أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - حتى آدم وحواء شتمهم حرام !!














المزيد.....

حتى آدم وحواء شتمهم حرام !!


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 17:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يخطر في بالي يوماً بأني سأقصد شتيمة آدم وحواء ، حتى كان اللقاء العشوائي والذي جرى في إحدى البقاليات في كندا ، وبين المزح والجد ، لعنت أبوينا الأولين كما هي تسميتهم الشائعة ، وإذا إمرأة تقول ، أستغفر الله العظيم ، لماذا تكفر ؟
وللحال برقت أمامي مجموعة تساؤلات ، أتذكر منها :-
أكفر ! بمن أكفر ؟ وهل آدم وحواء موضوع إيمان وكفر ؟ ماكانت خدمتهم للبشرية ؟ لماذا يصدر المؤمنون أحكام عدة وكأنهم قضاة على البشر وفي أمور أحياناً أبعد من السخافة نفسها ، ولم يحكموا لغاية الآن على من يقولوا عنهم الأبوين الأولين ؟
وجواب الأول لنفسي ، إذا كنت بالأساس أعتبرهم إسطورة أو رمز ، وإن خالفت مايصدقه اتباع الأديان، التوحيدية ، وإن النص الذي كتب في سفر التكوين من الكتاب المقدس عن سيرتهم وخطيئتهم والعقوبة التي دمرتهم ودمرت كل البشرية من بعدهم ، له أبعاد أخرى تفوق الحرف المكتوب ، وإن ماذكر عنهم موجود وبنسبة تشابه كبيرة مع أساطير بابلية وسومرية وفرعونية ومختلف الشعوب الأخرى أو مأخوذ منها ، فلماذا لاأستغل أنا أيضاً ذكراهم في مواضيع شتى وإن كانت شتائم ، وحسب مجريات الحديث ، والكتب الدينية هي التي فضحت أمرهم وأثبتت غبائهم لاأنا .
فالروايات الدينية التي ذكرت سيرتهم تقول ، بأنهم رفسوا النعمة وتحدوا أول أمر إلهي لخليقته ، وهذا يعني ، بأنهم إن كانوا موجودين وإن ماذكر عنهم صحيح ، فهم أول من علمنا عدم الأكتفاء ، وأول من عارض وصية الله ، وأول من إحترم مايسمى الشيطان وفضّل كلمته على كلام الله .
ولنعرج بالتفكير عن الله ، ماذا كانت ردة فعله ؟
ماذا تقولون أيها المؤمنون ؟ أكمل ، أو أتركها فيما بيننا كي لايسمع أعداء الله والدين ؟
تقول القصة ، لم يكتفي الله بتوبيخهم ، ولابتأنيبهم ، ولا بقصاص عن الطعام أو حرمانهم من ممارسة حقهم الشرعي كأي رجل وإمرأة في العراء حيث لم لايوجد جينها متطفل أو أقمار صناعية تصوّر ، أو الوقوف كما خلقواً بالبرد القارص مع كم جلدة على الظهر كما تفعل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية عندما يمسكوا فريسة أغضبتهم ، ولمَ لم يكتفي بإعدامهم والبدء بمشروع خلقة جديد أكثر متطوّر ؟ بل مافعله هو معاقبتهم وهذا ما لاأكترث له ، بينما مايدعوا للإستغراب هو العقاب الذي حلَّ بالبشرية جمعاء بسببهم . فإن كانت روايات الخلقة نصوص حرفية لايمكن التشكيك بها ، فأرى من المنطق أن يلعن آدم وحواء كما يلعن المسكين إبليس الذي حرّضهم ، لأننا قد أكلنا الحصرم من جراء فعلتهم تلك ، وماهي إلا ثمرة من الأرض سممتهم وسممت كل من أتى بعدهم ، ولا نكتفي بلعنهم بل أن يتم تجريد الله من صفات المسامحة والرحمة والحب وغيرها .
أليس هذا منطق ، أم المنطق هو ازدواجية الألقاب ؟ أو المنطق في شيزوفرينية المُثُل والتطبيق ؟ والكلام عن الله . حتى في القوانين المدنية يعاقب الشخص المسيء فقط ، أفليس غريباً عن المنطق بأن الله لايعرف ذلك ؟
ولماذا نلوم صدام حسين حتى في قبره ، حينما كان يسجن ويعذب ويعدم أهالي وأقرباء حتى الدرجة السابعة ، وتشمل مكرمته التدميرية الأصدقاء المقربين أيضاً لشخص إختار الإنتماء إلى حزب غير حزبه الشوفيني اللعين ؟
وياليت للأمور أن تصل إلى هذا الحد ، بل سنّت قوانين عقوبات أخرى في حياة الناس على الأرض والتي نسميها الغضب الإلهي الذي يصيب شعوب وأمم أو قبائل ، وحتى أشخاص عاديين عندما تحلّ كارثة طبيعية أو من صنع بشري .
فمثلاً يقول البعض ، الله غضب على مدينةٍ ما لكفرها فضربها بزلزال ، وأخرى براكين ، وأشخاص يمرضون وآخرين يمسخون والواوات لاتعد ولا تحصى .
وياليت للمصائب أن تقف عند ذلك ، فقانون العقوبات هذا يمتد إلى مابعد الممات أيضاً ، فمن يرضى عنه الله وعن تصرفه يكون بنعيم أبدي ، ومن لايعجبه سلوكه إنما لديه بعض الحسنات ، فهذا يعاقب أشد العقاب قد تصل لآلاف السنين من عمر الأرض حتى يعفي عنه ويحوله إلى جنته ( بعد مينتهي فلمه ) . والقوانين الصارمة التي لاتعرف أي معنى للتسامح ، هو مايطلق عليه بالجحيم الأبدي !!
وكل هذا بسبب آدم وحواء ، فهل نشتمهم أم لا ؟
لكن من يعترض على شتيمتهم بحجة الإيمان ، فالسبب بذلك ليس الإيمان بل الخوف من مواجهة ، مواجهة الله .
لأن بشتيمتهم إعتراض على الإرادة الإلهية كما يُزعم ، لأن المؤمنين إعتادوا أن يقولوا بأن لله حكمة في كل شيء ، إلا إنهم وبداخلهم ، يسألوا ، ماالحكمة من خلق آدم وحواء ومعاقبتهم ، ولماذا خلقنا وجعلنا نتحمل وزر خطيئتهم ؟ ألم يعرف بالأساس ما سيكون وهو العالم بكل الأمور ؟
أسئلة تطرح يوسوس ويرتعب من إجاباتها المكَفّرين أكثر من غيرهم ، فيستغفروا ربهم ويقبلوا الأمر وهم صاغرون دون قناعة غير قناعة الخضوع للكلمة التي يعتبروها مقدسة !!.
بينما القراءة الدينية يجب أن تُقبَل على أساس الروح وليس الحرف ، أي أن نقرأ المغزى من النص والهدف منه . فما الحكمة من قراءة نصوص ، بدل أن نعيش من كلماتها بسلام ، تثير فينا الرعب ؟



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسمحوا لي أن أشتم - حلقة أخرة من سلسلة تنفيس
- بدل أن نطلق صفاة لإله واحد ، فليكن لنا أسماء لعدة آلهة
- وهناك أنواع أخرى من التنفيس وأنا لاأعرف
- الاديان والقوميات حافظت عليها البشريه .. ليس حبا بها بل كرها ...
- يوم الحرية الكوني
- الصحافة القندرية مكلفة مادياً
- أبوك يال H1N1 لحكتنة حتى عالسلام
- إلى لجنة إعادة صياغة دستور العراق .. إحذروا التقليد
- إلى أهالي الناصرية الطيبين ، لكم كل الحب
- المجلس الشعبي الطويل الإسم يسعى لتمثيلنا !!
- وأنا أيضاً أقترح تسمية لشعبنا
- إنظر إيها المتعالي – على ظهر من تتسلق
- إسطورة شعيط ومعيط وجرار الخيط
- صورة رجل الدين المشوهه لبدائيين من عصرنا
- وللأناني يوم عالمي
- الإنسان أم رأيه
- كم هي ثقتك عمياء بحكومة أميركا يامنتظر
- صلاة كلب
- لاتقولوا كلداني آشوري سرياني رجاءً - بل مسيحيي العراق
- سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية


المزيد.....




- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زيد ميشو - حتى آدم وحواء شتمهم حرام !!