الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:22
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
من المنتظر ان يصدر اليوم، الثلاثاء، البيان الختامي عن قمة رؤساء دول الحلف الاطلسي المنعقد في مدينة اسطنبول التركية. ومن القضايا الخطيرة التي يتضمنها البيان الختامي، كما أعلن امس، هي ما جاء تحت عنوان "مبادرة اسطنبول للتعاون". ووفق هذه المبادرة فقد قرر رؤساء قمة الاطلسي تدريج علاقات هذا الحلف مع سبع دول "الحوار البحر المتوسطي"، بينها اسرائيل وكذلك مصر والاردن والجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس، واعطاء هذه العلاقات موقع "مشاركة". وماذا يعني موقع أو مكانة "مشاركة"؟ فحسب خطة قمة الاطلسي فإن الترجمة العملية لهذه المشاركة تعني ان تشارك الى جانب قوات الاطلسي البحرية والجوية قوات اسرائيلية ومن باقي الدول المذكورة بقوات بحرية وجوية "تتجول" في بحور واجواء المنطقة، تفتش السفن وتراقب الاجواء وكل من تشك فيه بهدف معلن وهو إفشال تهريب وسائل قتالية، مواد واجهزة لانتاج اسلحة دمار شامل ومنع نشاطات ممنوعة!! وسيطلق على هذه العمليات المشتركة "أكتيف اندفور"! وان حلف الاطلسي سيقدم لانظمة هذه البلدان المساعدات "لمواجهة الارهاب"!!
في رأينا ان هذا التدريج والمكانة والتعاون والمشاركة يندرج في اطار استراتيجية عولمة الارهاب المنظم التي تنتهجها الادارة الامريكية برئاسة جورج دبليو بوش وذلك بهدف الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وخدمة مصالح الامبريالية واحتكاراتها في نهب ثروات وخيرات هذه المنطقة. فالمبادرة المذكورة ليست اكثر من مبادرة لشرعنة القرصنة الارهابية. فهل يؤتمن اللص المجرم الملطخة أيديه بدماء ضحايا جرائمه أن يحرس امن منطقة يقوم بهتك عرض بلدانها وشعوبها وحقوقها؟ وعدم ادراج سوريا ولبنان في مجموعة "الحوار البحر المتوسطي" لتحظى بمكانة "الشريك" مع انهما يقعان على البحر الابيض المتوسط يعكس مدلول هذا الحلف العدواني الارهابي الذي يوجه سهامه ضد كل نظام يرفض التدجين في بيت الطاعة الامريكي. وكيف يمكن التسليم باعطاء من يدوس على حقوق شعب بأكمله ويحتل اراضي بلدان تغسل شواطئها حوض المتوسط ويمارس أبشع الجرائم ضد الانسانية مكانة الحارس عن الأمن في بحار واجواء المنطقة. كيف يمكن التقييم بغير أن ما يجري اقراره من شكل جديد للتعاون بين دول الاطلسي واسرائيل اكثر من مخطط عدواني تآمري ضد بلدان وشعوب منطقة الشرق الاوسط وحوض البحر المتوسط، فاسرائيل الاحتلال والاستيطان وجرائم الحرب التي ترتكبها في المناطق الفلسطينية وتحتل الاراضي الفلسطينية والهضبة السورية لا يمكن ان يكون دورها في اطار التحالف التعاوني الجديد سوى القيام بدور القرصنة الارهابية والبلطجة العدوانية العربيدة في البحر والجو ضد مصالح بلدان وشعوب المنطقة. وأي تحالف تعاوني يجري بلورته في وقت لم تجد القضية المركزية الاساسية – القضية الفلسطينية والصراع الاسرائيلي – العربي – الحل العادل والدائم، فانه تحالف مشكوك في امره وليس موجهًا لخدمة مصالح شعوب المنطقة ولأمنها واستقرارها.
("الاتحــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟