أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - نقل السيادة














المزيد.....

نقل السيادة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 07:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما حصل في العراق هو ما حصل في كل مكان من العالم العربي وقع لفترة معينة تحت الاحتلال... أي ببساطة في كل هذه البلدان التي تدعي حكوماتها السيادة التامة وأنها "لا تخضع لأحد". وهي , كما نعلم جميعا, خرافة للأطفال. الحقيقة أنه باستثناء المملكة العربية السعودية , التي لم يستعمرها أحد يوما, تسيطر على الأوضاع في البلدان "المستقلة" نخب حكومية وصلت الى مناصبها بموافقة تامة من المستعمر السابق ( فرنسا أو بريطانيا). الأمر قد يبدو مؤسفا. ولكنها حقيقة تاريخية. لذلك يعرف علماء الاجتماع هذه الحالة بمفهوم " الاستعمار الجديد".
هناك من جهة واقع العلاقات الدولية الذي يخضع لمفهوم القوة أكثر من خضوعه للقانون. والقوة , كما تعلمون, ليست اليوم , ولم تكن بالامس أيضا في جانب البلدان العربية. كان هناك دائما تخطيط سابق لنقل السيادة في كل مكان وقع احتلاله, وخلال ذلك التخطيط, كان ينبغي للقوى المسيطرة ( بريطانيا أو فرنسا أو أخيرا الولايات المتحدة) أن تعرف بأكثر ما يمكن من الدقة من الذي سيعوضها على رأس السلطة المحلية , وماذا سيفعل بالضبط عندما تسلم اليه دفة الامور. وعلى من يدعي أن هذا لم يحدث أن يقدم لنا مثالا واحدا لحزب أو حركة أو زعامة سياسية في البلدان المستعمرة سابقا , لم يقم علاقات مستمرة مع القوة التي سلمته السيادة, تصل الى حد تبني لغة ذلك البلد كلغة ثانية , ونسخ الدستور, والقوانين , والمؤسسات نسخا شبه كامل... دون أن يعني ذلك تطبيق تلك القوانين بالضرورة. فهي بشكل عام صورية, للايحاء أن الدولة الجديدة ستكون مثالا للديمقراطية والحكمة السياسية. وهو ما لم يحدث في أي مكان, كما نعلم.
ومن جهة ثانية, هناك واقع البلد الذي تتم نقل السيادة اليه, والذي غالبا ما يكون خاضعا لتجاذب القوى والصراعات الداخلية من أجل السلطة , حتى أنه من النادر أن نجد في التاريخ الحديث للدول العربية بلدا تم نقل السلطة فيه من "المقيم العام" أو "المندوب السامي" الى الزعماء المحليين في ظل وضع يتصف بالسلام والامن : الحقيقة أن هذا لم يحدث مطلقا. فالحروب الاهلية اندلعت على الفور في بعض البلدان , وفي أمكنة أخرى بقيت كامنة لتندلع فيما بعد.وفي كل الحالات , سيطرت الميليشيات والديكتاتوريات , ولم ير حكم الشعب الديمقراطي النور الى اليوم. وهذا الغياب للاختيار الشعبي ( المسمى في المصطلح السياسي : الديمقراطية) هو ما أصبحت الحكومات العربية الحالية نفسها تعترف به اليوم , من خلال اعترافها بضرورة الاصلاح السياسي , تحت ضغط الغرب, الذي هو بدوره واقع تحت ضغط التهديد الارهابي , الذي لم يكن ليظهر يوما لو كانت المؤسسات الحاكمة في البلدان العربية والاسلامية تتصف بالحرية والعدالة والمساواة... وهي مؤسسات لدول ساندها الغرب الى حد الآن , إما لأنه صنعها صنعا, مفترضا أن كلا منها قادر أن يكون أمة بمقوماتها, أو لأنه وكل هذا الطرف أو ذاك ( من المجموعات المحلية ) لتسييرها عوضا عنه.
أسوق هذا الكلام أولا من باب التذكير بالقول المأثور: " من كان بيته من البلور...الخ". وثانيا, وبعد اعتبار أن الأحوال متشابهة , فمن الجيد أن نقول للعراقيين إنهم ليسوا مخيرين اليوم بين سيادة كاملة وسيادة منقوصة كما يوحي اليهم البعض, وانما بين الحرب الاهلية التي ستقود الى اقامة ديكتاتورية أخرى , وبين السلام الاهلي الذي سيقود الى ديمقراطية شكلية. وقد لا نحتاج الى تذكيرهم بما تعنيه الديكتاتورية ( فهم غدوا خبراء ), وإنما فقط بما تعنيه الديمقراطية الشكلية. وهذه الاخيرة تعني فقط توفير الخبز والأمل _ فقط مجرد الامل _ بإمكانية انفراج الكرب يوما, وهو ما يجعلهم شبيهين تماما بأفضل ما يوجد على الساحة العربية اليوم من أنظمة سياسية.
نشر بموافقة جريدة "العرب" بلندن.

http://www.phoenixmagazine.tk/

mailto: [email protected]



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - نقل السيادة