أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين محيي الدين - حوار خاص بين رجل دين وعلماني














المزيد.....

حوار خاص بين رجل دين وعلماني


حسين محيي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أن سمع صاحبي رجل الدين بكلمة علماني أو علمانية حتى اهتزت فرائصه ووضع قبضته اليسرى متفقدا فيها لحيته واليمنى في جيبه مطمئنا على مافيه وما أكتسبه في يومه لا خوفا على مبادئ الدين الحنيف بل على سلطة أكتسبها ونفوذ وثروة حققها لنفسه خلال قرون من الزمن لم تكن أساسا خصها الدين له . ولم تتأتى له من خلال عمله أو جهده . حاولت أن أهدئ من روعه وأبدد من فزعه حتى أتمكن من محاورته . فسألته . ماذا تعرف عن العلمانية ؟؟ فأجابني (( أنها مروق ديني وكفر وزندقة والحاد )) فقلت له أستغفر الله وأشهد أن لا أله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . أقولها لسانا وأومن بها قلبا وأنا ياشيخي ألجليل رجل علماني ومن أسرة عربية عريقة في أسلامها وتشيعها . فأزداد حنقه وصك على أسنانه وهو يتمتم ويحدث نفسه بأسف وحرقة (( ماذا جنينا منكم يا أبناء رجال الدين سوى ألعقوق والخروج عن كل ماهو مألوف )) ثم استدار نحوي وقال بشي من الاستخفاف والتعالي . وماذا تعرف أنت عن ألعلمانية ؟ فأجبته بأن كلمة علماني لم تطل علينا إلا من تحت عباءة رجل الدين ومنذ زمن بعيد . وهي للدلالة على طبقة رجال الدين الذين يقومون على خدمة الشؤون الدنيوية لعامة المتدينين وذلك تميزا لها عن طبقة الرهبان والقساوسة المتفرغين لشؤون العبادة والتبتل الروحي بصورة كاملة وبمعزل عن الشؤون الدنيوية . فانفرجت أساريره وتغيرت ملامح وجهه وكأن لسان حاله يقول (( وجدتها فمحدثي لايميز بين الإسلام والمسيحية )) لم أهتم كثيرا بما كان يفكرفيه بقدر ماكنت مهتما بإيصال فكرتي عن العلمانية إليه واستطردت قائلا كما أستعمل نعت علماني للإشارة إلى ألألعاب الفروسية التي تقيمها الكنيسة على رأس كل مائة سنة ميلادية احتفالا بانقضاء قرن ودخول قرن أخر . ثم اتسعت هذه الكلمة للدلالة على كل المؤسسات الدنيوية والزمنية وشؤون عامة الناس تميزا لها عن الهياكل والمؤسسات الدينية والروحية . وكان العلمانيون يشكلون طبقة أدنى من طبقة القساوسة والرهبان والروحانيين . وبدءا من القرن السادس عشر ميلادي بدأت العلمانية تتخلص من عباءتها الدينية فلم يعد العلماني أقل شأنا من رجل الدين بل بدأ يعلو شأنه وأصبح يدل على كل ماهو جليل ورفيع ومتميز حيث بدأ رجل الدين يفقد رجل الدين بريقه ورفعته كما أن كلمة علماني لم تعد تقتصر على رجالات الكنيسة ومتكلميها وإنما على انتقال شخص من العمل الديني إلى العمل الدنيوي حيث اكتسب هذا المصطلح بعدا اجتماعيا وسياسيا واضحا وأصبحت تدل على انتقال ممتلكات الكنيسة الذي أثرت وسيطرت على كل مايقع تحت أيديها مرتا ببيع صكوك الغفران وأخرى بالاستيلاء ألقصري على ممتلكات الناس . وهنا انتفض الشيخ وكشر عن أنيابه وحدثني وكأنه يريد إسماع غيري من الحضور قائلا (( أولا هذه الكلمة ويقصد العلمانية وافدة علينا من المجتمعات الكافرة ونحن مسلمون ولا يعنينا ما يؤمن به الكفار فإذا كان رجال الكنيسة ثلة من العاطلين عن العمل مدعين تفرغهم للعبادة والتبتل فان ديننا الحنيف يؤكد على ضرورة العمل ويعتبر أن العمل عبادة وان المؤسسة الدينية لا تمتلك شيئا من العقارات والأراضي والأموال ولا تطمح إلى الاستيلاء على السلطة وسحبها من تحت أقدام السياسيين و و و .... )) ثم أردف قائلا حدثني عما تعنيه العلمانية في الوقت الراهن فأجبته أن للعلمانية تعار يف كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر أنها تعني فصل الدين عن الدولة أو حياد الدين إزاء القضايا الاعتقادية أو الروح العلمية والوجهة العقلية في النظر للعالم وتشخيص الأمور أو الدنيوية وما إلى ذلك من تعار يف هدأ الشيخ على أمل اللقاء مرتا ثانية لاستكمال الحديث



#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس كل فكر عربي ((عفلقيا))
- اقتلوا اطفال غزة!؟
- الإسلامويون يحاولون سحب بساط الثورة من تحت أقدام الإمام الحس ...
- ما قيل وما لا يقال بما فعلة حذاء منتظر الزيدي بالرئيس بوش وب ...
- الدعاية الانتخابية و غياب مبدأ تكافؤ الفرص
- من رحم الحوار المتمدن إلى نخبة المستقلين (( 201 ))
- ما قبل وما بعد الحوار المتمدن
- هل الدين أفيون الشعوب أم رجال ألدين أفيونها ؟؟ الجزء الاول
- ألا يحق لنا ان نسميه(( مطار السيد عبد الحسين عبطان الدولي )) ...
- ألنجف تركل التيار الديني على مؤخرته وتستشيط غضبا من محاولاته ...
- لماذا نقول لا للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ؟
- ديمقراطيون أم إسلاميون على الطريقة الأمريكية؟
- ابعدوا الدين عن السياسه. النصحيه بعد الاخيره لمراجع الدين
- امام جمعه ام داعيه حرب!؟
- فدرالية الجنوب ام عربستان ثانية ؟!
- عودة الوعي والصحؤة المنشودة
- تساؤؤلات مشروعة
- العراق بين المطرقة الإقليمية و سندان الإحتلال


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين محيي الدين - حوار خاص بين رجل دين وعلماني