أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسامة عزالدين - ندخل في خيبة تاريخية وصحوة بعد تخدير















المزيد.....

ندخل في خيبة تاريخية وصحوة بعد تخدير


اسامة عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 07:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نامت سوريا وصحت فترة صغيرة من تاريخها لتغطس في أحلام كبيرة لم تكن هذه الأحلام أو التهويمات إلا أوهام عاطلة لعقول أصيبت بالعطالة والجمود والتراجع الواقعي والخيبة نتيجة لتجاوز المسألة السياسية لها وسقطنا في مأزق الشعارات والآمال التي سببت الآلام للوطن ونزت جروحه قيحا……أصبنا بالضعف والوهط والجنون المبطن وارتضينا ماكنا نخاف ذكره …… وأصبح غياب المواطن في المجهول جزءا من حياتنا … وبقي شعبنا خائفا مرعوبا جائعا عريانا فاقد الثقة بنفسه وبأسياده القدامى الجدد. قزمت الشعارات والكلمات الطنانة الرنانة الغريبة منها والمبهمة عقولنا وسممت حياتنا.في زمن يصبح فيه ضابط صف امني يعادل عشرة شهادات دكتوراه بينما المواطن البائس رقم في زنازينهم بدون اسم أو هوية تمارس بحقه كل قذارات الأمراض النفسية التي يعاني منها الجلاد وحواشيه غير امن على نفسه وأمواله وعائلته…. الأمثلة كثيرة وأكثر من إن تعد وتحصى العنصر الأساسي لهذا الفشل هو ذلك التيار المتسلط والمخرب للأرض والعرض المستنزف لكل الخيرات الوطنية والمهمش للقيم والمفاهيم الضابطة للإيقاع الاجتماعي … بينما على الجدران وفي المؤسسات الحكومية والسيارات وغيرها شعارات لوطن مهشم يبحث عن الزمن الضائع في متاهات الأقبية لأجهزة القرون الوسطية وفي أروقة الدوائر الرسمية .
مسكونين بوسواس غريب وكريه ومخيف في إن معا هو وسواس الاجهزه المتخلفة…الخوف من الصديق والقريب الخوف من الكلام من الجار والدار من فلتات العقل والاستعاذة من الشيطان.العسف عام والكل فيه وعلى درجات.
لماذا؟
من اجل أهداف لم تتحقق أومن اجل رخاء لن يأتي أو من اجل نهب المؤسسات العامة كل مواطن يتساءل من اجل أي أمل نعيش وندفع الثمن قهرا واعتداءا وظلما من اجل سيارات تهدر يتبارزون فيها على أرصفة الشوارع لأبناء أصحاب الأقبية ومن حولهم أم من اجل ملايين سرقت تنتظرهم في بنوك من يدعون عداوتهم وهي وحدها كافية لتؤمن الخبز والحليب لكل أطفال الوطن لعشرات الأعوام. من اجل أي هدف عظيم نعيش؟
فقدت إنسانيتنا أمام بوط عسكري ومسدس امني وأصبحت الأفكار التي كانت مقبولة قبل نصف قرن باهتة بدون مضمون وساهم في تشويهها وإجهاضها الموتورون من أجهزة السلطة والقمع والانتهاز لم نكتشف ذلك جدليا بل اكتشفناه واقعيا وتاريخيا وإذا كان هناك من يحاول أن يخوض التجربة التعليلية والتبريرية في فهم هذه الحالة مبتعدا عن المعطيات الواقعية والموجودة على الأرض فهو يعاكس الحقيقة والتاريخ ويبتعد عن المنطق والضمير وهو يصف بشكل أو بأخر مع الأجهزة الأمنية التي خملت فترة وجيزة حتى رأت ضالتها في أحداث الشمال أو في مناطق أخرى وحري بهؤلاء إن يطالبوا بابتعاد هذه الكوارث غير الوطنيةبنتائج أعمالها عن التدخل في الحركة المدنية الاجتماعية للوطن ليتحرر من خوفه منها ومن قمعها ومن اللاقانون التي تفرضه على الوطن منذ عقود ولتعود لدورها في خدمة الوطن والمجتمع ضمن القانون لااكثر.
لم يكن النظام الاستبدادي يوما فرديا فهو نظام اجتماعي ومزيج من المراتب والبيروقراطية في الأجهزة الأمنية والمؤسسات العامة مع آلة قمعية مطلقة الصلاحية في القتل والتعذيب وخرق الأعراف والقوانين وهو مترافق دوما مع التخلف والخوف وان من يحاول تفسير غير ذلك مثل ذلك عضو مجلس الشعب المعرف بتلوثه مع الاجهزه عندما حاول أن ينشر التهم عن احد المناضلين القابع في سجون النظام منذ فترة بدون دواء أو زيارات مع مسرحية الاختفاء فلولا الأجهزة لما استطاع أن يجلس في كرسي لمجلس معروف كيف تفبرك فيه المقاعد وكيف توهب للأكثر تقديما لخدمات تحتاجها هذه الأجهزة والمعروف عنه أعظم ونتركها إلى وقت أخر.
إن السكوت عن فعل الاستبداد وتحويله إلى حالة مقبولة يمكن التعايش معها وطرح شعارات مضحكة أما أن تكون مع النظام والاستبداد وإما مع الديمقراطية والعمالة ومن غبر المقبول فيها حتى لأكثر العقول تخلفا وغباء وهي سفسطة لمجموعة أفلست تاريخيا واجتماعيا.
إن الديمقراطية بدون وطن وشعب لاتعني شيئا وكذلك الاستبداد مع وطن وشعب تعني الخلف والقمع والإرهاب والجوع والمرض والمنافي والسجون … إن الوطنية هي تحصين الوطن من الفاسدين واللصوص والبلطجة وتخليص الثقافة من التسلط الإيديولوجي الأحادي الجانب المفروضة أما الديمقراطية فهي خضوع الكل للقانون وفي حركة ديناميكية مع تحرير القطاع الخاص والعام والتعبير متحررا من هيمنة فئة محدودة ليخضع الكل فيها للقانون الوضعي التي تصوغه مؤسسة تشريعية حقيقية بدون وصاية أو إملاء من الأجهزة القمعية صاحبة التفنن الغريب في تكييف خيارات تخدم مصالحها الضيقة فقط.
التطور والحضارة والازدهار لايمكن خلقه من واقع غير متكافئ كما أن تفعيل الدور الأمني يخلق شرخا في ماتبقى من لحمة الوطن وتهدد وحدته وكيانه وتضعف منعته .إن انحسار الفهم الواقعي لدى الأجهزة من تهميش اطر المجتمع وتركيع الرأي الأخر منها يبرز التهديد الحقيقي للوطن ولن تكن الممارسات المتخلفة حلا مع كل مايرافقها من بلطجة معنوية وجسدية ضد كل معارض لتخلفهم مستخدمين شعارات طنانة مثل أ من ليس مع الأمن فهو ضد الوطن لم يكن الوطن يوما نظاما بعينه الوطن هو كل الأطياف وكلها تبحث بمنظورها لدفع المجتمع نحو الأفضل وهي ليست الأقبية ولا الجلادين ولا أدوات التعذيب وتجويع الآخرين من الرأي الأخر وهي ليست إقطاعيات لسلب الأموال العامة توهب لهذا وذاك من المقربين وإذا كان أفق الأجهزة لايتجاوز مصالحهم التافهة التي تمزجها ظلما مع الوطن وتبطش بكل من يتساءل عن تراكم الثروات وعن غياب القانون وشرخ الوطن.

إذا كان التخلف هو نتاج الاستبداد أو إن الاستبداد هو نتاج التخلف فلا فرق عندنا لكن لاالتخلف ولا الاستبداد هو مطمحنا ولا طموح الوطن.
إلغاء القوانين التي عفي عنها الزمن مثل قوانين الطوارئ المستخدمة كسيف مسلط على الرأي الاخرهي المدخل الضروري لحلحلة الجمود ولتفعيل الحراك السياسي وهو البداية لكل تطور حقيقي ما عدا ذلك هو من قبيل الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون.



#اسامة_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنة المتابعة في قضية المحامي اكثم نعيسة-اكثم نعيسة يعلن عن ...
- لجنة المتابعة في قضية المحامي اكثم نعيسة
- نحن والنظام في سوريا
- السلطة..... والشعب
- محاولة لفهم-عقدة التسلط
- الىالانظمة المتخلفة رسالة تذكير-من التاريخ
- الفاشية وايدلوجية السلطة


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - اسامة عزالدين - ندخل في خيبة تاريخية وصحوة بعد تخدير