أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح كرميان - تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة















المزيد.....

تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 180 - 2002 / 7 / 5 - 09:35
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


 

 

2-2

 

تضمن 1-2 من هذا المقال مدخلا لبحث الوضع الراهن في المنطقة ودور تركيا في الوقائع الجارية  ولمحة تاريخية عن تاسيس الدولة القومية الكمالية في تركيا وممارساتها ضد الشعوب والاقليات التي تقطنها اضافة الى التحالف وعلاقات التعاون التي تربطها بدول حلف شمال الاطلسي وامريكا واسرائيل.                                 

تركيا الكمالية و سوريا، ايران والعراق

 

تتميز العلاقات التركية السورية بالفتور نتيجة الخلافات التاريخية حول اقليم " هاتاي " التي تسيطر عليها تركيا وتعتبره سوريا جزءا من اراضيها. وكذلك بسبب مشكلة المصادر المائية لمنابع نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من كردستان تركيا ويمران في سوريا قبل دخولهما العراق، وكانت تلك احد الدواعي الرئيسية لدعم تركيا لمسلحي حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان التي كانت تقوم بعمليات حرب العصابات في اقليم كردستان الخاضع لتركيا حيث كانت سوريا تهدف الى الضغط على تركيا لاجبارها على زيادة حصصها المائية. كما وان سوريا تراقب تطور العلاقات بين تركيا واسرائيل التي لاتزال تحتل مرتفعات جولان.                       قامت تركيا بتحشدات عسكرية كبيرة على الحدود مع سوريا بعد توقيعها على اتفاقية التعاون العسكري الاستراتيجي مع اسرائيل بغية اجبار سوريا على الكف عن تقديم التسهيلات لمسلحي العمال الكردستاني واجبرتها على اجبار زعميه عبدالله اوجلان على ترك الاراضي السورية، وحينها شهدت العالم التنسيق الثلاثي لاجهزة المخابرات الامريكية والاسرائيلية والتركية في العمليةالارهابيةالدولية للقبض على اوجلان واختطافه من السفارة اليونانية في كينيا وجلبه بطائرة خاصة الى تركيا وايداعه سجن " أمرالي " ليواجه حكم الاعدام. كانت تلك العملية مكافأة وعرفانا بجميل تركيا لخدمة المصالح الاطلسية-الامريكية والاسرائيلية وضد مصالح شعوب المنطقة. وقد اعترف " بنيامين نتاياهو" رئيس وزراء اسرائيل الاسبق في معرض قوله حول اتفاق التعاون العسكري الاستراتيجي بين تركيا وأسرائيل" ان خطر الارهاب (على حد مزاعمه) أوجب التقاء تركيا واسرائيل وان تركيا تواجه ارهاب ب.ك.ك. ولا نرى اي اختلاف بين هذا الارهاب والارهاب الذي تواجهه أسرائيل". ولكن الغريب أنه رغم ادراك سوريا بسياسة تركيا وموقعها في حلف الناتو وتعاونها المكشوف مع أسرائيل، انها تلتقى مع تركيا في مواجهتها لاحتمالات التغيير في العراق والتي تتخوف منها البلدين في كونها قد تؤدي الى خلق كيان كردي في كردستان العراق، وهذا ما ادى الى تحرك البلدين لتبادل الزيارات بين القادة العسكريين وكانت اخرها زيارة رئيس اركان الجيش السوري "حسن تركماني" الى انقرة وتوقيعه اتفاقية للتعاون العسكري مع جنرالات الاتراك لمجابهة اية خطة تهدف الى تقسيم العراق وقد تكون لصالح الاكراد. أما علاقات ايران بتركيا فانها تتميز دائما بالمد والجزر، وغالبا ما تشوبها اتهامات متبادلة من الطرفين بدعم المعارضين للطرف الاخر، بينما تتهم تركيا ايران بدعمها لحزب الله التركي وحزب العمال الكردستاني، تتهم ايران بدورها السلطات التركية بتعاونها مع اسرائيل والتي تتعبر ايران ذلك خطر عليها وعلى حزب الله في لبنان اضافة الى تدخل تركيا لصالح الاذريين في ايران. لكن بالرغم من ذلك نرى ايران وكما هو حال سوريا تلتقي مع تركيا في مسعاهم المشترك للحيلولة دون حدوث اية تغييرات قد تحصل في العراق لصالح الاكراد، لذلك سارع الرئيس التركي " نجدت أحمد سيزار" الى زيارة طهران في خضم الانباء القائلة بقرب موعد الهجمات المرتقبة على العراق على غرار ما حدثت في افغانستان.           

         أما فيما يتعلق بعلاقات تركيا مع العراق، كانت تركيا تربطها علاقات سياسية واقتصادية مع العراق منذ امد بعيد وخصوصا اذبان تنامي نشاطات الحركات الكردية المسلحة في بداية الثمانينات، فقد كان الطرفان على اتفاق للسماح للقوات المسلحة لكل من الطرفين للدخول في عمق اراضي الطرف الاخر لملاحقة المعارضين. وعندما اندلعت حرب الخليج الثانية انضمت تركيا الى قوات التحالف الغربي في الحملة العسكرية التي قادتها أمريكا لطرد العراق من الكويت وسمحت للطائرات الامريكية والبريطانية باستخدام قاعدة " انجرليك " الجوية الواقعة بالقرب من مدينة ادنة للانطلاق منها لضرب اهداف عراقية. الا ان تركيا دأبت على حفظ تلك العلاقات مع العراق  واستمر الطرفان في التبادل التجاري والوفود رغم امتعاض العراق من الموقف التركي في دعم السياسة الامريكية تجاه العراق. وقد زار بغداد مؤخرا وفدا اقتصاديا تركيا كبيرا في وقت يجري الحديث عن الهجوم الامريكي المرتقب و اعلان امريكا عن نيتها في ازاحة نظام صدام حسين.                                                                                                                

النوايا الحقيقية لتركيا الكمالية

 

ان قراءة سريعة لتلك الحقائق التي مرت ذكرها عن العلاقات التركية مع دول الناتو وامريكا واسرائيل وتحركاتها لبلورة موقف مشترك مع ايران وسوريا والعراق، الدول التي تتقاسم كرستان لمجابهة التغييرات المرتقبة في العراق رغم التناقضات التي تسود العلاقات بينها وبين تركيا، تقودنا الى ان تركيا تتبع سياسة عدوانية شرسة ضد اية محاولة تؤدي الى منح الاكراد في كردستان العراق اية نوع من الحقوق وتحت اية مسميات. فان تركيا تمارس الضغط على امريكا للتدخل في الشأن العراقي تارة باسم الحفاظ على وحدة العراق واخرى تحت ذريعة حماية التركمان وضمان حقوقهم في عراق المستقبل في حين لم تتبنى تركيا اي موقف لضمان حقوق التركمان الذين كانوا وما يزالون تحت نيرسلطة الارهاب والقمع لنظام صدام، بينما تتباكى على مصير بضعة الاف منهم في المناطق الخاضعة للادارات الكردية في اقليم كردستان العراق. ان تركيا ماضية في اتباع سياسة شوفينية لكبت الحريات السياسية وخرق حقوق الانسان وممارسات التطهير العرقي ضد الشعب الكردي والاقليات الاخرى والقمع والارهاب ضد الحركات اليسارية والشيوعية. ان جنرالات الجيش التركي هم المستفيدين الرئيسيين من تبني نظام العسكرتاريا واستمرارالتعاون التسليحي والاستراتيجي مع كل من امريكا والمانيا وبقية دول الناتو واسرائيل حيث يتسغلون الوضع القائم لعقد صفقات شراء الاسلحة لمصالحهم الشخصية، ولا يروق لهم الاستقرار في المنطقة ولهم الباع الطويل في خلق الازمات السياسية مع دول الجوار لتمرير تلك السياسة. ان تركيا في ازمة دائمة في علاقاتها مع جميع الدول المحيطة بها كاليونان وروسيا وارمينيا وسوريا والعراق وايران. فبدلا من الدخول في الحوار مع تلك الدول نرى ان السلطات التركية تتجه الى اقامة ترسانات الاسلحة وتطوير قواتها المسلحة باستمرار والتي تتطلب تخصيص المليارت من الدولارات سنويا مما تزيد من الازمات الاقتصادية التي تعاني منها تركيا اصلا. وبهذا تقدم تركيا اكبر خدمة لمصانع والشركات الخاصة بصناعة الاسلحة واصحاب رؤوس الاموال الامريكية والغربية.                                                                                         

من جانب اخر فان السلطات التركية وتبعا للسياسة التي ارسى دعائمها كمال اتاتورك والتي تقول باعادة امجاد اسلافهم العثمانيين بالسيطرة على المنطقة باستخدام القوة العسكرية المتنامية لديهم ويحلمون بتحقيق مطاليب تركيا الكبرى بضم ولاية الموصل والاتحاد مع دول أسيا الوسطى الناطقة بالتركية ويضعون نصب اعينهم تحقيق الشعار العنصري الذي ينادون به في كل مناسبة: EN BUYUK TURKIYE BASKE BUYUK YOK     تركيا هي العظمى ولا عظيم غيرها

  

وفي الختام لابد من الاشارة بان تمرير تلك السياسات العنصرية والعدوانية التي تتبعها تركيا تجري تحت انظار بل ومباركة امريكا ودول الناتو رغم صدور بعض الانتقادات هنا وهناك حول سجل حقوق الانسان في تركيا. ورغم السماح للطيران الامريكي والبريطاني باستخدام قاعدة " انجرليك " لحماية ما يسمى بالمنطقة الامنة في كردستان العراق الا ان تركيا تحرك قواتها في عمق تلك المنطقة وتقوم مدافعها وطائراتها بقصف المناطق المدنية متى ما شاءت بحجة مطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني وتوعز الى عملائها من الاحزاب التركمانية بخلق المشاكل واثارة الفوضى دون اي رادع ورغم اطمئنان امريكا لهم على لسان مسؤؤولين كباربأن الحالة الراهنة في " شمال العراق " وقتية وان ليست لامريكا اية خطة لقضية الاكراد وانها سوف تحافظ على وحدة العراق وسوف لن تفرط بمصالح تركيا. وقد اكد ذلك علنا المنسق الامريكي لشؤون العراق " فرانك ريتشارد دوني " في ندوة في احدى الجامعات الامريكية " ان الظروف في" شمال العراق" والموقف التركي منها ليست بشئ جديد وان تركيا تواجهها منذ الثمانينات اي قبل اندلاع حرب الخليج، وان امريكا ساندت تركيا في حماية مصالحها منذ ذلك الحين، نحن وتركيا حليفان ولتركيا الحق في استخدام القوة ضد الارهاب في الدفاع عن نفسها " .  ولكن رغم كل التطمينات الامريكية لتركيا والمصالح المشتركة بينهما، الا ان تركيا لا تزال تشعر بقلق شديد من سير الاوضاع وتحاول جاهدة الضغط على امريكا والاحزاب الكردية التي تدير الادارتيين الكرديتين في كردستان العراق وتفرض تدخلها في شؤون المنطقة بكل الوسائل لتحقيق نواياها وفرض سيطرتها على الامور لصالحها.                                                   

 

 

صلاح كرميان/ سيدني

[email protected]

****************************************************

تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة   1-2


#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة
- لا.. لأصوات لا تمثل المصالح الحقيقية لتركمان العراق
- حول تشريعات الحكومة الاسترالية الجديدة بخصوص " مكافحة الارها ...
- شؤون وشجون الجاليات الكردية
- ماذا يهدف وفيق السامرائي من تصريحاته حول توطين الفلسطينيين؟
- لولا الخزرجي وأمثاله لما دام صدام


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح كرميان - تركيا الكمالية ونواياها السياسية في المنطقة