أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وائل خضر - انتقائية مفرطة..وأبوية بلاحدود















المزيد.....

انتقائية مفرطة..وأبوية بلاحدود


وائل خضر

الحوار المتمدن-العدد: 181 - 2002 / 7 / 6 - 08:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لا بد وأن نرحب بنقد الدكتور عبد الرزاق عيد الذي نشر في جريدة  النهار، بعنوان: هل الإرهاب نتاج طبيعة المجتمعات الإسلامية... وثمرة منظوماتها الفكرية الدينية؟"? الذي يدور حول المقال المنشور في العدد السادس من جريدة الرأي بعنوان "من تهميش المواطنين... إلى تهميش الدول...إلى انعدام الوزن"? فتكريس تقاليد النقد ونقد النقد هو الذي يجب أن يعول عليه لتصحيح المسارات وتلافي "العثارات" التي يتكلم عنها الكاتب في عنوان نقده للمعارضة السورية.

يقْصِر الدكتور عيد نقده مقال "الرأي" على فقرة واحدة، وهي التي تتحدث عن واقع القوى المعارضة العربية والمثقفين العرب ومواقفهم من أحداث 11 أيلول في أميركا، ولقد بنى عنوان مقالته من فقرة رقم(4) ص(11) في "الرأي" التي عرضها مجزوءةً ومشوهة كما يلي:

أما الموقف الرابع من الأحداث (أحداث11 ايلول) فهو القائم على العقلانية، عقل الفكر، أي ربطه بالواقع، الذي يرى أنه لاعلاقة لما حدث بسياسات الولايات المتحدة الخارجية إزاء فلسطين والعراق، فهي تعود "أولاً إلى طبيعة المجتمعات العربية الإسلامية المحكومة بعلاقات تسلطية...وثانياً العلاقة بين الإرهاب والمنظومات الفكرية الدينية". بينما وردت الفقرة في الرأي على الشكل التالي: فكل هؤلاء(أي ذوي الموقف الرابع) كان موقفهم من الأحداث الأخيرة قائماً على العقلانية، عقل الفكر،أي ربطه بالواقع، ولقد اعتبر هؤلاء ماجرى من أحداث في واشنطن ونيويورك ومن قبل في كينيا وتانزانيا، أن علاقاتها بالسياسة الخارجية الأميركية إزاء فلسطين والعراق متأخرة جداً، بل هي في الأساس تعود إلى طبيعة المجتمعات العربية والإسلامية المحكومة بعلاقات تسلطية قائمة على الخوف بين الشعوب والأنظمة الحاكمة. ومن جهة أخرى هنالك علاقة بين الأعمال الإرهابية والمنظومات الفكرية الدينية التكفيرية التي ترعرعت في كنف الأنظمة العسكرية الاستبدادية التي تسلمت السلطة في النصف الثاني من القرن العشرين، أوفي كنف بعض الأنظمة الملكية المطلقة التي تسود فيها بعض سمات القرون الوسطى".

فلقد حول الكاتب "المنظومات الفكرية الدينية التكفيرية" إلى المنظومات الفكرية الدينية(حاف)، فبحذفه هذا، كأنه يساوي على سبيل المثال بين أفكار عبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده وعلي عبد الرازق ونصر حامد أبو زيد ومحمد شحرور ومحمد حسين فضل الله من جهة  وأفكار ابن تيمية والمودودي وسيد قطب وأبي قتادة وأبي حمزة ويضع الطرفين تحت مظلة فكريةٍ واحدة، ويبدو أنه لولا هذا الحذف ما كان ليتاحَ له أن يستنتج بعض الأفكار الفوكويامية، من مقال "الرأي". ولاندري أيضاً لماذا تجاهل د.عيد دور الأنظمة العربية الراهنة في إنتاج الفكر الإرهابي الوارد في المقال، فنحن نحيله الى كتاب "الحرب القذرة" للضابط الجزائري (حبيب سويدية) الذي يفضح فيه دور النظام الجزائري المباشر في إنتاج الإرهاب الأسود الدائرة رحاه منذ أكثر من عقد وإلى الآن.

أما ما ورد في مقال الرأي حول استخدام مفهوم "طبيعة المجتمعات" الذي اعتبره الدكتور عيد يحيل إلى جوهرانية ميتافيزيكية؛ فلعلّه على حق فيما يتعلق بهذه النقطة، وكان الأصح استخدام مفهوم "واقع المجتمعات"، وهذا ماتوضح في الفقرة الثانية ص 10: "الحقيقة أن البعض من هذا التيار التبريري لايريد أن يرى الواقع المر في مجتمعاتنا العربية الإسلامية".

كذلك لم يقْصِر مقال الرأي أسباب الإرهاب على المنظومات الفكرية الدينية التكفيرية، فهولم ينفِ على الإطلاق دور سياسة الولايات المتحدة الخارجية بالنسبة إلى القضية الفلسطينية والعالم العربي؛ ففي موقف المبررين رقم(2): يحتوي فعل ابتسر ضمناً، على عوامل أخرى عدا السياسة الخارجية الأميركية يخفيها أنصار هذا التيار من المثقفين عمداً لمصلحة سياسية، فنفي العوامل الأخرى يعفي الأنظمة العربية من إعادة النظر في سياساتها الداخلية، وهذا مالمسناه صريحاً في أكثر من خطاب ومن مؤتمر صحفي لكثير من القادة العرب حينما راحوا يبتسرون أسباب أحداث  أيلول فقط بالسياسة الخارجية الأميركية.

ويؤكد عدم استبعاد مقال "الرأي" السياسة الخارجية كأحد العوامل المسببة، ما جاء في ص8: "وحين مناقشة أسباب الإرهاب، لن تصمد مقولة إرجاع أسبابه إلى سياسة الولايات المتحدة الخارجية التي تكيل بمكيالين، وانحيازها إلى اسرائيل إزاء القضية الفلسطينية، لأن في أي مؤتمر أو لقاء دولي حول الموضوع سوف يطرح دور الأنظمة العربية ذاتها في انتاج الإرهاب، بفعل سياساتها الداخلية والتسلطية إزاء شعوبها، وبسبب الفساد الشامل الخارج عن السيطرة في المجتمع، ومن جراء سياسة الكيل بمكاييل لاتحصى تجاه مواطنيها في كل مناحي الحياة اليومية". وحتى فوكوياما نفسه لم يستطع نفي دور السياسات الأميركية، فيقول في عدد أذار 2002 من مجلة (وجهات نظر) المصرية: "إني لاأريد بالضرورة ان أقلل من أهمية العوامل المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية، لكن يبدو لي أن الراديكالية (يقصد الإسلامية) لايمكن تفسيرها ببساطة  من منطلق المعارضة للسياسة الخارجية الأميركية....وأنا أعتقد بوجود أسباب أكثر عمقاً تتمثل في الفقر، وانعدام التنمية، والركود السياسي بالإضافة طبعاً للسياسة الخارجية الأميركية تجاه اسرائيل..". وهنا لابد من الإشارة إلى أن إرهاب التطرف الإسلامي قبل أن يصل إلى نيويورك وواشنطن كان قد بدأ في مجتمعاتنا، وهذا التصدير الخارجي للإرهاب يجب عدم ربطه فقط بالسياسة الخارجية الأميركية إزاء العراق وفلسطين، إنما من جانب أخر، بدعم الولايات المتحدة للأنظمة الاستبدادية.

فالإرهاب كان دائماً أحد أشكال ممارسة السياسة في التاريخ، ولكن هذا الشكل كان دائماً مثار اختلاف بين منظومات فكرية منظِّرة وداعمة له قد تكونت في واقع اجتماعي تاريخي محدد ومنظومات فكرية أخرى رافضة له. والمنظومات الفكرية الداعمة للإرهاب كشكل من أشكال النضال السياسي، لايقتصر تشكلها على المجتمعات الإسلامية والعربية فقط كما هو الحال الآن، إنما يمكن أن تتكون في كل المجتمعات في مراحل تاريخية محددة. ففي الستينات والسبعينات كانت أميركا اللاتينية وحتى أوربا مرتعاً لهذا العمل الإرهابي المدعوم من بعض الاتجاهات الماركسية المتطرفة. والآن هنالك إرهاب سياسي متبادل بين الهندوس والمسلمين في الهند.

 أما ماقاله الدكتور عيد: "أن يصبح العداء لأميركا مدعاة للسخرية والتهكم"، ففي رأينا، هذا صحيح فقط في حالة واحدة، وهي حينما يتحول هذا العداء إلى مجرد حجابٍ لطمس الواقعي والموضوعي والذاتي، وإلى ذريعةٍ لعدم مراجعة هذا الذاتي. وفي الواقع ليس دائماً كل الحق على الطليان!!!

أما ما يقوله الكاتب، و لربما بسوء نية، حول "المراهنة على الخلاص وحتى على يد الشيطان، إن كان أميركياً أو إسرائيلياً،....إلخ". حول هذه النقطة يبدو أن الدكتور عيد لم يقرأ المقال كاملاً، ولم يمر على ماورد في:" وهمُّ كلِ حكومةٍ عربية في هذه اللحظة هو التماس طوق نجاتها، عبر التبرؤ من الإرهاب والإرهابيين. وبالنسبة إلى الموقف من ضرب العراق المنتظر، فلا يوجد حتى الآن أي خطة عربية وقائية فيما يتعلق بأخطر كارثة يمكن أن تحيق بالعرب في أية لحظة على هامش هذا الفيلم الأميركي الطويل جداً.....إلخ".

 وأخيراً لابد وأن نتضامن مع الكاتب في دعواه من أجل أن تتحرر سوريا من مقْتِ السجون السياسية.. ولكن بالنسبة إلى نقد المعارضة السورية فلا نعتبره مقتاً، وإنما من ضرورة الضرورات!..

 الرأي - الحزب الشيوعي السوري



#وائل_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وائل خضر - انتقائية مفرطة..وأبوية بلاحدود