أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل الدبلوماسية المغربية تتصحر؟














المزيد.....

هل الدبلوماسية المغربية تتصحر؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 10:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


المعطى المشكلة

حسم ملك المغرب في قضية الصحراء مقررا تفعيل جهوية موسعة، وقد أصدر أوامره بتجديد "المجلس الملكي الإستشاري للشؤون الصحراوية" وإعادة هيكلته، ملحا على أن يُشكل من كفاءات قادرة على التغيير، في خطابه الذي ألقاه بمناسبة احتفالات المملكة المغربية بذكرى المسيرة الخضراء التي نظمها الملك الراحل الحسن الثاني. وعلى ذكر هذا الأخير يبدو أن الملك محمد السادس مل الاستمرارية على النهج الذي كان رسمه والده في قضية تجاوز عمرها أربع وثلاثين سنة. إنها الصحراء الغربية التي أنهكت الجميع ماعدا الكفاءات المهمشة داخل الصحراء التي يدبر شأنها المغرب.وقد يرجع السبب إلى نقطة أفاضت الكأس الدبلوماسي المغربي، تمثلت في سبعة صحراويين متمردين متعاطفين مع جبهة البوليساريو، حيث أنهم أقلقوا الدبلوماسية والحكومة المغربية حينما استجابوا لدعوة حملتهم إلى الجزائر وتيندوف في سياق حقوق الإنسان.

خبايا الحدث

لا يمكن للملك محمد السادس إلا أن يكون كذلك من موقعه، لكن الحقيقة هي أن هذا القرار الذي جاء في غير وقته، بحكم أن الأمم المتحدة تتطلع إلى مزيد من التفتح والتفاهم بين الأطراف المعنية لخلق أجواء ملائمة لمتابعة الحوار بين طرفي النزاع، له دوافع لا تدخل في منطق تطور الأحداث كما هي في السياق المُجمع عليه أمميا.

هل للمغرب ضمانات تجعله يسبق الأحداث؟

صحيح أن الحرب تبقى أمرا مستبعدا في ظل تناقضات المصالح وتضاربها بالجهة، علما أن المسألة الأمنية التي تشرف عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها تشمل كل المجال الإسلامي ابتداء من المغرب إلى باكستان، وفي هذا الصدد نظمت عدة مناورات عسكرية شاركت فيها دول شمال إفريقيا باستثناء المغرب، وقد اعتمدت فيها الجزائر نصيب الأسد.
واعتبارا لذلك يمكن القول بأن المغرب ليس في وضعية قوية، اللهم موقعه الرمزي في منظمة الحلف الأطلسي. غير أن هذا الأخير لا يمكنه أن يضمن للمغرب أي امتياز، بحكم تداخل مصالح مكونيه بالجهة الشمال إفريقية والبحر الأبيض المتوسط.

فهل هو تهور؟

لا يمكن القبول بذلك أبدا، خاصة وأن السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عبرت خلال مقامها بالمغرب، بمناسبة حضورها "منتدى المستقبل"، عن العلاقات المغربية الأمريكية فوصفتها بأنها طبيعية وأنها ترى في الحكم الذاتي فكرة جيدة لتسوية الخلاف، علما أن الولايات المتحدة وفرنسا كانتا وراء فكرة الحل السياسي المرضي بالنسبة للأطراف المعنية بالصراع.
مفاجأة المتتبعين للملف الصحراوي بالقرار الملكي يعبر بالتأكيد على أنه اتخذ من داخل المملكة دون الاعتماد على غير المعطيات الدبلوماسية المباشرة، وهو ما يمكن أن نقرأه في منطق الخطابات التي استحضر فيها الملك قضية الصحراء، حين قال إن المغرب لن يبقى مكتوف الأيدي ينتظر إلى ما لا نهاية.

هل ثمة ضرورة تنظيمية داخلية للمملكة؟

قد يكون الاحتمال الأقرب، خاصة وأن المملكة عرفت تراجعات أفقدتها إيقاعية التنمية التي يفترض أن تكون، والتي انعكست للأسف سلبا على المغرب الذي عرف ترتيبات غير مشرفة للمشروع الملكي الحداثي والإنصافي على جميع الواجهات، ذلك أن الملف الصحراوي في مقارباته الأمنية المكرسة خلق عدة فجوات بالنسبة للجميع خاصة مع تمادي جيوب مقاومة الإصلاح البصراويين في ما من شأنه أن أدى إلى استضعاف المملكة.
إن الذين يستنزفون المملكة هم الذين لا يريدون حلا حقيقيا للصحراء، بل هؤلاء هم ذاتهم المتمظهرون بالإخلاص للملك بشتى أشكال التعابير البروتوكولية، بل منهم من ورثوا المناصب الكبرى كما لو أنها ملكيات لهم، أكثر من ذلك إن ضمنهم من استولى على المؤسسات لجعلها إمارات ومنهم من استولى على الثروات على حساب الحقوق الضرائبية...بمعنى أن الملك كان يتخذ قراراته على ضوء ما يتوصل به من حقائق مشبوهة، لأن الخبر يحور وفق ذاتية المعنيين، تماشيا مع حاجتهم في الحفاظ على الوضع كما هو عليه حاليا. وإن دل هذا على شيء فإنه يعني في استبعاده للحل، أنه يريد استضعاف المملكة في تمركزها على ذاتها، لتتكرس عزلتها إفريقيا ومتوسطيا..

البديل

طالما أن هناك جدارا يفصل بين المواطنين ومؤسساتهم، وبينهم وبين ملكهم فإن البديل سيبقى محاصرا، علما أنه ليس في المغرب ولا البوليساريو ولكنه خارج عنهما، نظرا لطبيعة تشنجهما المرتبط بانتقامية تاريخية مجانية.
إن البديل، في حل يؤلف بين أطراف النزاع ويدمج المجتمع الصحراوي والمغربي في كيان ذكي قادر على احترام الحقوقية الشرعية للشعب الصحراوي في أرضه، والحقوق السياسية للمغرب في الصحراء. ومرة أخرى أذكر بأن الحل تم الإعلان عنه رسميا أمام رموز الدبلوماسية المغربية في شأن الصحراء، وللجرائد المغربية والدولية شهادات عن كل ما حصل لكن الملك ظل مبعدا عن هذه الحقيقة رغم أن مقربين منه، هم على علم بهذه الحقيقة. ربما هكذا ستتصحر الدبلوماسية المغربية ومحاربة تصحرها ما زال يجد أمامه آليات "بصراوية" قادرة على احتواء الوضع، خاصة وأن الجهاز المخابراتي بالصحراء يصعب عليه التحرر مما وقع فيه من تواطؤ مع مستنزفي المملكة. بوجمعة خرجة.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة -البورديل- بالمغرب
- أبرز المطبوعات المغربية الناقدة تواجه مصير الإغلاق
- -من حفر حفرة لجاره يسقط فيها-
- حرب التحرير و الاستقلال حلم ربط شمال المغرب بجنوبه
- إشكالية تكشف عورة الحكام الجزائريين باستمرار
- رجعت أمينتو وتضاربت الآراء فما العمل الآن؟
- نتوقع أن يطلق سراح والدي فورا دون قيد و لا شرط لأنه بريء و ل ...
- عن الحكم الذاتي وأمينتو حيدر والأخطاء المغربية
- الكرابة بائعي الماء - عاطشون
- المحجوبي أحرضان أمغار الأطلس
- كيف كوّن وراكم الحسن الثاني الثروة الملكية؟
- النزق والصبيانية والعنجهية في السياسة المغربية
- -مشروع قانون المالية: الانعكاسات والبدائل -
- -بهلوانيات- صديق الملك
- هل المغرب في حاجة للتنمية أم للديمقراطية؟
- كرونولوجيا محاكمة صحافيي -المشعل- في غياب شروط المحاكمة العا ...
- - تحت الدف- / للتذكير ليس إلا!
- حانوتي المشروع الحلم الذي تحول إلى كابوس
- مفهوم -وزارات السيادة- نتاج الصراع بين الشرعية الشعبية والشر ...
- اليسار هل تكتمل دورته الحياتية؟


المزيد.....




- بضمادة على أذنه ترامب يحضر مؤتمر الحزب الجمهوري بعد ترشيحه ل ...
- ليتوانيا: إعصار قوي يقتلع أسطح المنازل ويدمّر السيارات
- الأسد لـRT: لا نضع -شروطا- لإعادة العلاقات مع تركيا بل نتحدث ...
- ترامب يظهر في مؤتمر الحزب الجمهوري بضمادات على أذنه (فيديو) ...
- وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل غير متوقعة حول مطلق النار عل ...
- إصابة 3 إسرائيليين بإطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون بقضاء ...
- بايدن لوسائل الإعلام: ترامب كذب 28 مرة فلماذا تركزون على فشل ...
- بايدن يعقد اجتماعين مع أجهزة المخابرات منذ محاولة اغتيال ترا ...
- انقلاب ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان
- اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري: ترامب يعلن اختيار نائبه و ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هل الدبلوماسية المغربية تتصحر؟