|
متى نبحث عن البرنامج المدروس .. بعيدا عن الرئيس والمرؤوس
معهود المريود
الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 23:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثيرة هي المحن والمصاعب التي عانى ويعاني منها العراق ولايزال هذا العراقي يكابر على جراحه ويغمره أمل المستقبل ان لم ينله فلعل ابنائه ينعمون يوما بهذا الأمل . اليوم والعراق يعيش مرحلة الانتخابات القادمة وهنالك تساؤل ملحوظ يسيطر على الفرد والمجموع وبعض الترقب والحيرة ، ما هو القادم ؟ وما هو المصير ؟ ومن سيكون ومن لا يكون ؟ وكيف هو شكل المستقبل القريب الذي يتجه اليه العراق ؟ والدعايات والإشاعات والتسريبات والترويج لا تترك مجالا للتفكير بالشكل السليم ومع هذا لا نزال نبحث ونناقش لنعود الى نقطة البداية من سينجح ومن سيفشل ومن سيصعد ومن سينزل والجواب واضح ، فلننتظر الانتخابات ! قبل عدة أيام وفي زيارة الى أحد الأصدقاء القدماء التقيت بمجموعة من العراقين الاكاديميين والمثقفين ورجال العلم والسياسة وعدد من خيرة ابناء العراق ، وكان الجميع يتحاورون ويتحدثون عن نفس الموضوع ... العراق والى اين نحن ذاهبون ، ولكن اغلب الحاضرين كانوا يناقشون موضوع الانتخابات والمرحلة القادمة والكتل المشاركة في الانتخابات و الحملات الانتخابية و القوانين الدعائية و الأشخاص المشاركين والأحزاب المتحالفة ويتصاعد الصوت تدريجيا ليدخلوا في مشادات حول الكتل السياسية و توقعات الحاضرين لهذه الكتلة اوتلك و فرص فوز المرشح الفلاني على الأخر وارتباطات هذا الحزب وقوة ذلك الإئتلاف و وطنية هذا المشروع ونوايا تلك الأجندة ومن يؤيد هذا ومن يعارض ذاك ومن صاحب الحق ومن الأكثر استحقاقا ... والجدال يستمر ويستمر حتى يصبح مصدرا للازعاج ولخيبة الأمل .. وقد اثار انتباهي احد الأشخاص الجالسين والذي كان مصدر اهتمام الجميع وهو الدكتور رعد مولود مخلص ، الطبيب ورجل السياسة المعروف الذي يرأس التجمع من اجل العراق واحد مؤسسي إئتلاف وحدة العراق الذي يرأسه السيد جواد البولاني حيث كان الدكتور مخلص يستمع الى الحديث من دون اي تعليق او مشاركة حتى توجه اليه احد الجالسين بالسؤآل عن رأيه في ما دار من حديث وعن توقعاته ونظرته للمستقبل ، فأجاب بهدوء لماذا يناقش الجميع هذه الأمور الثانوية ونترك الأساسيات ولمذا لا نبحث ونناقش البرامج السياسية العملية التي تخدم بناء المجتمع بصورة سليمة ومن ثم بناء المؤسسات القوية التي تعمل على توفير اقصى درجات الرفاه والسلم والوئام الاجتماعي والخدمات الاساسية للشعب المتضرر قبل ان نناقش من سيشكل الوزارة ومن سينجح ومن سيفشل .. وواصل الدكتور رعد مخلص كلامه ولكن ببعض الحده والانفعال مذكرا بالهم العراقي وهم المواطن في بيته وفي عمله ... وان كانت الأحزاب والكتل تستطيع حل هذه المشاكل بمسمياتها وأشخاصها ، لأنه يرى ان العراقيين يجب ان يراهنوا على المشروع والبرنامج الكفيل بايجاد الحلول ومباشرة المعالجة .. وهنا طرحت عليه سؤالا لأعرف مختصر الكلام وما هي النصيحة التي يريد توجيهها الدكتور مخلص الى العراقيين كونه رجل سياسة حكيم ومن عائلة سياسية عريقة عرفت بخدماتها ومواقفها تجاه ابناء الشعب وحقوقهم ومكتساباتهم منذ تأسيس العراق ، فكان جوابه مختصرا و واضحا (علينا ان نختار المشروع والبرنامج الذي يحقق اماني وتطلعات الشعب العراقي ) قبل ان ننظر الى التحالفات وتوجهاتها ... وهنا اتفق مع الدكتور رعد مخلص حيث ان ما مر به العراق لا يحتمل البحث عن مشاريع قد تجد الحلول لكل المعوقات والمشاكل المؤثرة بالساحة العراقية وبحياة المواطنين اليومية بل يجب ان نختار البرنامج الذي يمتلك الحلول اساسا والذي يستطيع تطبيق هذه المعالجات والحلول بمجرد اتاحة الفرصة له وان هذا الأختيار يجب ان يبنى على الأيمان والثقة المتبادلة بين المؤسسة أو الدولة والمواطن وعلى ان يكون هذا الخيار بعيدا عن كل انواع التفضيل والإلتزام السياسي او الإجتماعي او المناطقي او النفعي ...وهذه النظرية صحيحة ومنطقية بالكامل . وتبقى النقطة الاهم هي المواطن الذي لم يعد يؤمن بالشعارات والأفكار بل جل ما يريده هو المشروع المتكامل الذي يستطيع ان يبدأ تنفيذ الخطط والدراسات ليستطيع انجاز شيء معين يعيد لحياة المواطن العراقي بهجتها ولو بأبسط الحدود قبل ان تنقضي اربع سنوات جديدة على نفس الحال والمنوال ونحن فيها كل يوم بصدد التخطيط والعزم على العمل والأعلان عن المشاريع التي تنوي المؤسسات تنفيذها ولكن بمجرد انقضاء السنوات الدستورية الأربعة نجد انفسنا امام انتخابات جديدة وشعارات جديدة وما تم الحديث عنه خلال الاربع سنوات يكون قد تطاير مع الغبار وتلاشى مع تلاشي أحلام العراقيين البسطاء . كل أملي هو أن نجد أشخاصا كالدكتور رعد مخلص تؤمن بالمشروع والبرنامج الجاهز للتنفيذ لا بالشعارات والوعود وأساس املي هذا ان يفهم العراقيون المعاناة والأضرار التي اصابتهم وان يعملوا على ايجاد الفرصة لأن يستعيدوا عافيتهم وان ينهضوا من جديد ليبنوا عراق الحرية والرفاهية والإزدهار والتطور واحترام المجتمع والقانون على غرار الدول المتقدمة والمزدهرة بشعوبها وانجازات ابنائها . والله ولي التوفيــــــــــــــــــــــــــــــق .
#معهود_المريود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|