أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كوبع العتيبي - بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!














المزيد.....

بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 07:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تسلم روحي من العثرات التي وقعت بها نتيجة التخبط الحياتي الذي يفرضه الهم اليومي والذي يعيشه البشر المثقل بالأوهام والأحزان واللذة .. لم تكن أوزان الهموم متساوية بالحق على رقاب أقراني المهمشين خاصة وان موزعي الأوهام والطاعون لا يدركون القيمة الحقيقية لتلك الساعات المبهمة التي يمر بها المتعبون أو حتى العكس من غباء الزرقة السماوية التي أصبحت تهاجر سمائها وترحل بعيد ولم تأخذ معها قناني دموع المفلسين ولعاب السكارى أو حتى الذباب الجائع بسبب الفقر الذي يخيم على ( مدن التراب ) التي أصبحت جدرانها تتهاوى تحت ضربات النحيب المهووس بعودة الذكرى لسالف السنوات وجمالية سواحل الروح الكاذبة .. عندما يخيم السحاب الأسود فوق مدن التراب ينشر الأمل في تساقط المطر الذي بدوره يوقف النزيف العابر من خلف مدن التراب المشرعة على غبار الصحراء الموحشة وعويل ذئاب الروح .. لكن ما بين فرح الانتظار لتساقط قطرات المطر والصمت تنجلي السحاب من جديد ويتبدد الحلم بيوم رطب وتعود ساعات الجفاف الروحي من جديد على سنوات القبور وحسرات الذكرى ..لم يتوارى خجلا شيخ القرية عندما سقطت تحت أطرافه أكوم من لحم الأطفال تنوح والدها المقبور في أطراف مدن التراب .. لم تنهض دمعة حبلى بالشرف كي تفتح تلك القبور المبهمة لغرض أن تعيد ما بداخلها من بقايا إلى بيوت مدن التراب ( رب ضارة نافعة ) جملة تكررها روحي مع كل نكسة جديدة من نكسات العمر الخاوي الذي فرضته الأقدار ورغبات أمي وأبي الجنسية في ليلة جافة تفتقر ضوء الرب وإضراب فروج بنات حواء ؛ هكذا أكرر هذه الجملة بالسان مكسور لا يلفظ حرف الراء بتعقل وأناقة .؛ حتى عندما سقطة بين فخذيها الملطختين بدم الولادة كان في صيرورة نفسها رغبة أن تبصق في وجهي الصارخ بسبب العوز ومزاحمتي شخص على مكان سبقني إليه .. تزغرد جدتي لنزولي كأني الرب القادم على حصان من نور ينثر خير السماء على روحها المتكسرة داخل كوخ مدينة التراب .. كانت تقول أن صرخات حفيدي تنبئني بفرح قادم لاشك فيه ؛ وكانت ما تقوله بعيد عما كنت قادم به عند سقوطي بين أفخاذ الأم الدامية .. أدرك ساعتها حجم السوء والنحس النفسي المتمكن مني ؛ لكن عجائزنا هكذا أحلامهن فاسدة ومترفة إلى حد تناول ( النشوق ) عن طريق الأنف.. لم أتمكن أن انهض حتى اصفعها عقابا على كذبتها السوداء في هذا اليوم الأسود الذي رافق طلق أمي بعد تسعة شهور من اللذة الجنسية التي اشترك بجريمتها أبي والتي تكونت منها روحي المتعبة التي ما زلت احملها بكره الصديق اللدود ..
مرة أخرى تسوقني الأقدار إلى حزن مدن التراب بين تعثر وتكسر ؛ هشم كل الكؤوس النائمة في جمجمتي التي كنت شربتها وكنت أضنها صندوق متين بعد أن خرب نتيجة الصفعات التي تلفت كل موسيقاه من كف أبي المهووس بالكفوف والتي لم تسلم منها حتى من تمنحه اللذة الليلية قبل مماتها انه هوس الكفوف التي تعشقه روح أبي ومازالت تحاصر عقلي الباطن وتنعق في روحي كل صباح وكأنني من قتل الخفاء الراشدين أو ذريتهم .. تحاصرني شتائمه بعد أن منحها للكثير من الذين يتقاطرون على دارنا من الأهل المخبولين الذين يودون سماعها .. إنها حكمة الجنون التي تصاحب الأذن للتطوع لا إراديا لسماع الكثير من الهتاف الموسوم بالكذب والدعاء أو حتى الفاسد منه مثلما نرى ونسمعه اليوم عندما تحاصرنا سيوف وبنادق الفاسدين وهم يتقربون لله في قتلنا ؛ هنيئا لهم بهذا الرب الذي يحب أن يرى الدم والمتعة وعشق الغلمان !! .. لم تستطع الحاجة ( سعاد ) أن تطرد الروح الشريرة التي دخلت دارنا بعد أن أشعلت بخورها ورددت الخرافة وكتبت الطلاسم النورانية مثلما تقول .. لم تستطع أبدا أن تتحقق من نبوءة ضاربة الودع عندما قالت أن النهران سوف تفيض مياه .. لكن هاهي النهران جفت وبجانبها جداول أخرى تحولت زرقتها حمراء بلون عيني المصفوعة بكف أبي الذي لا يترك عيني قبل أن يحولها حمراء وبعدها يقول : كل من له عين حمراء أدخله الله جهنم الحمراء .. لعنة الكفوف ودماء العيون سوق للمزادات على أبواب الجنة وجهنم وباب الرب حولها أبي سبحانه .. حتى أنت لم تسلم من هذه الجهنم الحمراء أو الجنة وعشق الحور .. هو هكذا يقول ؛ ولكن كما قال من منا دخل الجنة اكثر من همس الدمع المتساقط فوق الوجه وجهنم حولها الآباء على طول حدود البيوت الترابية إلا من دخل تحت طاعتهم المتحصنة بتلاوة القران والسنة النبوية فكيف ونحن الجاهلون بحل طلاسمها وأسرارها الربانية .!!
كانت عند جدي أب والدتي مانحة أبي اللذة الجنسية ( غيمة ) تحت سريره المكسور .. تقول أمي كان أباها يستخدم هذه الغيمة كلما جفت الأرض ليسقي بها الزرع ؛ وبعد أن ينتهي من الري يعيدها تحت سريره الخشبي بعد الدعاء عليها بدوام البقاء وطول الاقامة عنده.. لم استطع أن أدرك ما هذه الغيمة التي يمتلكها جدي وكيف لعجوز من مدن التراب أن يملك غيمة ؟! وهو لم يملك حتى روحه وحرية خصيتيه ؟! اليوم أدركت كم كانت كاذبة أمي حينما تقص قصص الخرافة عن والدها المالك لغيوم الله والدخان الذي ينام في حنجرته مثلما تنام القطة فوق هرتها الصغيرة .. حتى أنت يا أمي كاذبة ولم تمنحينني فرصة للصدق ؟!
هكذا هي مدن التراب صنعتها الكذبة والخرافة والنشيد الوطني الذي يردده علينا كل صباح شيخ القرية خاصة بعد أن أصبحن كل نساء مدن التراب زوجات له.. مازلت أتذكر عندما سألني المعلم في المرحلة الأولى من تعليمي . أبن من أنت ؟ أجبته بفخر أنا أبن شيخ القرية .. أستغرب وكرر سؤاله الغبي .. كيف أنت أبن شيخ القرية وأنا أعرف كل أبنائه حفظهم الرب .. قل أبن من أنت ؟! أول مرة يسعفني عقلي عندما قلت له نعم أنا أبن شيخ القرية ؛ ألم يكن الشيخ قد زنى بكل أمهاتنا ؟!! أحمر وجه المعلم وتقدم نحوي قائلا أنا كذلك أبن الشيخ أنا أخوك وعانقني وبكى !!!!



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرد للناصرية ردود مخنوق بألف عبره ...!!
- أليس الجولان المحتل أقرب إلى السوريين ... أم إنه العهر ..؟!!
- هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تدمير شبكة القاعدة . ...
- فرج الله الحلو ....سفينة الشهداء إلى السماء تحمل ملائكة ..!!
- سرقات وفضائح تسجل على جثث العراقيين من قبل اللصوص ..!!
- أمريكا نقلت حربها مع الإرهاب إلى العراق ...!!
- فضائح المسلمين تجاوزت الحد المعقول ..!!
- سقوط أخر أوراق التوت لدى لحكومات العربية ..!!
- الاستهتار في عقلية المشاهد العربي ... قناة الجزيرة الفضائية ...
- هلع الدول الإقليمية من العراق ... بات واضحا ..!!
- هل المذاهب الإسلامية أحزاب سياسية كبيرة ..؟!!!
- قرأة مختصرة في كتاب نذر العولمة للدكتور عبد الحي زلوم ...!!
- تف عليكم خنازير .. لا .. الخنازير أشرف ...!!
- رياض الزبيدي .. رد موفق وتعليل ...
- مهزلة الموت ياجبار شدود ...إذن سنلتقي ......
- آغا شو المشكله ... القنادر تتطاير ..؟؟؟!!!
- الماسونية في الوطن العربي ... من البحر إلى النهر ....!!!
- إعلان .. يعلن الحاج منقاش عن بيع طائرة أباتشي ..!!
- سوف أتحول إرهابي .... ضد سلطة بغداد ..!!!
- السياسيين العراقيين ....وأحلام الباجة العراقية ..!!


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كوبع العتيبي - بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!