أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمة - أرق القتلة














المزيد.....

أرق القتلة


رشيد كرمة

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 06:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حدثني صديق(....)حول مقالة أخيرة كنت قد كتبتها ماذا عن الكميائيين الذين شاركوا المجرم(علي حسن المجيد) الذين لازالوا يسرحون ويمرحون في ارض الله الواسعة في أرجاء شتى من العالم؟وأغلبيتهم يخالفونه في المذهب والمعتقد والإنتماء.ولقد كان الرجل صادقاً فيما رأى أن مجمل ما كتب من دراسات ومقالات تصب بشكل وآخر وخصوصاً ما بعد إزاحة نظام(صدام حسين) المُباد يُحَّمِلُ مذهباً بحد ذاته مسؤولية ما جرى. والحقيقة أن الأمر لايحتمل صب كل اللعنات على مذهبٍ محترمٍ كان القتلة يدعونه زوراً وبهتاناً.فليس كل قاتلٍ في زمن الطاغية الأهوج كان سُنياً,كما أن اعداداً غفيرة من أتباع المذهب كان من ضحايا هوس السلطة, وأقول للصديق المعاتب أن ليس كل من أرتكب جريمة القتل بحق ضحايا المقابر الجماعية من المذهب الآخر (الشيعي)بمنأى عن السلطة الجديدة (البديل هو القانون )تبعاً للفعل الذي قام به من مؤازرة وتنفيذٍ لقتل جماعي فهناك أسماء كبيرة وعديدة تنتمي للمذهب الأخير أوغلت تعذيباً وفتكاً وقتلاً بأبناء مذهبهم أولاً وأبناء وطنهم ثانية ولسوف يجافيهم النوم طالما شاركوا وساهموا في تدمير(الإنسان )العراقي ,العربي والكردي والتركماني والكلدوــ آشوري , والأيزدي ــ والصابئي المندائي وكذلك الجيران العربي والإيراني ناهيك عن تأسيس منهج خرب ويخرب ولسوف يخرب بنيان الإنسان, طالما لم نشخص القتلة الذين أفتوا بقتل من يخالفهم النهج مجرد إجتهادهم بتطبيق العدالة الإجتماعية منذ ستينات القرن المنصرم , ولعل غضب الناس الآن أيها الصديق يتأتى من جراء بطش وإرهاب الآمنيين من النسوة والأطفال والفقراء بمفخخات تحمل بصمات " مذهبية"واضحة تعادي جملة وتفصيلاً لمذهب آخر يقف خلفه ربما _من يدعي _ أنه البديل وهو غير محق قطعاً فنحن أخوة في الدين والتراث والإنسانية , واراهنك ان العراق يسموا على كل المذاهب , وسنغفوا على ضفاف انهارنا يوما ما ،إلا القتلة فسيصابون بالأرق رغم حصولهم على حق اللجوء هنا وهناك , ورغم ما سرقوا من أموال سوف لن تكفيهم من شراء علاج لأرقهم شأنهم شأن (حسان بن تبع*) فلقد كان بعيد الهمة شديد البطش فدخل إليه يوماً وجوه قومه وهم من " حُمَيّرْ" ،قال لهم : إستعدوا ! فلم يراجعه أحد _أي لم يعارضه أو يجادله أحد_ لهيبته، فلما كان بعد ثلاثة خرج وتبعه الناس حتى وطئ أرض العجم ،وقال:لأبلغن من البلاد حيث لم يبلغ أحد من التبايعة...,فكلموا أخاه عمراً وقالوا له: كلم أخاك في الرجوع إلى بلده وملكه.قال: هو أعسر من ذلك وأنكرْ.فقالوا: فاقتله ونملكك علينا فأنت أحق بالملك من أخيك, وأنت أعقلُ وأحسنُ نظراً لقومك ...وأجمع الرؤساء كلهم على قتل أخيه (إلا) ذا رعين فإنه خالفهم... وأتاه بصحيفة مختومة قال : ياعمرو إني مستودعك هذا الكتاب فضعه عندك في مكان حريز وكتب فيه:
ألا من يشتري سهراً بنوم .....سعيدٌ من يبيت قرير عين.
فإن تك حُمَّيرُ غدرت وخانت.... فمعذرة الإله لذي رُعَين .
ثم أن عمرا أتى أخاه وهو نائم على فراشه، فقتله وإستولى على ملكه فلم يبارك فيه وسلط الله عليه السهر وإمتنع من النوم ، فسأل الأطباء والكهان والعراف فقال له كاهن منهم : أنه ما قتل أخاه رجلٌ قط إلا ومنع نومه، فجعل يقتل من أشار عليه منهم بقتله، فقتلهم رجلاً رجلاً حتى إذا خلص إلى (ذي رعين) فقال له :ألم تعلم إني أعلمتك ما في قتله ونهيتك وبينت هذا؟ قال: وفيم هو؟ قال :في الكتاب. فإلى الذين ينزون هنا وهناك وإلى الذين بدلوا أزيائهم وركبوا الموجة بعد أن تلطخت اياديهم بدماء الأبرياء
وتنسكوا وتمسكنوا وأصبح المسواك والحج وإقامة الشعائربمناسبة ودونها والتردد على الحسينيات ديدنهم، أين المفر؟ فالأرق ملاقيكم حيثما تكونون فإنه أرق القتلة , وجبان ٌ منْ لم يؤشر عليكم حينما يأزف الموعد.
الهوامش : * من كتاب الأغاني (ابو الفرج الأصفهاني )



#رشيد_كرمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين بقية الكيميائيون ؟
- المثقفون والدولة
- كرنفال الكربلائيين
- تأريخ زاهر رسالة الى - كريم العراقي -


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشيد كرمة - أرق القتلة