جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 08:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس سراً أننا محكومون بالأجهزة وليس بالأمل كما ذكر المبدع ( ونوس ) ..! فنحن نرضع الخوف منذ نيِّف وثلاثين عاماً.. تركبنا الهواجس كلما تنفسنا، أو ضحكنا، أو تبادلنا النكات..وكيف لا يقضُّ مضاجعنا العسس وهم يحيطون بنا من كلِّ الجهات..!؟ نرى اللصوص من حولنا فنغمض عيوننا أو ندعي العمى..تشاد القلاع، والقصور المترفة فنقول: إنها آثار من الزمن الغابر.. زمن القلاع الإمبراطورية، وخصيان بني أمية، وبني العباس، وأمجاد أمة يشجب..! من أي ثقبٍ يتسرب الأمل وقد ضعنا وضاعت البلاد في اللاجدوى بعد أن انكسرت أحلامنا على صخرة المصادرة..! وتفتحت جروحنا على وقع السياط هل بقي في هذا الكون من يُجلد غيرنا..! أطفالنا جيلٌ من الكوابيس لا نعرف كيف ومتى نطمئن عليهم..مدارسنا، جامعاتنا، محاكمنا، كابوسٌ يلي كابوس..بلدٌ من الكوابيس والرؤى النائمة..جعجعة دهرية وليس من حصاد في هذا البلد.. صخبٌ في العاصمة وعتمة في باقي المدن..سفارات نتشرد أمام أرصفتها والرفاق الأساتذة ..و الأساتذة الرفاق في جبهة الرعاة يتفرجون على سراويلنا بلا خجل ثمَّ إذا ثرثرنا قليلاً اُتهمنا بأننا لا يعجبنا العجب.. مرةً بالعولمة، وأخرى باللبرلة ، وتارة بالكفر في شهر رجب.. طغاةٌ أقزامٌ رفاقٌ يكذِّبون عرينا، وينكرون جوعنا، فكيف نتعرى، ونجوع فيما المكرمات تنهال على جيوبنا المثقوبة..؟ هم زبائن البنوك ونحن زبائن الوطن لكن أي وطن وقد أصبح الوطن بما فيه مجرَّد أرصدة في وادي البنوك..! فقرٌ وتعتيرٌ وبستانٌ وفير الفلافل نقطف منها كما نشاء..شعبٌ من المناقيش و الفلافل وأسرابٌ من الويسكي البلابل.. شعب يركع منذ آلاف السنين خمس مرات كلَّ نهار من أجل الواحد القهار ولكن نمسي على محكوم ويهلُّ صباحنا على محكوم ولِمَ العجب فنحن شعبٌ من المحكومين والركع.. أو شعبٌ من الموتى فهل من الإيمان في هذا الزمان أن ينهض الموتى..!؟
28/6/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟