال حكم طالبان لتمويل حروبها سواء ضد الجيش السوفياتي أو فيما بينها من الأموال المكتسبة من تجارة الأفيون و الخشخاش، ولم يعد يخفى على أحد ان الجماعات الإسلامية المسلحة في شمال إفريقيا تنهج نفس الطريق .

أما في المغرب و بعيدا عن السلاح، و في الوقت الذي ينادي فيه بعض أعضاء هذا الحزب بمقاطعة المحلات التجارية التي تبيع الخمر إلى جانب المواد الغذائية و استبدال الابناك الربوية بابناك إسلامية تتعامل بما يرضي الله و رسوله، جادت عبقرية هذا "العلامة الاقتصادي" بفكرة الاستنجاد بأموال أباطرة المخدرات قصد حل مشاكل السكن و محاربة البطالة و هشاشة البنية التحتية التي عرتها الأمطار خلال هذه السنة و السنة المنصرمة.

إنه يطالب بكل بساطة، بضرورة رفع يد السلطة على ثروات تجار المخدرات المصادرة و إلغاء كل مذكرات البحث و الاعتقال الصادرة في حقهم بل و تقديم كافة التسهيلات و الامتيازات الضريبية لتشجيعهم على استثمار هذه الأموال في المجال العقاري.

هذا هو الاقتصاد الإسلامي الذي ينصحون به العالم لمواجهة الأزمات الاقتصادية التي تعرفها الرأسمالية المتوحشة، و هذه هي إحدى الوصفات السحرية التي ستخرج المغرب من المشاكل الاجتماعية المتمثلة في ارتفاع أسعار السكن الاجتماعي و المواد الأساسية التي سببتها المضاربة و ضعف المراقبة، و هذه هي إحدى الحلول الممكنة للقضاء على ظاهرة البطالة التي أصبحت تهدد أجيالا بكاملها و تقدف بالشباب في البحر بحثا عن البديل المفقود في الضفة الأخرى.

فهنيئا لكم يا تجار المخدرات، فقد و جدتم اخيرا من يطلب الرحمة لكم.





#رشيد_طلحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للفصل 222
- ردا على الذين ينادون بمقاطعة الانتخابات
- سقط القناع عن القناع
- الخطاب الاسلاموي في المظاهرات الشعبية
- الحوار المتمدن منار كل اليساريين
- في ذكرى اغتيال بن عيسى
- كرونولوجيا حياة و مؤلفات ماركس
- ثورة أكتوبر: ما لها و ما عليها
- المواطن والسلطة و السياسة
- بؤس الفتوى الدينية
- اليسارفي المغرب: أسباب الأزمة
- اليسار في المغرب واقع و افاق
- تاريخ اليسار في المغرب


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشيد طلحة - عندما يطالب الاسلاميون بالتسامح مع تجار المخدرات