|
اثيل النجيفي والمحكمة الدولية بشأن جرائم الحرب في الموصل
يوحنا بيداويد
الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 13:34
المحور:
حقوق الانسان
اجرت عنكاوا كوم مقابلة مع السيد اثيل النجيفي محافظ مدينة الموصل قبل اسبوع بعد مقتل اربعة اشخاص من ابناء شعبنا وخطف طالبة من جامعة الموصل ومحاولتان لتفجير باص الخاص الذي ينقل الطلبة الجامعيين من بغديدة الى الجامعة في الموصل فقط خلال اسبوعين الماضيين.
لكن من يقرا المقابلة يتفاجأ بالاجوبة المبهمة والغريبة، غير الكاملة من قبل السيد النجيفي. لكن بالتأكيد كانت فرصة مهمة لنا كي نطلع على مواقف ورؤيا الحكومة المحلية في القضية ، كذلك فرصة مفيدة للسيد المحافظ ان يقول لنا ما يريد قوله.
لا اعرف كيف يطلب السيد اثيل النجيفي من ابناء شعبنا في المهجر بعدم التحدث عن جرائم اللاانسانية، التطهير العرقي لشعبنا الاصليين، التي تحدث في مدينة الموصل ضد اخوتهم امام اعينه وهو رئيس الحكومة المحلية وامام اعين زملائه من المسؤولين الامنين والعسكريين والحكومة المدنية؟! . اشكر الله لم يقل لا يحق لكم ان تقيموا العزاء والبكاء على شهدائكم في المهجر.
ما نستنتج من كلام النجيفي خاصة في جوابه على السؤال الاخير (1) هو ما يلي: 1- ان مسؤوليته كرئيس سلطة المحلية في محافظة الموصل لا تشمل حماية المسيحيين الذين تختطف بناتهم من الجامعة ويقتل رجالهم بايعي الخضروات ويخطف رؤساء كنائسهم وتعذب ثم تقتل وتفجر كنائسهم .
2- على المسيحيين ان يدبروا حالهم، وان لا يهاجر الى منطقة كردستان من اجل الحماية ولا ان يمدحوا الحكومة الكردية ولا ان يطالبوا بحقوقهم بالحماية لانها ليست مسؤوليتهم.
3- ان لا ينشروا في الاعلام الغريب اية حقائق عن ما يحدث لانه ذلك يضر بالعرب في مدينة الموصل ومستقبل المحافظة. نسى السيد ان المحافظة كادت تصبح جزء من خارطة تركيا الحالية بعد الحرب العالمية الاولى لولا جهود الكنيسة الكلدانية (المطران الصايغ).
4- ان الجرائم التي تحدث ضد المسيحيين هي ليست جرائم، لانهم غير مسلمين بل كفرة لا يؤدون الجزية، لذلك يستحقون الموت فمن يقتلهم انتقاما من امريكا والغرب محق ولا جرم عليه.
5- حسب الاعلام المحلي في مدينة الموصل تلك الجرائم هي عادية تقوم بها المقاومة الشريفة وان تهجير المسيحيين من صالح الموصليين العرب لان المسيحيين فيها مفتاح الاكراد لاحتلال الموصل، لذلك لا يجب التنديد بها.
6- هناك وثائق واثباتات وبراهين مؤكدة ان من يقوم بهذه الجرائم ( احد الاطراف السياسية القوية) لا يريد او لا يستطيع السيد المحافظ البوح باسمه لانه سوف تخلق ازمة سياسية في العراق ومشكلة كبيرة له ويحدث انقطاع شامل بينه وبين ذلك الطرف. لا نعرف هل حماية المجرم اهم من الحفاظ على دماء المسيحيين في الموصل ولا نعرف من يكون يكون هذا المجرم وما منصبه لكي يخاف النجيفي من ذكر اسمه؟ّ
7- هناك افادت من المسيحيين المهددين تخبرنا عن الجهة التي تقوم بكل هذه الجرائم. كما اتى في جوابه (2) وان الجهة المقابلة بلاشك هم الاكراد.
هذه النتائج هي مستخلصة من جواب السيد النجيفي وكذلك من الاجراءات التي اتخذها خلال المرحلة التي كان هو في الحكومة وكذلك من كان قبله في الحكومة.
ان السيد النجيفي وحكومته المحلية ليس المتهم الوحيد في القضية (على الاقل في عدم كشف هوية الفاعليين)، بالتأكيد هناك اطراف عديدة بل نستطيع ان نقول معظم الاطراف في اللعبة السياسية العراقية تريد تهجير المسيحيين بكافة تسمياتهم من العراق ولا نستبعد وجود مؤسسات في دول غربية وصهوينية وراء الموضوع من اجل تسهيل قضية تقسيم العراق الى دويلة شعية وسنية وكردية بعد التخلص من السكان الاصليين. ومن ثم حصولها على المصالح الاقتصادية. والا كنا نرى مواقف انسانية ووطنية ذو اخلاق عربية اصيلة في حماية المسيحيين منذ بداية الازمة او قبل سنتين.
اعتقد حان الوقت لمثقفينا ومؤسساتنا في المهجر ان لا يسكتوا عن الجرائم التي تحصل لاهلنا في مدينة الموصل، وان لا يسمعوا نصيحة السيد المحافظ الذي يتهرب مسؤوليته القانونية والاخلاقية و الحكومية والتي بالتأكيد تصبح تهمة عليه ان لم يفضح اسراره ااكثر وان يقوم بمسؤليته القانونية والدولية كما يجب.
حان الوقت لرفع القضية الى المحكمة الدولية لمعرفة المدانيين اي كان ومهما كان منصبه في الحكومة العراقية ومن تكون طائفيته عن هذه الجرائم .
حان الوقت ان يوحدوا جهوده على كشف الحقيقة، من كان مع العراق ومن كان ضده ومن يريد اقامة دولة القانون ومن يريد تقسيم العراق الى الدويلات بعد ان يُهجر المسيحيين السكان لاصليين.
كحقيقة واضحة من مجريات الاحداث، كل طرف مذهبي او قومي في العراق لديه من يحميه او يساعده، فقط المسيحيين لا يملكون من يحميهم . فالعرب السنة كافة الدولة العربية تضع ثقلها الاقتصادي والسياسي والاعلامي وراءهم، والشيعة هم الاغلبية بالاضافة الى ايران التي تبذل الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على نفوذها في العراق عن طريقهم، اما التركمان تعتبرهم تركيا الجزء المقدس منها، والاكراد لهم حكومتهم وحلفائهم الغربيين الان بعد جهد عسير.
في الختام نقول للمسؤولين في محافظة الموصل والسيد المحافظ الذي لا يستطيع ان يقوم بواجبه، عليه ان يتخلى عن منصبه لمن يستطيع بمهامها القانوني، كي لا يكون متهم في القضية، عليه ان يطلب من الحكومة المركزية ايجاد حلا للقضية، عليه اعلان عن كل معلومة صغيرة في الاعلام عن الارهابيين الذين يقومون بهذه الاعمال و والسعي الجاد لالقاء القبض عليهم وجلبهم امام القضاء، ان لا يقول، لا يستطيع الكشف عن الجهة التي تقوم بجرائم التطهير العرقي التي تحدث ضد شعبنا في الموصل. الا يظن السيد المحافظ في جوابه هذا يوجد دليل على علمه عن المجرم حينما يفضل السكوت، الا يعني سكوته مشاركته في الجريمة.؟!
....................... 1- برأيك ، من يقف وراء استهداف مسيحيي الموصل ، ولماذا اغلب التحقيقات التي تختص بالبحث عن الجهات الضالعة بهذا الاستهداف لا تنشر في وسائل الإعلام ؟
كما أسلفت لدينا الوثائق التي تشير الى علاقة احد الأطراف السياسية، وقد تمت الإشارة لذلك في حينه، ولكن السير في التحقيق والوصول الى نهايته قد يدفع الى التقاطع الشامل وهذا ليس من المصلحة في هذا الوقت.
2- ألا تعتبرون تبادل الأتهامات بين الأوساط السياسية حول المسؤولية في هذه الجرائم، هو محاولة لتضليل الرأي العام، وإسكات المطالبات بشأن تحقيق دولي في شأن هذه الأعمال؟
توجد لدينا إفادات لبعض المسيحيين ممن تعرضوا العام الماضي الى التهديد وتشير الى لغة الذين هددوا وطبيعة تواجدهم، ونحن واثقون بان هناك أطراف تريد استغلال وضع المسيحيين، لإقناع العالم بان العرب غير قادرين على حمايتهم. لأشك ان وضع المسيحيين ضمن دائرة صراع القوى السياسية سيضر كثيرا بهم وعليهم ان يعتزلوا جميع المتصارعين.
#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يقلع الزوان الذي زرعه اللصوص في العراق ؟
-
جرائم حرب دولية ضد المسيحيين في الموصل
-
لماذا احتلت ايران حقل الفكة الان ؟!
-
بطافة تهنئة بمناسبة اعياد الميلاد
-
عيد بأي حال عدتَ على مسيحيي مدينة الموصل يا عيدُ ؟!
-
عندما تبلع الذات الصغيرة انا الكبيرة
-
بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة:دعوة للمناقشة حول دور الفلسفة
...
-
منع عراقيي المهجر من التصويت عمل غير وطني ؟!
-
يوحنا بيداويد يلقي محاضرة عن تاريخ ظهور الفكر الديني في وادي
...
-
لو كنت في محل نوري المالكي؟!!
-
الاصطفاف السني والكردي والشيعي مع انفسهم علامة لهزيمة الديمق
...
-
القديس اوغسطينوس هل هو فيلسوف ام لاهوتي؟
-
مقابلة مع الاستاذ الكبير بنيامين حداد
-
المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي ومعضلة تهميش الكلدان
-
حاكم قرقوش يطبق الدستور في الحمدانية!!
-
كم دولة في العراق اليوم؟!!
-
اهالي قرية صوريا يتحدثون عن ذكرياتهم عن المذبحة بعد اربعين س
...
-
الاسبوع الثقافي السريان الثاني وثماره الطيبة
-
قضية موت الله بين الشاعر العربي ادونيس والفيلسوف الالماني ني
...
-
دور المدارس السريانية ومعلميها على الحضارة العالمية
المزيد.....
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
-
بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
-
قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا
...
-
إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا
...
-
إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد
...
-
مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
-
مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|