أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - روند بولص - سعر الطفل العراقي عشرة آلاف دينار فقط














المزيد.....


سعر الطفل العراقي عشرة آلاف دينار فقط


روند بولص

الحوار المتمدن-العدد: 2902 - 2010 / 1 / 30 - 00:48
المحور: حقوق الانسان
    


ينشغل الموظفون و مؤسسات ودوائر الدولة في بداية كل عام جديد، بتجديد معاملات صرف مخصصات الزوجية والاطفال والبالغ قيمتها عشرة الاف دينار عراقي فقط للطفل الواحد، وهذا يتطلب جلب المستمسكات الشخصية الاصلية والمستنسخة و كتب تأييد، من دوائر وجهات مختلفة، وبعد جلب كل تلك الاوراق والمستمسكات يتم تدقيقها و تثبيت المخصصات المذكورة لموظف الدولة للسنة الجديدة، كل هذا الجهد وهذه الاجراءات الروتينية تجري وفق السياقات الادارية، وكل ذلك من اجل ضبط صرف مخصصات الاطفال والزوجية، ولكنني أتساءل هل يتناسب كل هذا الجهد وهذا الانشغال مع المبلغ الهزيل المخصص للطفل الواحد في بلد البترول في عراق جديد ينشد الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، الساعي الى خلق طفولة سعيدة واعدة بعد طول الحرمان والانتهاكات لحقوقه؟ هل نستطيع ان نبني بلداً ديمقراطيا متحضرا سعر الطفل فيه لا يتجاوز عشرة الاف دينار؟ وهل تحقق هذه المخصصات أحلام اطفالنا والتي لاتتجاوز احلام العصافير وهل تلبي الحد الادنى لمتطلبات اطفالنا وحاجاتهم البريئة للحصول على لعبة معينة او شراء وجبة طعام أو خروجهم في نزهة قصيرة أو ذهابهم الى مدينة العاب لغرض اللهو والمتعة؟ والجواب واضح وجلي بالنفي ، اذا ما الجدوى من هذه المخصصات، ان لم تضمن للطفل ابسط احتياجاته ومتطلباته في الحياة ان لم تكن سببا في تعزيز ثقته بنفسه وانقاذه من شعور بالحرمان والغبن في مجتمع البالغين، الا يحط ذلك من الكرامة الانسانية للطفل وتنتهك حقوقه عندما لا يتجاوز تقييم احتياجاته بما لايزيد عن سعر حذاء قديم، ما بالنا لانبالي بكرامة اطفالنا ولانراعي حقوقهم المشروعة وفق اللوائح والاتفاقيات الدولية ذلك في قوانيننا الوطنية!! في عالم متحضر يسعى الى تحقيق "المصلحة الفضلى للطفل" التي حتى المتعة واللهو تعتبر وفق هذه الاتفاقية حقا وليس ترفا!! مابالنا وما تفعله الحكومات لصالح أطفالها من صرف مخصصات مجزية لمرحلة الطفولة ثم لمرحلة الشباب التي تسمى (Youth Allowance) وتخصيصات اخرى متفرقة و هل نسينا بأن العراق منذ عام 1992 قد وقع وصادق وانضم الى (الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل)* وهي اتفاقية ملزمة دولياً، أليس اطفال اليوم رجالات المستقبل وصانعيه؟ هل يغيب على احد انه كلما أعددنا اطفالا اصحاء بدنيا ونفسيا وعاطفيا أطفالا يعتزون بكرامتهم وأنفسهم واوطانهم نكون قد ضمّنا مستقبلا امنا ومطمئنا لمجتمعاتنا؟ وعليه اناشد اليوم الحكومة العراقية ان تبادر في الغاء كافة تحفظاتها على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وان تقوم بتفعيل بنود الاتفاقية الدولية وأدماج معاييرها في القوانين الوطنية بما يخص الطفل وحقوقه بما يضمن "المصلحة الفضلى للطفل" وان اطفالنا اليوم في العراق بحاجة ملحة الى انصافهم و ضمان حقوقهم وحمايتهم كونهم امل المستقبل بعد تعرضهم لعقود لا بل لقرون من الزمن للاهمال والتهميش والقسوة والعنف بمختلف انواعه، في بلد تجاوز عدد الايتام فيه عن 3 ملايين يتيم !!!، بدلا من الاستهانه بهم وبحقوقهم وفق قوانين بالية وقاسية والمثال على ذلك قانون مخصصات الزوجية والاطفال.
روند بولص
[email protected]
__________________________________________________________________________

* أتفاقية حقوق الطفل
اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة
للأمم المتحدة 44/25 المؤرخ في 20 نونبر 1989
تاريخ بدء النفاذ: 2 سيبتمبر 1990، وفقا للمادة 49



#روند_بولص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألحكم الذاتي للمسحيين واستباحة أرض عنكاوا
- الانتخابات والبحث عن الهوية الوطنية


المزيد.....




- اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
- الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ ...
- تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
- الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا ...
- استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
- مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
- مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي ...
- عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل ...
- دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - روند بولص - سعر الطفل العراقي عشرة آلاف دينار فقط