|
صناعة الإرهاب الأميركي
محمود طرشوبي
الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 22:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اتفقت الاستخبارات الأميركية والبريطانية عام 1979م أن الإرهاب هو "استعمال العنف ضد مصالح مدنية لتحقيق أهداف سياسية"، وسنت تشريعات وقوانين لتحديد الأعمال التي يمكن وصفها بالإرهاب، وبيان نوعية الحركات والجماعات والأحزاب التي تمارس الإرهاب، وتعيين الدول التي تدعم الإرهاب، وذلك -على حد زعمهم- من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب وللحد منه. وأصدرت الخارجية الأميركية قائمة دورية للمنظمات الإرهابية والدول التي تدعمها تحذف و تضيف فيها بحسب تعاونها معها . وبذلك تستطيع أميركا ملاحقة وضرب كل من تصفه بالإرهاب سواء أكان فرداً أم منظمةً أم حزباً أم دولة. فكان أحد الأسلحة الإستراتيجية التي تستخدمها لإحكام قبضتها على دول العالم. و هدف أميركا بذلك هو ضرب الإسلام الذي تعتبره المنافس الوحيد للرأسمالية والمهدد لها بالزوال. فأرادت أن تستبق الأحداث وتكوّن رأياً عاماً عالمياً ومحلياً أميركياً لتشويه صورة الإسلام، ولتحقيق هذا الهدف كان على أميركا أن توجد مثل تلك الأعمال الإرهابية، وتدرب لها عملاء، وتنشئ قسماً لتلك العمليات تابعاً لـ "سي أي إيه" ، وتجند ميليشيات من المرتزقة في كل أنحاء العالم. وغني عن القول إن مثل هذه الأعمال والأجهزة بحاجة إلى عملاء كثر، وتخطيط دقيق، وأموال ضخمة للقيام بها. ولما كانت تلك العمليات تنتهي بعد تنفيذها باستمرار، مثل اختطاف طائرة تي دبليو إيه في بيروت، أو إسقاط طائرة بان أمريكان فوق لوكربي، أو تفجير مسجد أو سوق في بغداد، أو تفجير قطار أنفاق في لندن، أو بث فيروس في قطار أنفاق طوكيو... إلخ، كان لا بد من التفكير في آلية تضمن استمراراً ذاتياً لمثل تلك الأعمال، ولا يكون ذلك إلا من خلال أفكار تصنع الإرهاب وتستمر بإنتاجه. وهذه أمثلة لتلك الأفكار: - تجنيد مليشيات مرتزقة تابعة لـ(سي أي إيه) مثل بلاك ووتر لتنفيذ أي أعمال قتل وتفجير وتخريب في أي مكان في العالم وإلصاقه بالإسلام. - إبراز أسماء عربية لجهات وأشخاص توجه لهم التهم، بغض النظر عن صحة الاتهام، للصق تلك الأعمال بالإسلام عن طريق وصمهم بها. - قيام الـ (سي أي إيه) نفسها بتلك الأعمال، وخصوصاً ما يتطلب سرية تامة ولأهداف خاصة. - أن تكون مثل هذه الأعمال منتشرة بحيث تطال كل بقاع الأرض. - استهداف الأماكن التي تولد ثأراً تلقائياً لوجود الأسباب التي تساعد على ذلك مثل اختلاف الأعراق والطوائف والديانات والقوميات إلى غير ذلك، وهذا ما نراه يحدث في العراق بشكل واضح. - - تشجيع وتمويل برامج ثقافية، ومراكز أبحاث فكرية وسياسية، وأفلام سينمائية، وإنشاء وتمويل فضائيات بلغات مختلفة، تركز على نشر أفكار وأعمال تخدم تعريف أميركا للإرهاب. - اشتراط أميركا والحكومات الغربية للدعم المادي للمنظمات غير الحكومية عبر العالم، بضرورة تركيز هذه المنظمات على إبراز فكرة الإرهاب، وأن هذه المنظمات تعمل لإصلاح ما أفسده الإرهاب، وذلك بعد أن تقوم أميركا بتسويق مفهوم الإرهاب لهم. - إشاعة حالات الذعر ورفع مستوى الإنذار من حين لآخر بوجود خطر إرهابي، خصوصاً في بلاد الغرب لجلب انتباه الناس وتخويفهم وتذكيرهم بالإرهاب. - تأسيس مراكز لمكافحة الإرهاب، وتمويلها وخصوصاً في بلدان العالم الإسلامي. - إصدار وتطوير قوانين تتعلق بالإرهاب باستمرار، إضافة إلى عقد ندوات ومؤتمرات دولية حول ذلك. - إخضاع بعض الأحكام الشرعية الإسلامية للنقاش والبحث والتشكيك بها وخاصة الجهاد. - بث صور ورسومات مسيئة للإسلام والمسلمين بين الحين والآخر من قبل عملاء معينين , و ذلك لاستغلال رد فعل المسلمين عليها . - تركيز ساسة العالم بجعل عبارات الإرهاب ومكافحته والحرب عليه لا تخلو من مؤتمر صحفي أو تصريح لرئيس وبشكل مستفز. - ربط المساعدات المادية لكثير من دول العالم، وخصوصاً الإسلامية منها بما تقدمه من خدمات في الحرب على الإرهاب، فتسارع تلك الدول حتى باختراع إرهاب في مناطقها بغية الحصول على المال. - منح جوائز دولية لمفكرين عرب ومسلمين ودعمهم بإنشاء مراكز فكرية لهم لولائهم في تبني تعريف أميركا للإرهاب، فيتسابق هؤلاء وباستمرار بالدفاع عن الغرب ومهاجمة الإسلام وربط الإرهاب به، ويصبحون أبواقاً لأميركا في ذلك. إلى غير ذلك من مثل هذه الأفكار... فهلاّ تنبه المسلمون إلى ما يخططه الغرب بقيادة أميركا لضرب الإسلام؟ وهلاّ أعلنوها مدوية أن أمريكا هي العدو الأول للإسلام و المسلمين ؟ وهل أيقن أصحاب العقول و النفوذ أن أميركا هي رأس الإرهاب ومحور الشر ؟
#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة فى رسالة أبو محمد المقدسي الجديدة : بيت المقدس فى القل
...
المزيد.....
-
الملكة رانيا والشيخة موزة وإمام الأزهر يشاركون بقمة حول الطف
...
-
البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا
...
-
هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
-
قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
-
الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
-
عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل
...
-
الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|