علي مرعي
الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا شكّ وأننا بتنا مؤخّرا رهينة لإملاءات الغرب , نحطّ رحالنا حيثما وجدوا الى ذلك سبيلا , ونولّي وجوهنا قسرا أو طوعا شطر البيت الأبيض , ونُفاجأ يوميّا بسيول الدم المتدفّقة من الشعوب بغضّ الوالأدهى من ذلك والأمر نّظر عن أسبابها , حتى أصبح الإعلام الغربي والشرقي يسلّط أضواءه نحوها . ويذلّل الكلمات التي تُساق من هنا او هناك لتفسير ما يحدث , أو حتى لتغليفه كيفا اتّفق,والأدهى من ذلك والامر ان غالبيّة مثقّفينا وعلمائنا قد امتطوا أقلامهم ليوقّعوا بأيديهم على استسلامهم ظنّا منهم انهم بذلك يردّون الكيد الى نحور قاذفيه , مما اودى بنا أن نُحشر في زاوية الإتهام دونما إرادة منا , وكاننا المدافعون عن انفسنا مام محكمة لا ترحم , وكل من دخلها مُدان على رؤؤس الأشهاد , الأمر الذي سبب لنا انتكاسا كبيرا ما عهدنا له مثيلا خلال سني حياتنا الإنهزاميّة , وأصبح شغلنا الشاغل ان نخلق مبررا من هنا , او
شرعة من هنالك , او براءة ممّن لطّخوا سمعة البراءة.
تدعونا هذه الأحداث مجتمعة إلى إيجاد توازن عاجل قي قوى الحوار والإعلام , والى نبذ سياسة الدفاع التي لا طائل منها , والى ضرورة تصويب النقد الى الطرف الآخر من العالم ,لكشف عورته , وفضح سوءاته , ومحاربته بأسلوبه وطريقته , ففي الغرب بلايا يندى لها الجبين ولا أحد يُفصح عنها بتاتا , وفي الغرب قمع وتمييز واستبزاز وامتهان ما بعده امتهان ,فكيف يتمّ السكوت عن هذا , ونغرق نحن في مستنقعنا الآسن الذي خاطته أيدي المجرمين , الذين يعيشون في كنف البيت الأبيض.
إن نظرة فاحصة لأحوالنا , تدعونا لأجراء نقد ذاتي لثقافتنا , والإبتعاد عن تبرير ما لا يجب تبريره ,, وكما تعلمنا فإن القلم الفكري سلاح وضّاء ينير جنبات الظلام التي تسدل علينا ستارها على ثقافتنا . من هنا فإننا ندعو الجميع ان يشهروا أقلامهم لتصيبها بالنقد والنقض تجاه اولئك الذين يرسمون سياساتنا زاعمين انهم اولي الامر . إن الإبتعاد عن سياسة الدفاع , والتوجه الى ثقافة الهجوم هو جزء من الحل الذي به يبتدئ وعلى خطواته ينتهي.
#علي_مرعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟