أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أبي زيد السروجي - الفاطسون والراحلون من رجال الاعمال














المزيد.....

الفاطسون والراحلون من رجال الاعمال


أبي زيد السروجي

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 17:53
المحور: المجتمع المدني
    


هنالك فرق بين فطس رجل الأعمال فلان ورحل رجل الأعمال فلان، والفرق ليس بالتشنيع في كلمة فطس، بل بالصفة التي جعلته من الفاطسين وليس من الراحلين، ورجال الأعمال منقسمين نصفين منهم الفاطسون ومنهم الراحلون، والراحلون قلة قليلة جدا.

في البدء نحن بحاجة إلى تتبع ألية تجمع رأس المال عند التاجر السعودي، فالتاجر السعودي لم ينمو رأس ماله بشكل طبيعي وذلك من خلال تراكم رأس المال، بل نمى بشكل غير طبيعي وبأوجه غير قانونية، أما عن طريق احتكار سلعة ما، أو عن طريق مناقصات مشبوهة، أو عن طريق مساهمات وسرقة لمال الشعب، ونحن نتحدث عن الغالبية العظمى من رجال الأعمال بالسعودية.

وعندما نتتبع إسهامات رجال الأعمال لخدمة المجتمع، نجدها قليلة جداً، بل أن عدد منهم اسهم بطريقة مباشر أو غير مباشرة في تفكيك المجتمع وذلك من خلال دعمه لليمين المتطرف، وقد اسهم هذا اليمين في بث خطاب الكراهية الذي اسهم في تفكيك المجتمع.

وفي السنوات الماضية عندما تم تسليط الضوء على هذه الطبقة الاستغلالية التي تسمى رجال أعمال، قاموا بالتحرك قليلاً وذلك من خلال توظيف بعض الكفاءات من أبناء البلد في القطاع الخاص، ويظهرون وكأنهم يتمننون على أبناء المجتمع بانهم قاموا بتوظيفهم بشركاتهم الخاصة، مع العلم بان أموال هؤلاء التجار نمت من خلال سرقة الشعب.

وعقلية رجل الأعمال السعودي ما زالت عقلية سطحية، فهي بارعة بالتأكيد في استغلال أي ثغرة لشفط المال واستغلال الشعب، ولكن عندما يلتفت رجل الأعمال لمسألة كخدمة المجتمع نجده يتجمد عقله ويفقد براعته السابقة، فلا هو اصبح بارع في ضخ المال لخدمة المجتمع، وفقد بالطبع براعته في اختراع سبل جديدة لتوظيف المال لخدمة المجتمع، فإسهاماتهم متدنية وهي تندرج تحت نشاطين (أ-بناء مساجد، ب-توزيع هبات على الفقراء عينية أو مادية) وهذه الأنشطة توضح لنا مدى سطحية تفكير رجل الأعمال.

إذن مالمطلوب، المطلوب هو القيام بتنمية المجتمع من خلال دعم مؤسسات المجتمع المدني، و دعم مراكز الأبحاث والجامعات والمكتبات، ووضع خطط بعيدة المدى لمثل هذه المشاريع، وعدم الاكتفاء بالهبات، فالهبات لا يمكن الاعتماد عليها في عمل نهضوي شامل.

عندما نريد أن تتضح لنا الصورة، لنقارن بين احد رجال الأعمال بالسعودية و رجال الأعمال في لبنان، ولنأخذ الوليد بن طلال و رفيق الحريري نموذجا، فقد قام رفيق الحريري بدعم الجامعات اللبانية والمكتبات، كما قام بابتعاث اكثر من 30 ألف طالب لبناني على حسابه الخاص، وقد اسهم في جلب الاستثمارات للبنان، بينما لم يقدم الوليد بن طلال لمجتمعه شي، لم يبتعث طلاب ولم يدعم المكتبات وألا مراكز البحث العلمي، فقد اكتفى الوليد بن طلال بإرسال مولدات الكهرباء للقرى السعودية وببناء وحدات سكنية متهالكة للفقراء وبتوزيع هبات مادية للفقراء، وهذا ما يوضح مدى سطحية رجل الأعمال السعودي.

عندما يموت رجل الأعمال السعودي، نصفه بالفاطس، لانه لم يترك خلفه ما يجعلنا نتذكره، ونتذكر عطائه، وجهوده في ألإسهام بنمو مجتمعه، ولكن عندما يموت الحريري يصبح الراحل، لانه ترك خلفه الكثير من الأمور التي نرى جهوده فيها.



#أبي_زيد_السروجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى الاله
- مأزق تقليد الرسول عليه الصلاة والسلام
- الاخلاق السعودية
- الحرب على غزة.. والمأزق السعودي المصري
- بدعة صيام عاشوراء
- الإنسان المهدور-مصطفى حجازي
- متى سيحاكمنا اطفال العراق؟
- في السعودية: الجمل الاجرب اولاً ثم المواطن ثانياً
- هوس بناء المساجد وصل للقطب الشمالي
- اسطورة الامن والامان بالسعودية
- استقلال القضاء السعودي، هل هو مطلب شعبي الان
- الامير يتشدق بالفضيلة
- علام تبنى العقائد؟ هل تؤخذ العقائد من أحاديث الآحاد؟ (2)
- علام تبنى العقائد؟ هل تؤخذ العقائد من أحاديث الآحاد؟ (1)
- هل السعودية جادة في سعيها لحوار الاديان
- نقد التراث وتفكيك المقدس
- ابو هريرة وابن عباس وجهان لعملة واحدة
- قصة التدين الزائف
- المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية
- شهود الشيطان!!


المزيد.....




- الجزائر تؤكد ضرورة تفعيل القرار 2730 لحماية المدنيين وعمال ا ...
- منظمات دولية في موقف محرج بعد كشف الأمن الليبي تورطها في قضا ...
- مجلس حقوق الإنسان يدين استئناف إسرائيل الحرب ويطالبها بمنع و ...
- طبيب شرعي: الاحتلال أعدم عمال إغاثة فلسطينيين ميدانيا
- ميانمار تعلن وقف إطلاق النار لتسهيل جهود الإغاثة من الزلزال ...
- ليبيا ـ تعليق عمل منظمات إنسانية بدعوى ممارسة أنشطة -عدائية- ...
- مجلس حقوق الإنسان الأممي يصادق على قرار حول تحقيق المحاسبة و ...
- الأونروا تدين استهداف عيادتها بجباليا: كانت تضم 160 عائلة فل ...
- نتنياهو يزور المجر غدا في تحد لمذكرة اعتقال الجنائية الدولية ...
- العفو الدولية: مذابح الساحل السوري جرائم حرب إرتكبتها مليشيا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أبي زيد السروجي - الفاطسون والراحلون من رجال الاعمال