وأخيرا نقابات عمالية في دول الخليج

جهاد عقل
(Jhad Akel)

الحوار المتمدن-العدد: 883 - 2004 / 7 / 3 - 05:42
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

القرار الذي صدر أخيرا عن دولتي عمان وقطر بخصوص السماح بتشكيل لجان عمالية في أماكن عمل وتنظيمات نقابية بما في ذلك اتحادات عمالية عامة ، يعتبر خطوة هامة ومباركة في سبيل اطلاق الحريات النقابية في دول سادها القمع اليومي تكل محاولة لتنظيم صفوف العمال ضمن نقابات عمالية تدافع عن حقوقهم وتضمن لهم شروط عمل مقبولة .

لم تكن هذه الخطوة مجرد صدفة صدرت عن المسؤولين في كل من قطر (19/5/2004) وعمان (17/5/2004) ، بل هي نتاج ضغط دولي وعربي يجري منذ فترة طويلة على قيادات العديد من الدول في العالم عامة وفي المنطقة العربية خاصة لاطلاق حريات العمل النقابي والتنظيم النقابي للعمال في تلك البلاد . واليوم تجري اتصالات ومحاولا ت مكثفة من أجل اطلاق حرية التنظيم النقابي في المملكة العربية السعودية ايضا وغيرها من الدول ممن تمنع التنظيم النقابي حتى الآن .

قوانين القمع للحركة النقابية العمالية في هذه الدول ربما نجحت في منع التنظيم النقابي العمالي الرسمي والعلني ، لكنها لم تتمكن من قمع التنظيم النقابي الذي عمل بشكل سري في هذه الدول . حيث قام عمالها بتنظيم حركة نقابية تعمل بشكل سري على مدار سنوات طويلة ، ويكفي أن نذكر هنا الحركة النقابية العمالية العريقة في دولة البحرين والتي خاضت النضالات العمالية النقابية ضد الحكومة ؛ على الرغم من أنها تعمل سرا مما اضطر الملك في البحرين وحكومتها ايضا الى تشريع قانون يسمح للعمال بالتنظيم النقابي وبذلك تحولت الحركة النقابية البحرانية الى حركة تعمل علنا . وعقدت لها مؤتمرا قبل أشهر عدة وانتخبت هيئاتها ، وقد حضر هذا المؤتمر ممثلون عن الاتحادات النقابية العربية والدولية وعن منظمة العمل الدولية ايضا.

تجربة البحرين هذه لم تكن ناجحة وقد حل الخلاف بعد اختتام أعمال المؤتمر وجرت حملات هجوم متبادل ما بين أطراف الخلاف في قيادة الاتحاد هذه والتي انتخبها أعضاء المؤتمر مما أثر سلبا على نشاط الاتحاد وهيئاته ، وهناك من دعا الى العودة للعمل السري لآن مثل هذه الخلافات لم تكن ، صحيح أنه كان هناك نقاش ، لكن ذلك لم يصل الى حد احداث شرخ في العلاقات ، اننا نعتقد أن مثل هذا النقاش هو نتاج طبيعي لبدايات المرحلة العلنية ، والتي يدعي البعض أن الحكومة تمكنت من "اللعب في الاوراق" عن طريق نجاح المقربين منها في هيئات الاتحاد ، بل السيطرة عليه تماما ، مما سيؤدي الى اضعاف مهامه الكفاحية من أجل حماية الحركة العمالية البحرانية بل الطبقة العاملة بأسرها والمعروف عن قيادتها العراقة في النضال والخبرة أيضا .

الترحيب الصادر عن قيادة الاتحاد العام للعمال العرب على لسان رئيسه النقابي المعروف حسن جّمام بهذا القرار في كل من عمان وقطر يشير الى الجهد الكبير الذي بذله شخصيا من أجل وضع حد لهذه الفضيحة التي لا تغتفر لقيادات تلك الدول وغيرها ممن تمنع حرية التنظيم النقابي للعمال في بلادها ، اننا نتمنى أن تكون هذه الخطوة أول الغيث لاطلاق حريات التنظيم النقابي في عالمنا العربي حقا ، وألا تكون خطوة شكلية هدفها اسكات أصوات الاحتجاج العالمي ضد تلك الحكومات التي تتحدث عن "حريات" لا وجود لها ، لان قضية التنظيم النقابي وحريات العمل النقابي ليست مجرد تنظيم بل هي استقطاب للطبقة العاملة لتنظم نفسها أمام قوى رأسمالية منظمة في عملية السيطرة على خيرات البلاد ومصادر الرزق فيها ، قوى تعيش في بذخ عارم وبالمقابل عمال يبحثون يوميا عن لقمة العيش دون أي تأمين لمستقبلهم أو لمستقبل عائلاتهم .



قبل أيام وبالتحديد في (30/6/2004) انتهى المؤتمر الثاني والتسعين لمنظمة العمل الدولية في مدينة جنيف السويسرية ، ابحاث هذا المؤتمر كانت حافلة في مضامينها وقد برز ضمن هذه الابحاث موضوع الحريات النقابية في العالم ...حيث عبرت قيادة المنظمة عن استنكارها لعمليات القمع التي يتعرض لها النقابيون في دول العالم المختلفة ...هذه العمليات تتضمن الاعتقال في غياهب السجون من جهة وعمليات تصفية جسدية من جهة أخرى .... نعم قتل لنشطاء نقابيين يقومون بتنظيم زملاءهم في أماكن العمل ..أو ينظمون مطالبهم أمام قوى الاستغلال الرأسمالي في عالم العولمة الذي نعيشه... اننا نتقدم بالتحية لقيادة المنظمة وكوادرها على نشاطهم هذا من اجل اطلاق أسر المعتقلين من النقابيين ووقف عمليات التصفية الجسدية ضدهم ....ونقول كم نحن بحاجة اليوم وليس غدا من أجل تحقيق مضمون شعارنا العمالي القائم على أساس "يا عمال العالم اتحدوا" ، والهدف هو صد الهجوم الذي نتعرض له باستمرار من قبل القوى الرأسمالية في عالمنا اليوم ...وليس فقط في قطر وعمان والسعودية والبحرين وغيرها .

#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات