أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - قول في الإجتثاث














المزيد.....

قول في الإجتثاث


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 00:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثمة ما يستدعيني للكلام هاهنا اليوم عن قضية الإجتثاث التي أرآها تؤصل العداء والفرقة وتباعد بين مكونات الشعب العراقي الواحد ، فالموقف من الجرائم التي أرتكبها صدام وبعض من أعوانه ، أصبحت الشماعه التي يرمون بها كل مُخالف لنظام إيران المتخلف البالي ، نعم ثمة مايؤرقني على مستقبل العراق في ظل هذه الروح العدائية الهدامه ، وكلما قلنا غداً سيكون الأمن و السلام ممكناً في العراق ، يخرج إلينا من بطون العفن التاريخي من يشتت الشمل ويزرع الكراهية وينمي الحقد ويُضاعف الطائفية والعنصرية بيننا ، وكل هذا إن محصناه بدقه لوجدناه نتاج فعل أنصاف المتعلمين وأهل السوابق ممن كانوا أعوان للنظام السابق ومخابرات دول الجوار ، نعم لا أحد من العراقيين الشرفاء من يؤمن بالظلم والجريمه وهم لذلك لا يفرقون بين جرائم صدام وأعوانه وجرائم المرحلة الراهنه ، فالظلم كما يقول الحكماء - ملة واحدة - ، ومن كان يمارس القتل والجريمة وحفر القبور الجماعيه مثله كمثل من يمارس الجز والبتر والخديعة والتزوير وسرقة المال العام وقتل الأبرياء في عصرنا الحاضر .




وقلنا ونقول : إن العراق بلد متعدد الثقافات والديانات والمذاهب والقوميات ، وهو لذلك ولكي يعيش الحياة يجب عليه وعلى أهله الإيمان بحق الحياة والمشاركة فيها للجميع ومن الجميع ، ولعلنا لا ننسى تجربة - مجلس الحكم - بعيد سقوط الطاغية على ردائتها كانت تجربة للتذكير بهذه الحقيقة والتذكير بوجوب التعايش والعيش المشترك ليكون للحياة في العراق معنى ..




كما يجب التذكير بالحقيقة الأخرى ألاّ وهي : إن كل من يشارك في العمل السياسي اليوم عليه إن يعلم إن هذا العمل وهذه الطريقة هي من صُنع أمريكا ، وهي لم تكن نتاج فعل أحد من العراقيين المشتغلين في العملية السياسية ، حتى يحق لهم تصنيف الناس وإختزال الحقيقة والإدعاء بإنه صاحب التغيير أو إنه أحق من غيّر ، ولايتنطع علينا بالقول ليُصادر الحقيقة في ترويج إعلامي ودعائي هزيل ، ثم إن على من يدعي الوطنية ان يكون بحجمها وبعدها وسعة أُفقها ، وعليه ان يتقدم للشعب ببرامج نافعه وان يُقدم للشعب رجال مخلصين من غير أهل السوابق ، كما على من يريد المصالحة عليه ان يعلم ان الصلح مع من ؟ هل مع من يردد كلمة نعم من دون ضمير أو كرامه ؟ أو إن الصلح الواجب مع المختلف ؟ ، وإذا كان للإجتثاث من معنى ، فلماذا تعج وظائف الدولة ومجالس الإسناد ببعثيين وضباط من الأمن القومي ومن المخابرات السابقين ؟ وإن منهم من تلطخت يديه بالجريمة والقتل ، فلماذا لا يجتث منهم ؟ أليس أستخدام العشائر بهذه الطريقة السمجة هو أستخدام صدامي بإمتياز ؟ وإذا كنتم تدعون الدين وتتلحفون بشعاراته ، أليس من الواجب ان تمتثلوا لكلام النبي محمد - ص - حين دخل مكة فاتحاً وتستمعوا لقوله لأهل قريش من أعدائه : - أذهبوا فأنتم الطلقاء - ، أي أذهبوا فأنتم الأحرار ، ولم يقل إني سأقتص منكم !! ومن كل أحد ممن حاربني !! ومن كل من أنتهك حرمات وأعراض المسلمين !! ، لم يقل هذا بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين قال : من دخل بيت أبو سفيان فهو آمن - ، على ماله وعرضه ونفسه ، وهو آمن مادام سيعيش مؤمناً بالواقع الجديد ، لم يجتث من هند آكلة الأكباد !!! ولم ينادي بسبي الحرمات !!! بل دعا إلى أعزازها وإكرامها ، بل شاركهم في غنائم الحرب في حنين وهوازن وأعطى رآية حربه لبعض القادة منهم ، ألم تكن هذه أسوة حسنة لمن يستمع القول فيتبع أحسنه .




وللتاريخ نقول : كان يمكن للأكراد الإجتثاث من الجنود العراقيين بُعيد عاصفة الصحراء الذين بقوا في منطقة كردستان ، لكن قادة كردستان قالوا لهم : أذهبوا فانتم أحرار !! مع إنه كان بالإمكان فعل ذلك مع وجود الفوضى وفقدان الأمن والسيطرة على المشاعر وإنقلاب الحال في ذلك الزمان ، وكان يمكن فعل ذلك بحجة الدماء التي جرت في الإنفال وحلبجه ، لكنهم ترفعوا وأمتثلوا للحكمة وللغة التعايش ولمبدأ عفا الله عما سلف ، وأمتثلوا لقول الله تعالى - ولا تزروا وازرة وزر أخرى - ، نعم نحن أحوج ما يكون إلى رجال يمتلكون الحكمه وينظروا للمستقبل فدوام الحال من المحال ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب نقد العقل الإسلامي
- بعض من الأخبار المزيفة في قضايا وقعة كربلاء
- الوحدة الإسلامية كما يرآها الشيخ المنتظري
- دراسة موجزة في الفكر السياسي للآستاذ المعظم آية الله الشيخ ا ...
- العراق بين إحتلالين
- الشخصية الليبرالية ج1
- عيسى المسيح وأمه مريم
- قصص من الكتاب المجيد
- ضياع الهوية الوطنية
- الليبرالية الديمقراطية والسلطة
- العراق والمرحلة المقبلة
- الليبرالية الديمقراطية و حاجات الأمة
- إيران والإصلاح
- صور صداميه تعود من جديد
- الليبرالية الديمقراطية ومفهوم الدولة
- الإنتقال إلى الدولة
- الليبرالية الديمقراطية هي الحل
- التغيير و الإصلاح
- الدين لله والوطن للجميع
- الإسلام بالمفهوم الليبرالي


المزيد.....




- استجواب جماعي لرجال الدين الأرثوذكس في مولدوفا
- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - قول في الإجتثاث