ضياء حميو
الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 31 - 15:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
نوع السيارة: "كيا كورية ".
عدد الركاب: 11 راكب.
الاتجاه: من ساحة " صفي الدين"إلى " جسر الهنود " في " الحلة ".
كان ذلك في أواخر الشهر الماضي ،وكعادة العراقيين يدخلون النقاش السياسي بلا مقدمات ومع أي كان .!
قال احدهم " رافعا صوته مخاطبا الجميع وكأنهم من أفراد عائلته :" من غير المعقول ان يدخل إرهابي ويفجر نفسه قبل يومين" بباب الحسين" بخلق الله المساكين بدون ان يكون هنالك من تآمر معه!!.
قال السائق :" نعم يااخي انظر إلى الشارع ،هل من المعقول ان يتم تبليطه وبعد ذلك يعاد حفره لأنهم نسوا تنصيب المجاري..!؟
قالت الحجية التي تجلس بجانبي :" ابني هذا راتب التقاعد ،والله مايكفي " طماطات".
بالنسبة للغريب سيجد ان لارابط في الحديث وكأنه وسط مجموعة " حشاشين " ،ولكن الأمر بسيط جدا بالنسبة لهم ، كل منهم يعرف شيفرات " كودات " الآخر وصلة كلامه وان كان غريبا عنه ،ولذا فهم ليسوا بحاجة إلى مقدمات الكلام لتضييع الوقت الذي هو من ذهب لإبداء الرأي بسرعة، كون المسافة قريبة جدا بين مكان الانطلاق والجهة المقصودة " عشر دقائق فقط .
قال شاب جامعي صار سؤاله هو المحور الذي تدور حوله الآراء:"لماذا نذهب لنصوت نفس الشيء..!
أجابه رجل يبدوا عليه انه موظف قديم :" هو هذا بالضبط مايريدوننا ان نصل إليه " اليأس ".
تدخلت امرأة بعباءة سوداء " حجية أيضا " تخاطب السائق : " ابني انزلني قرب البناية العالية "، ثم ولكي لاتخسر فرصتها في الكلام :"فقط الموظفين مستفيدين ،هل كل الناس موظفين ،هنالك ناس ليس لديهم وظائف كيف يعيشون؟!
قال شخص آخر :" بعد شهرين سيملؤون الشوارع بصور لانعرف اولها من آخرها،كل واحد يقرب النار لخبزته".
تعالى آذان الظهر ،فيما استمروا في الحديث..!
اذ قال السائق ضاحكا :" تتذكرون بالانتخابات السابقة ، نزلت صورة تقول انتخبوا ام محمد ولكن ابو محمد وضع صورته بدلا عنها".
علق احدهم بصوت اعلى :" هو يستحي يخلي صورتها بس راتب ام محمد قوي مايستحي منه..!!"
اجابت الحجية :" هي النسوان مكانها البيت ، ماذا تفعل بشغل الزلم ؟!
قال شخص لم يداخل سابقا :" والله لو يخلونها نسوان فقط يمكن احسن ،على الاقل ممكن ترق قلوبهن علينا ".
قال الشاب :" نسوان وزلم نفس الشيء ،نحن العراقيين "الذي ياخذ أمي يصير عمي..!!
قال الموظف:" االحمد لله على كل شيء ،على الاقل صرنا نتكلم بعالي الصوت بالسيارة ومانخاف.!"
فجأة صمت الجميع وبلا سبب ،كأنهم تذكروا شيئا غفلوا عنه يوجب الحذر ..!
خفف السائق سرعته ليتوقف وينزل ركابه فيما تعالى صوت المؤذن بعد ان فرغ من الآذان بخاتمة صارت لازمة تسمع في كل جوامع ومساجد العراق لااصدق واعذب منها تقول (اللهم احفظ العراق والعراقيين ،اللهم احفظ العراق والعراقيين )
همّ الجميع بالنزول وهم يرددون :"آمين ".
#ضياء_حميو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟