|
أكاذيب ايران النووية-ج1-الطموحات
عصام البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 883 - 2004 / 7 / 3 - 05:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الطموحات النووية الايرانية ليست وليدة العقد الاخير بل لقد كانت نواتها منذ عهد الشاه محمد رضا بهلوي ، طموحات الرجل العسكرية كانت واضحة حينما اصبح الجيش الايراني خامس قوة في العالم مدعوم بما يقارب اربعة ملايين رجل سافاك في ايران ، ينتشر عدد كبير منهم في انحاء العالم لشتى المهمات ، حاول ان يكون بجيشه وسافاكه شرطي الخليج ، ولولا تلك الطموحات التى تجاوزت خطها الاحمر من وجهة النظر الاميركية لما خذلته الولايات المتحدة ورمته خارج حساباتها ومواصفاتها التى ترومها بما يخدم مصالحها. لقد كان للولايات المتحدة الاميركية دور في دخول ايران في المجال النووي ابان العهد الملكي السابق وذلك عام 1967م ( وكما تفعل دائما ، تدعم ثم تتخلى ) ولكنها الان هي من يقف ضد ايران في محاولة لاستغلال هذا الملف للوصول الى غاياتها وتحقيق مقاصدها (راجع كتاب الصحفي الفرنسى بول ماري دولا غورسPaul-Marie de La Gorce مؤلف Dernier Empire, Grasset, Paris, 1996).
المراحل الاربعة للبرنامج النووي الايراني :
البرنامج النووي الايراني مر بعدة مراحل اولها كان في عهد الشاه حيث اتفق النظام السابق في ايران في الولايات المتحدة على شراء مفاعل ابحاث نووية لجامعة طهران وفي منتصف السبعينيات بدأت ايران تتجه بقوة نحو الطاقة النووية وخطط النظام السابق لانشاء (23) محطة نووية للطاقة لذا فقد بدأت العقود على تحقيق هذه الطموحات تبرم مع الولايات المتحدة الاميركية 1974م والمانيا الغربية 1976م وفرنسا 1977م وذلك لتزويد ايران بالوقود النووي وتدريب الكوادر الايرانية وكان النظام الملكي السابق يهدف من خلال ذلك الى تقليل اعتماد ايران على النفط والمحافظة على نمو الصناعات الايرانية وتوسيعها بتوفير قدر كبير من الطاقة من خلال المحطات النووية وكان نظام الشاه يريد لايران الحصول على هذه القدرات رغم الاعلان الاميركي الصادر على لسان الرئيس الاميركي الاسبق (نيكسون) الذي اكد ان ترسانات السلاح مفتوحة لايران غير الاسلحة النووية الا انه وبعد سقوط الشاه توقف العمل في تلك المنشآت النووية وذلك بعد ان انجزت ايران نسبة كبيرة من تلك المشاريع ومن ثم نشوب الحرب العراقية الايرانية ولكن مع الاستقرار النسبي في ايران وبعد الشعور بالحاجة لتلك القدرات النووية فقد بدأت المرحلة الثانية من البرنامج النووي الايراني ولذلك اعيد الاهتمام بهذا البرنامج من جديد وتم رصد مبالغ جديدة لفريق العمل في مفاعل جامعة طهران والذي استمر على نشاطه تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفي عام 1983م اعيد الاهتمام بتكنولوجيا الليزر في عمليات التخصيب وفي عام 1984م تم افتتاح مفاعل ابحاث اخر في مدينة اصفهان وفي نفس العام بدأت ايران في احياء العمل في محطة الطاقة النووية في بوشهر مما دفع بغداد خلال الحرب الى قصف منشآت بوشهر ابتداء من 24 مارس 1984م وحتى 19 يوليو 1988م اي قبل وقف اطلاق النار بستة ايام وبعد موافقة ايران على القرار 598. كما حاولت ايران ضرب المفاعل النووي العراقي وفشلت في ذلك لعدة مرات الى ان استغلت اسرائيل الحرب وقامت بضربه في 7 حزيران 1981. وبعد انتهاء الحرب ساد صمت حول قدرات ايران النووية في وقت كان الاهتمام مكرسا على كشف القدرات العراقية خاصة في الاشهر التي سبقت غزو الكويت في اغسطس 90م الا ان ايران كانت قد بدأت مرحلتها الثالثة وذلك بالتوقيع مع الاتحاد السوفيتي السابق اتفاقية لتزويدها بمحطتين نوويتين لتوليد الطاقة الكهربائية طاقة كل واحدة منهما 440 ميجا واط وكان ذلك في مارس 90م الا انه وعلى الرغم من ذلك فقد بقيت ايران بعيدة عن امتلاك القدرة على تصنيع السلاح النووي حيث كانت بحاجة الى بنية اساسية وقدرات بشرية فنية اخرى . الا ان البرنامج النووي الايراني تحرك بخطوات تدريجية لتبدأ المرحلة الرابعة وذلك بعقد صفقة مفاعلات نووية مع كل من الصين وروسيا عامي 94 ـ 1995م عندها ادعت الولايات المتحدة ان وزير الطاقة الروسي اقترح بيع منشأة للقوة الطاردة المركزية كجزء من صفقة المفاعل وذلك اثناء لقاء القمة بين كلنتون ويلتسين في مايو 1995م وكان ذلك الاتهام ضمن حملة من الادعاءات ضد ايران بدأت عام 87 ـ 1988م عندما روجت دوائر الاستخبارات الغربية عن وجود اتفاقات سرية بين ايران وباكستان وذلك لانتاج القنبلة النووية الاسلامية مع ان تلك الاتهامات لم تقف على ادلة ملموسة ولكن ما كان يروج له ضمن الحملة الاعلامية السياسية هو الحد من تسلح دول الشرق الاوسط التي تمثل اهمية استراتيجية بالغة وتواصلت تلك الحملة الاعلامية مع بداية التسعينيات وبعد الانتهاء من حرب الخليج الثانية واصدار القرار (687) الذي ينص على تدمير القدرات العراقية في اسلحة الدمار الشامل والقدرات الصاروخية والذي حول الاهتمام بعدها صوب ايران فبدأت باثارة موضوع التعاون النووي بين ايران والصين وقد ذكرت مجلة نيوزويك الاميركية في 22/6/1992م ان الصين زودت ايران بمفاعل نيوتروني وجهاز لفصل النظائر وذكر ان (سي . اي . ايه) تعتقد ان ايران سوف تستخدم تلك التقنيات في صنع القنبلة النووية كما اثير في نفس الفترة موضوع التعاون النووي بين ايران والهند واكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية آنذاك ريتشارد باوتشر ان الخارجية الاميركية تدخلت لدى السفير الهندي في واشنطن عابد حسين لمنع بيع مفاعل نووي الى ايران لذا اكد مدير منظمة الطاقة الذرية في ايران ان بلاده طالبت دوما بان تكون المنطقة في منأى من الاسلحة النووية واشار المسؤول الايراني بان النظام الصهيوني يمتلك (300) رأس نووي وان الشرق الاوسط برمته مهدد بالقوة النووية الاسرائيلية وان بلاده لا تسعى من خلال تلك البرنامج الا لاغراضها السلمية وتزايدت خلال تلك الفترة الحملة الاعلامية ضد ايران، فقد صدرت عن قائد سلاح الجو الاسرائيلي في 15/6/1992م بأنه يجب ايجاد الظروف السياسية والعسكرية من اجل الحيلولة دون تسلح دول المنطقة نوويا، وذكر الجنرال الاسرائيلي ان ايران في طريقها لان تصبح تهديدا ولكن عندما يتأكد من قدرته على تهديد وجود اسرائيل فانه سيتحرك بالتأكيد، وقال (سنبادر لمنع هذه الدول من امتلاك السلاح النووي بالوسائل السياسية ان لم يؤت الاولى ثمارها) وذلك القول يعبر عن مضمون التهديد باستخدام القوة العسكرية على غرار ما حدث للمفاعل النووي العراقي، (تموز) الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية في السابع من يونيو عام 1981م. وفي اعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي تواصلت تلك الحملة الاعلامية ضد ايران من جديد وذلك باستثمار تفكك الاتحاد السوفييتي حيث اثير ان ايران بصدد الاتفاق مع جمهوريات الاتحاد السوفييتي المسلمة والتي تمتلك السلاح النووي، ولذلك سربت دوائر الاستخبارات الغربية معلومات عن شراء ايران ثلاث قنابل نووية، ونشرت صحيفة (شيترن) الالمانية نقلا عن مصادر استخبارية ان ايران حصلت على رأسين نوويين ونظام لاطلاق الصواريخ المتوسطة من جمهورية كازاخستان، الا انه وباستعراض تلك الحملة الاعلامية يتضح ان تلك المعلومات ليست مستندة على حقائق وادلة ملموسة بل هي مجرد مجموعة من التكهنات والشكوك الهدف منها حرب نفسية على ايران لايقاف مساعيها النووية والحد منها.
#عصام_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 9- الوعي بأهمية الثقافة الجنسية
-
محنة العلم والمتعلمين في العراق
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 8- التحرش الجنسي بالطفل داخل الأ
...
-
من نوري الباشا الى القائد صدام : انا في انتظارك
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 7- المفاهيم الغربية
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج6 – أسباب الشذوذ
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج5- مفهوم الديانة المسيحية
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج 4 – المفهوم الاسلامي
-
خطاب الدموع والدم والنار
-
العلاقات الجنسية الشاذة – ج3 – الجانب العلمي
-
العلاقات الجنسية الشاذة –ج 2- أمراض الشواذ
-
العلاقات الجنسية الشاذة –ج 1- قضايا
-
بريجيت باردو
-
أحزمة الموساد المشعة
-
مستقبل العلاقات العراقية الدولية
-
إنجاز كبير لشركة الياهو
-
الاصلاح السياسيى
-
مبروك للمرأة العراقية
-
الديمقراطية الوطنية
-
المرشح الحقيقي
المزيد.....
-
رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز
...
-
أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم
...
-
البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح
...
-
اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات -
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال
...
-
أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع
...
-
شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل
...
-
-التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله
...
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|