|
الفتنة التى يريدونها نائمة
أمجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 19:38
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عبارة فخيمة ذات رنين موسيقى ، باتت كثيرة الاستخدام فى أيامنا التى نحياها فى مصرنا المحروسة
الفتنة نائمة ، لعن الله من أيقظها
عبارة يطلقها قائلها أو كاتبها و قد انتحل صفة حكيم زمانه ، يطلقها و هو غالبا مقطب الحاجبين مستنكرا لشكوى أو احتجاج أو مظلمة من مظلوم أو مهدور حق أو طالب لمراجعة أو مناقشة أو مبلغ عن جريمة
يطلقها قاطعا الطريق على صاحب الحق الضائع أو الشاكى من ظلم وقع عليه أو المبلغ عن جريمة
يطلقها حكيم زمانه منهيا المناقشة داعيا ربه الى لعن الشاكى و المظلوم و المبلغ عن جريمة
يطلقها قاصدا تهريب المجرم من العقاب و مبتغيا تكريس ضياع الحق و دوام الظلم الواقع على المظلوم ، و عامدا الى تستر على جريمة ، ببساطة شديدة الفتنة نائمة ، لعن الله من أيقظهـا -------------
من المقال ( التبريرى / التحريضى ) المنشور اليوم تحت عنوان " السيادة الوطنية.. شد هنا ورخو هناك " بجريدة المصرى اليوم للكاتب منتصر الزيات محامى الجماعات الارهابية السلفية
بدأ الرجل بالصراخ التحريضى قائلا
كان غريبا هذا الصمت الحكومى الرسمى إزاء الزيارة التى يقوم بها لمصر حاليا وفد لجنة تقرير الحريات الدينية بالكونجرس الامريكى برئاسة فليس جاير، وما تردد عن المهمة التى جاء من أجلها أكثر غرابة!! جاء الاخوة الامريكان - بالمناسبة فليس جاير أمريكية يهودية – ليحققوا ويدققوا فى حادث نجع حمادى الإجرامية!! جاءوا ليسمعوا أقوال مواطنين مصريين!! ويتقصوا الحقائق حول الحادث!! وكلها أعمال ذات سيادة شديدة الخصوصية قضائيا أو برلمانيا، رغم أن أجهزة الأمن حاصرت الجناة الثلاثة وتم استجوابهم بمعرفة النيابة العامة وأمر المستشار عبد المجيد محمود بإحالتهم إلى محكمة عاجلة فور القبض عليهم، والأنكى أن حضرات النواب الامريكان يريدون استجلاء الحقيقة حول أوضاع المسيحيين فى مصر والتحقيق وتقصى الحقائق حول كل الحوادث التى جرت ضد مجنى عليهم من المسيحيين، والحكومة صامتة صمت القبور
ثم استمر فى الصراخ و التحريض قائلا
مبلغ علمى أن الامريكان لا يحتاجون تأشيرة دخول أو بمعنى أدق يحصلون عليها فورا بالمطار، كما أن هذه التأشيرة لا تعنى أبدا الموافقة، ولكن لأن أعضاء الوفد لهم صفة نيابية فى الكونجرس الامريكى، لكن حتى لو الحكومة قبلت وتنازلت فمن قال إن السيادة الوطنية رهن بتفسير الحكومة لها فقط
و فى الوصلة التبريرية من باب التقية الاسلامية كتب الآتى
لا ينكر أحد أن ما جرى فى نجع حمادى له ظروفه الخاصة وخلفياته التى أدت إليه، طبعا لا نردد هذا فى مقام التبرير حاشا لله وإنما فى مقام الرصد، ولا ينكر أحد أيضا أن كل المصريين من أقصاهم إلى أقصاهم رفضوا الحادث واستنكروه وتألموا لأسر الضحايا. ولا ينكر أحد أيضا أن الاحتقان الطائفى موجود، وأنه يتمحور فى أماكن ذات طبيعة خاصة بالصعيد حيث تختلف الطباع وتحتد، وتختلف التقاليد والعادات، ولا تقف التوترات عند الاخوة المسيحيين
وفى عبارة تهديدية و تحريضية إختتم نفس الكاتب مقاله السابق بذات الجريدة هذا نصها
إن استغلال الحادث من جهة البعض لحصد مكاسب سياسية هو أيضاً من المغالطة بمكان ورهان خاسر على أمن مصر واستقرارها
تحدث الرجل أيضا عن الفتنة ( النائمة ) التى يمكن أن توقظها زيارة الوفد البرلمانى الأمريكى ، و يجد غضاضة و حساسية مفرطة فى محاولة استجلاء الحقيقة عن جريمة نجع حمادى و سابقاتها
و تعقيبا على مقال الصراخ و التخريض ، و التبرير غير الشريف ، و التهديد واللعن ، أقول : يدعو صاحبنا ( حكيم زمانه ) على من يوقظ الفتنة ، و لا يخطر بباله و لو مرة واحدة أن يلعن الفتنة نفسها ، و كأنها على صلة قرابة بعائلته ، أو كأنها زوجة زعيم قبيلته يدعو صاحبنا ( حكيم زمانه ) على من يوقظ الفتنة ، و لا يتعب نفسه فيخبرنا لماذا لا يحلو لها النوم سوى فى ديارنا ، و لا يفسر لنا من الذى دعاها للاستيطان فى تلك الأرض التى يجب أن تبقى طاهرة ، و لا ما الذى يجبرنا أن نصمت و نخرس كيلا تنزعج الست ( فتنة ) فى نومتها ، و ما الحكمة فى أن نعيش مكتومى الأتفاس من أجل سعادة و هناء الست ( فتنة ) التى لم نتورط فى دعوتها للإقامة هنا و لا يسعدنا بقاؤها بيننا و لا تهمنا راحتها و لا استغراقها فى النوم ، لماذا لا يلعن ( حكيم زمانة ) الفتنة نفسها ؟ و لماذا لا يلعن من أتى بها و من احتضنها و رباها و استضافها و غذاها و مولها حتى استفحلت ؟ لماذا لا نوقظها و نطردها و نجبرها على الرحيل الى غير عودة ؟ لماذا لا نواجهها متحدين بأنها غير مرغوب فيها غير مرحب بها ؟ أما لعن من يوقظها و يزعجها زجرا للشاكى و المظلوم و المبلغ عن جريمة فهو أمر غير مفهوم و مستوجب للمراجعة
#أمجد_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النازيه
-
بدايات الدعوة (كهيعص13)
-
جماعة الحشاشين
-
لقد رفضوا شريعتهم عندما طبقت عليهم
-
الأمن و العدالة و الطائفية فى قنا المصرية
-
مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12
-
كذب المشايخ ( العبودية )
-
غزوة نجع حمادى ، بعد غزوة فرشوط
-
مغامرات كهيعص - رواية - 11
-
النون التى حيرتنى
-
حكايتى مع نون
-
مغامرات كهيعص - روايه (10)***
-
كذب المشايخ
-
مغامرات كهيعص - روايه ( 9 )
-
مغامرات كهيعص - روايه ( 8 )
-
أدب الإسلام , عبد الله بوفيم نموذجاً
-
مغامرات كهيعص (7 )
-
مغامرات كهيعص - أجزاء ( 7 )
-
مغامرات كهيعص - روايه ( 6 )
-
مغامرات كهيعص - أجزاء ( 6 )
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|