أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله أكبر ... لماذا ؟














المزيد.....

الله أكبر ... لماذا ؟


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 08:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تابعت نشرة الأخبار بالتلفزيون الإيطالى الذى كان يذيع مراسم تسليم السلطة للعراقيين ، وتوقفت نظراتى على الأعلام العراقية فى الخلفية وراء الحاضرين وعلى الكلمتين " الله أكبر " ، وتساءلت فى حيرة : ما دخل الله أكبر فى العراق الجديد ؟ هل قام مجلس الحكم الأنتقالى أو الرئيس غازي الياور والدكتور أياد علاوي بغزوة جهادية ضد أعداء العراق وأنتصروا فيها ؟ بالطبع لا . إذن لماذا يتم تحجيم هوية وتاريخ وواقع العراقيين فى عبارة الله أكبر ؟
ليس مهماً من ساهم فى فرض تلك الكلمات وإقحامها فى علم العراق الجديد سواء كان عربياً أو عراقياً أو أجنبياً ، المهم أنه خرج إلى الوجود يرفرف مكسور الجناح ليعبر عن عراق ما بعد صدام ومستقبلها المكتوب على جبينها أقصد على أعلامها !
الله أكبر مِن مَن ؟ هل هناك آلهة أخرى أكبر حجماً أو أصغر منه ؟
هل هى بداية مرحلة تعسفية تستنزف طاقات العراق الإنسانية تحت شعار أو هتاف الحروب الجاهلية الله أكبر ؟ الآخر الذى لا يتبع الله أكبر هل هو مجرد ضيفٍ عليه يعيش فى حمايته ليكون مواطناً من الدرجة الثانية التى يحددها له الله أكبر ويدفع الجزية وهو صاغر مقهور ؟
لماذا نُخضع أجيالنا الجديدة لسيطرة شعارات الحروب الجاهلية فى عهد بناء العراق الحديث؟
لماذا لا نمحو من قواميسنا العرقية كلمات مثل الأغلبية والأقلية لتكون كلمتنا الوحيدة التى تعبر عن الجميع هى الشعب مهما كان أتجاهاته أو عقائده ؟ ألم يكن من الأفضل كتابة : العراق حراً ؟
نتمنى أن يشهد المشهد العراقى تغييراً كبيراً عن السابق وأنتهاء ما يحدث الآن من إرهاب ، ونتمنى أن لا تُشعل عبارة الله أكبر المشاعر العنصرية ، وأن يأتى الوقت لأبناء العراق الحقيقيين فى تغيير هذا العلم حتى لا يختزل مصير العراقيين بجملة لا محل لها من الإعراب !
ألا يكفى العراقيين ما يحدث يومياً من شبح الإرهاب وبشاعة الأنتهاكات المذهبية ضد الآخر ! ألا يكفى ما نراه يومياً من واقع المنابر والخناجر والحناجر التى تصرخ بالكراهية والحقد والدم !
يتمنى كل صاحب عقل راشد أن تدرك الحكومة العراقية الوليدة مسئوليتها القيادية فى وضع أسس جديدة يتعلم منها بقية العرب ، ويستفيدوا من أخطاء الماضى ويعملوا على بناء حاضر تنويرى يكون مثالاً يُحتذى به ، ولا تجعلوا عبارة على علم العراق تغتصب سلطانكم وحرياتكم وقدرة الحكومة على صنع القرار ، وكفى الشعب معاناة من الشعارات الأنفعالية التى ألهبت حياة العراقيين بالدموية ولا تترددوا فى عزل الخبيث من وسطكم حتى يستقيم فكر الحداثة وينزوى بعيداً فكر النجاسة والخباثة ، لتمضى العراق إلى مستقبل يبشر بالخير لمواطنيه يعم فيه الأمن والسلام .
إن أولى التحديات التى يجب على الحكومة الجديدة مواجهتها هى إزالة تلك العبارة ووضعها فى مكانها الصحيح فى نفوس البشر المؤمنين بها ، لأن التاريخ الحقيقى للشعوب لا تصنعه عبارة على قطعة قماش لا تخرج عن كونها عبارة للبركة وليست للحركة والتفاعل الإيجابى بين خلق الله .
ليس هناك وقتاً لمن يريدون التخريب والعبث بمقدرات الشعوب ، لذلك أصنعوا تاريخكم الجديد بأنفسكم وها هى الفرصة أمامكم لتثبتوا جدارة شعب العراق فى قيادة عراق الحرية ، عراق المحبة والسلام .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء وزارة الإعلام المصرية
- جمال الله والقبح الدينى


المزيد.....




- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية بذكرى تأسيس منظمة تعبئة ا ...
- كلمة مرتقبة لقائد الثورة الاسلامية آية الله السيد خامنئي بمن ...
- إيران تنفي التورط بمقتل حاخام يهودي في الإمارات
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - الله أكبر ... لماذا ؟