أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات-4-














المزيد.....

غربلة المقدسات-4-


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 06:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غربلة المقدسات
جهاد نصره
-4-
في القرن الرابع تفككت الإمبراطورية الإسلامية عملياً وعادت المنطقة إلى ما كانت عليه طوال تاريخها لكن الخليفة القابع في بغداد ظلَّ في موقعه شكلياً يبيع الأمراء الولاة الألقاب، ويستلم هداياهم، وتصله أدعيتهم من المساجد عبر الأثير.
لقد قتل معظم الخلفاء على أيدي أفراد أسرهم، أو حراسهم، أو غلمانهم.. فالخليفة الأمين قُطع رأسه بأمرٍ من أخيه بعد حصار بغداد وأرسل إلى أخيه المأمون ( قطع الرأس فعل إسلامي أصيل )..! الخليفة الهادي قتل خنقاً على أيدي جواري أمه بأمرٍ منها.. بعض الخلفاء قتل على أيدي خدامهم الخصوصيين الذين لعب بعضهم وخاصة الغلمان الوضيئون في تاريخ الإسلام دوراً عجيباً كما حصل للغلام –بدر-وقد كان خادماً خاصاً مدللاً للخليفة ( الغلمنجي ) المعتضد..لذلك وضعه على رأس قيادة الجيش ( والقوات المسلحة )..أما الغلام –بجكم- خادم المكتفي فقد أصبح أمير الأمراء وهي أعلى رتبة متوفرة و-جوهر الصقلي غلام المعز قاد الحملة الغازية على مصر.. وكافور خادم الإخشيديين تحوَّل إلى حاكم مطلق لمصر.. وفي الفترة اللاحقة من تاريخ الإسلام (الزاهر ) وتحديداً منذ الخليفة المعتز أصبحت الأمور بيد الأمراء الأتراك عوضاً عن الفرس حيث قتل المعتز على أيديهم والأتراك أنفسهم قلعوا عيني الخليفة المكتفي وطردوا ابنه الذي أصبح متسولاً في شوارع بغداد.. وهكذا استمرت مسيرة خلفاء الإسلام الذي يود إسلاميو هذه الأيام محاكاتها إلى أن وصل هولاكو أيام الخليفة المستنصر بالله فلم يجد غير خليفة منشغل مع غلمانه، وفقهاء أجراء مشغولون بكتابة تاريخ إسلامي مزيف بدءاً من إلحاق نسب الخليفة ( السفاح) العباسي بآل الرسول محمد كأفضل تزكية له في وجوه الأمويين الذين كان نفس الفقهاء يمدحونهم ويمطرون المصلين في المساجد بروايات عن فضائلهم وهم نفسهم الذين عادوا ليطعنوا في شرعية العباسيين إبان سيطرة الفاطميين بعد حين.. وهكذا كان الفقهاء يكتبون تاريخ الخلافة والإسلام من منظور ولائهم المذل، ونفاقهم المأجور..! وهذا بالضبط ما يفعله فقهاء اليوم حيث يعملون في وزارات أوقاف تشرف عليها من داخلها أجهزة حزبية ومن الخارج ترعاها أجهزة المخابرات وتخصص مساحة إعلامية في الصحافة، والإذاعة، والتلفاز، للفقهاء والشيوخ يلعبون فيها ويمرحون لإشغال الناس بغيبيات ووعود وهمية تماماً كما كان أسلافهم وكأنهم مستنسخون جيلاً من جيل..! إنه لمن دواعي الخجل والعيب كل العيب أن نقول: إن شيخاً واحداً، أو فقيهاً، أو ملتحياً، أو معمماً من آلاف الشيوخ والفقهاء لم تصدر عنه كلمة إدانة، أو استنكار، أو تضامن خلال ثلاثة عقود من عمر البلاد الذاخر بالإعتقالات والمظالم الإنسانية الفظيعة.. لقد اقتصرت فعاليتهم على تمجيد الرعاة من جهة والمواعظ المتواصلة عن العبادات، والمناسك، والصبر مفتاح الذهاب إلى الجنة..! وكل هذا التاريخ البشع كما هو معروف يطمسه الكتاب الإسلاميون الذين حجزوا لهم مقاعد في الصفوف الأولى من جنةٍ لا توجد إلا في مخيلتهم، والفقهاء الذين يختبئون خلف لحاهم وهم يعمدون إلى تكفير من يتجرأ فيكشف بعضاً منه ولكونني مواطن سوري ولست مصرياً ستبقى زوجتي ( أم العيال ) في مأمنٍ من تطليقها من حضرتي بالشرع والسنة والحسبة وغير ذلك من ترهات جهلة الدين الإسلامي الذي صاغه عبقريٌ قرشيٌ اسمه محمد ولكن هيهات فما إن مات حتى عبث الورثة والأصحاب بتركته الثمينة ولم يتوقفوا عن فعل ذلك إلى يومنا هذا..!
28/6/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثابرة الكلكية
- غربلة المقدسات -3-
- حدث في سورية
- بين عالمين
- غربلة المقدسات-2
- غربلة المقدسات
- حلقة ذكر
- تعقيب على مقال
- الوعكة في مرابع الوطن
- كرمى لعيني القومي النبيل
- النظافة لم تعد من الدين في الفلوجة
- اطلبوا العلم ولو في الصين
- تبويس اللحى بين الإخوان والرفاق
- حول هجرة أدمغتنا وهجرة ملائكتهم
- هذا الميت
- شجرة السرو والثرثرة الفارغة
- ويتاجرون بدمائنا
- بيان-حزب الكلكة هو الأقوى
- هذا الزمن العربي الرديء
- القوة الخارقة


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات-4-