ملاحقة القبائل الغجرية!

هادي جلو مرعي

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 21:01
المحور: حقوق الانسان
    

يسمونهم (الكاوليه) . ويرى ناشطون في علوم القبائل : انهم من اواسط اسيا ..وينسبهم اخرون الى شرق القارة الاوربية.

بعض الغجر في اوربا الشرقية يهاجرون الى غرب القارة بحثا عن فرص افضل..وفي العراق كان للغجر وجود واضح وتأثير محدود في بعض القضايا، وكان بامكان (غجرية) انقاذ محكوم بالاعدام باتصال تلفوني بمسؤول كبير،وباستثناء المدن الدينية فلم تكن مدينة عراقية تخلو من وجود لمجموعات منهم ،لكنهم تعرضوا للتهجير والترحيل ووجدت منهم من يسكن في احياء فقيرة في دول مجاورة،وليسوا مجرد اشخاص يمارسون الرقص والغناء والافعال الفاحشة،ومنهم من لديه اسرة واطفال ويعانون مصاعب حياتية ،واتذكر ان مرجعا دينيا خصص واحدة من خطبه الدينيةلأرشادهم باعتبار ان المصلحين لايشعرون باليأس من علل المجتمع.

وفي اليومين الماضيين اطلعت على تقرير اخباري عن احوال الغجر في الموصل – شمال- حيث عد البعض ان غجر الموصل وافدون من مدن الوسط والجنوب. في حين كانت واحدة من الغجريات تقول: انها كانت باحسن الاحوال في العهد السابق وفي ذات المدينة. مايدحض فكرة ان الغجر قدموا من بغداد الى الموصل ويؤكد انهم موجودون بالفعل. على ان البعض منهم نزح الى المدينة نتيجة تهديد تعرض له من جماعات عشائرية ودينية في العاصمة وجوارها، ثم اضطر للهجرة من الاحياء التي سكنها بعد ان نشطت جماعات بعينها في الموصل وهددت باستهدافه ومنهم من وجد عملا في دول مجاورة وقريبة.

القول.. بأن قبائل الغجر وفدت الى الموصل من مدن اخرى صحيح لكنه بحاجة الى اضافة تجعله قولا مقبولا وهو ان الموصل كبقية مدن الدنيا فيها من النساك والغجر وسواها من الشرائح الاجتماعية ،ما يعني ان في المدينة يوجد جماعة من الغجر وانها استقبلت ايضا اسرا غجرية نازحة.

يبقى القول بطائفية الغجر ،وهو امر يخالف المعقول فهم قوم لايعبأون بالقيم الدينية المقيدة للسلوك ويميلون الى التحرر ،وليس ممكنا لمن امتهن الرقص والغناء ان يعبأ بالانتماء الطائفي...ومن المضحك ان نسأل غجريا او غجرية :انت سني المذهب ام شيعي ؟فهذا ليس في حسبان هؤلاء.

ومايثير السخرية ان معاناة الغجر في جانب التهجير والتهديد بالقتل طالت فئات واقليات دينية وعرقية على اساس الدين او المذهب او الانتماء القومي.

الراقصة ترقص ،والمغني يغني،والمواطن يقول..كلنا في الهوى سوى ..ياعيني .

وياروحي وياقلبي على وطني العراق.

#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات