أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - هل الله عادل وحكيم فعلا ؟















المزيد.....

هل الله عادل وحكيم فعلا ؟


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2896 - 2010 / 1 / 22 - 23:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأت في مواقع إلا دينيين العرب (( مقال يتساءل الكاتب عن نفس المضمون )) ثم يبحث عن صعوبة الاقتناع بان محمد (ص) , أخر الرسل , وحسب قول الكاتب إن هذا يتنافى مع العدل والحكمة الإلهية ؟!!!
بداية أقول ارجوا لا يساء فهمي , فانا لا أهاجم احد , ليس هذا من طبعي أبدا ....
اعتقد إن هناك كثير من الأسئلة الغبية حقاً , ومن ضمنها هذا السؤال , وغباء هذا السؤال لا يأتي من غباء صاحبه , لا بل من السؤال نفسه , لأن هذه الأسئلة لا جواب عليها , وتبقى تدور في دائرة مغلقة , تجعلنا نسير , ونسير ثم نكتشف إننا عدنا إلى نفس المكان , أو كما يقول القول السائد (( بعد الجهد فُسر الماء بالماء)) ...
أقول انه يجب إن يكون الله عادل , وحكيم , ورزاق , وقوي ومتين .... وكل هذه الأسماء بوضعها المطلق وليس النسبي ..نحن نستطيع إن نصف الإنسان بأنه عادل , ولكنها تبقى صفة نسبية , لأننا ساعتها ماذا نعني بكون الإنسان أي إنسان , بأنه عادل ...يكون س من الناس عادل نسبة إلى ص من الناس الذي يكون أقول منه عدلا ..أو أكثر منه عدلا ...بهذا تكون العدالة التي يتصف بها الإنسان لها حدود عليا وحدود سفلى , وتقاس بإنسان أخر ...يكون موجود فعلا ...وقياسا على ذلك تكون باقي الصفات , فالإنسان حكيم لأنه قيس بشخص أخر أكثر منه , أو اقل منه حكمة , كذلك القوة , يكون الإنسان قوي لوجد شخص أخر أكثر منه أو اقل منه قوة وكيف نعرف ...نعرف بالواقع الفعلي , والتجربة حين تكون مواجهه بين اثنان فالأقوى هو الغالب ... وفي الواقع اليومي ..ونعرف العادل والحكيم والأمين من التجارب اليومية , التي يحتك بها الإنسان ....
كذلك يجب إن نأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الطبيعة , والثقافة المختلفة لمجموع البشر , فما يصح لدى هذا الشعب لا يصح لدى الشعب الأخر , وماهو عادل لدى هذا الشعب هو ظالم لدى الشعب الأخر , وماهو مقدس لدى هذا الشعب , نجده مدنس لدى الشعب الأخر , فمثلا من الظلم إن يهجر الفلسطيني أرضه , ويصادر بيته , لكننا نجده من العدل إن يهجر الفلسطيني من بيته , لان هذا سوف يحل محله أخر يهودي يعتقد انه على حق حين هجر الفلسطيني واخذ بيته , فهو يعتقد انه صاحب ارض وببيت تم اغتصابه من الالالف السنين ....المسالة لدينا نسبية جدا , تعتمد العدالة بثوبها النسبي , ولا ينادى أبدا إن تكون هناك عدالة مطلقة في التعامل مع البشر , فأي عدالة مطبقة لا بد إن يكون بها شي من الظلم , وبالفعل إن العدالة المطلقة غير متصورة أبدا بين عموم البشر , لا بل مستحيلة , حتى إننا في إصدار أي حكم لمصلحة معينة , تتم على الواقع المنظور , وفي حالة الحكم لمصلحة شخص لا يحكم له بكل الحق لابد إن يكون هناك حق به نقص ما .....هذه طبيعة الأشياء وطبيعة الواقع المعاش .....
لكننا حين نتحدث عن العدالة الإلهية ....فإننا نتحدث عن العدالة المطلقة ,لأنه من المستحيل عبادة اله لا تتحق به صفة العدالة الإلهية ....فإذا كان يطبق العدالة النسبية (البشرية ) ساعتها فهذه الرب لا يستحق العبادة, لأنه سيكون بشري مثلنا ......
لننتظر قليلا حتى نحلل هذه الإشكالية الحقيقية ....
الصفات المطلقة في الحقيقة مثل (( العادل , الرزاق , القوي ........وغيرها من الصفات )) هذه الصفات غير موجودة فعلا , لكنها تمثل الكمال , والإنسان يسعى للكمال ولكنه غير قادر عليه فعلا , فهو إنسان فاني ...لابد إن يموت , والموت حقيقة يومية مشاهدة لا يستطيع إن ينكرها , لا يستطيع إن يهرب منها أبدا , الموت يسير معه حقيقة مؤلمة موجعة .... إذن مالحل كيف يستطيع إن يحقق الخلود ....
هناك تظهر لنا بحق أهمية أسطورة جلجامش ...فهذا النص يأتي لنا من خلف كل الحواجز ومن الماضي السحيق يبحث في الخوف الأبدي للإنسان ...مما يحمله الغد يحكى لنا ضعف الإنسان وبحثه عن الحقائق ..بحثه كيف وجد الإله أو كيف الإله وجده .... البحث عن الخلود , محاولة الهرب من الموت ....
الإنسان هذا ضعيف , وفي ضعفه يحتاج للقوة , لكن القوة غير متحصله له دوما , هو يقضي فترة محدودة من حياته , بعنفوانه وقوته , لكن باقي حياته هو ضعيف يحتاج للقوة .....
لذلك نجد إن الله يجب إن يكون ليس قوي إنما يكون الأقوى ....
هناك ملاحظة إن الإنسان القوي , والذي يشعر في نفسه القوة الكافية نجده اقل تدينا , الإنسان بينما الإنسان الضعيف نجده أكثر تدينناً ..
لكن في الحقيقة إن القوة هي صفة إنسانية بحتة .....
الإنسان يحتاج إلى الرزق اليومي , وهذه مشكلة حقيقية للإنسان الفقير والعاجز والمعدم , هو لحل هذه المشكلة , والتي تسير معه بشكل يومي , هذه المشكلة ولدت عند الإنسان عقدة حقيقة , وخوف دائم , من عدم مقدرته على تحصيل الرزق اليومي له ولأطفاله , لذلك هو يحتاج إلى قوة عظيمة تساعده في توفير هذا النقص والرزق اليومي , لذلك نجد إن توجه الإنسان بشكل يومي للدعاء لكسب الرزق أصبح فعلا عادة , نحن نجد إن قوة هذا الجانب على الإنسان دعاه في العصور القديمة , وقبل إن تتوحد الأديان في دين سماوي وظهور الأديان التوحيدية الكبرى , كان يقدم قرابين للإلهة قبل الخروج للغزو أو الصيد ....حتى ترضى عنه الإلهة , فيكون صيده أو غنيمته كبيرة ....
الله يجب إن يكون الرزاق بصفته المطلقة ...
لكن الرزق هو عبارة عن حاجات نفسية إنسانية .....
هناك ملاحظة كذلك إن الإنسان الغني نجده اقل تدينناً , والإنسان الفقير والضعيف , نجدهم أكثر تديننا ....
هل نتحدث عن باقي الصفات المطلقة , إن كل صفة مطلقة إلهية هي في نفس الوقت حاجة إنسانية بحتة تماما , , ولو تتبعنا كل الصفات المطلقة , لن نجد أبدا صفة خارج حاجات الإنسان ورغباته , فالله قوي لان الإنسان ضعيف , وهو الحي , والباقي لان الإنسان يموت ويفنى , وهو الرزاق , لان الإنسان بحاجة للرزق , وهو العادل لان الإنسان مظلوم , وهو الواحد , الأحد , لأنه الواحد لا يقسم على اثنين , والاثنين يعني النزاع والاختلاف , وهو الأول , لأنه لابد إن تكون بداية لهذه الحياة , الإنسان والعقل البشري , لم يستطيع لغاية هذا اليوم حل هذا الإشكال المحير فعلا , كيف بدأت هذه الحياة على الأرض .....
هل نفهم ألان كيف بدأت عبادة الله على الأرض ؟!!!!
أنها رحلة طويلة من القلق النفسي والتعب , والظلم , ورحلة طويلة من الشقاء والتعاسة .....
الله هو واحة إيمانية أعطت الإنسانية كل الاطمئنان ....إن الحق سيعود ربما ليس الان , ولكن سيعود لأنه الله اسمه العادل , وأعطته الاطمئنان ....إن هناك قوة خفية مجهولة وغيبية ...ولكن هذا القوة تعطيه الاطمئنان حتى ينام ليله وهو مطمئن على سلامته وسلامة عائلته .... الاطمئنان إن في يوم الغد سوف ينال رزقه الذي يستحقه ربما ليس أكثر ....ولكنه رزقه سيكون موجودا ...لكنه موجود اله ..أيا كان اسمه (( الله, يهوا . الأب , الابن , بوذا )) أيا كان لكن سيكون هناك من يهتم بأنه لإنسانيته الضعيفة .....
الأكثر أهمية إن فكرة الإله تعطي الإنسان قيمة كبيرة جدا وهي الأمل بالحياة , إن الإنسانية مملوءة بشكل فظيع بكل أسباب التعاسة , والمرض والموت , والفقر , والظلم والقهر ..... والألم والأوجاع الإنسانية الكبيرة , والتي حولت حياة الإنسانية إلى شقاء دائم ....إن وجود الإله , أعطى الإنسانية (( الأمل )) , بان يوم غدا سيكون أفضل , أعطت له القدرة على الاستمرارية في هذه الحياة , إنما مجرد فكرة انه إلا توجد هناك عدالة أو حكمة أو محبة في هذه الدنيا سوف يولد يأس فظيع , والنتيجة إن كل الإنسانية ...انتهت منذ زمن بعيد .....
تخيلوا معي هذا الإيمان والذي ساير البشرية منذ البدايات الأولى على الأرض , كم قضية وقضية مرت , وأعطت الإنسان القدرة لتجوز المحن والصعوبات , وكيف أعطى الإنسان القدرة للتحول من شكل مجتمع إلى شكر أخر ....التاريخ يقول لنا إن هناك مفترقات خطيرة في مسيرة التاريخ , لولا الإيمان لم تستطيع الشعوب تجاوز المحن .....في تلك الفترات لم يكن العقل متسيدا , ربما كانت الخرافة هي المتسيدة ....ولكن مجرد الإيمان بشي أي شي ...أعطى قيمة حقيقة للبشرية .
الحقيقة أنا اتفق مع كل الملحدين وإلا دينيين ...بأن هناك مئات الأسئلة المحيرة والتي لا يوجد لها أي إجابة , حول أصل الخلق , وطبيعة الإله , والرسل والأنبياء ....
لكن الحقيقة إن هذه الصناعة الإنسانية المذهلة والتي تسمى (( الإيمان )) كيف يستطيع الملحدين أو إلا دينين يستطيعون إيجاد بديل لها نفس قوة وتأثير الإيمان للبشرية , كيف يستطيعون إيجاد بديل لهذا التأثير الرائع والذي كان وليد الإيمان ....كيف يستطيع إيجاد بديل للأمل للبشرية حني تكون قادرة على الاستمرار أوقات المحن والمصائب والكوارث ...
هل تعطينا المعرفة حل لكل المشاكل الإنسانية , في الحقيقة لا اعتقد , تبقى المعرفة قاصرة ويبقى عقل الإنسان حائرا أمام قوى رهيبة كبيرة , أعطت الإنسانية القدرة على تجاوز المحن .....
الحقيقة إن الله لم يراه احد , والحقيقة إن الأنبياء هم رسل حقيقيون لهذا الإله الغير مرئي , هو خارج نطاق الإثبات , فمهما كانت قوة الأدلة التي يسوقها الدينيون , تبقى صعبة الإثبات .... المحك الحقيقي , في إثبات وجود اله غير مرئي وغير محسوس , والمحك الحقيقي في إثبات حقيقة هذه الرسالات السماوية ....هو الإيمان فقط , فمحمد العائد من غار حراء يتهجد بكلام غير مفهوم , ويقول دثروني دثروني ...كيف يثبت تنه التقى بملاك من السماء واسمه جبريل , كيف يشرح بالأساليب العقلية قصة لقاءه هذا المثير للشك , المسألة هنا ....((أتؤمن أو لا تؤمن)) ...التصديق هكذا وبدون دليل (( أول المؤمنين خديجة وعلي وأبو بكر ))... ومن هنا بدأت مسيرة الإيمان والدين الجديد ....من منطقة غير واضحة المعالم ضبابية الملامح , بدأت مسيرة دين استمر لمدة 1430 سنة وبدون إن يتوقف ...بل انتشر على كل سطح الأرض ... الحقيقة إن العقل يقف مبهورا لهذه المسيرة الكبيرة ... العقل لا يقتنع ولكن كيف يمكن تفسيره هذه المسيرة الإيمانية ....وهي حقيقة على ارض الواقع ليست حلما ولا كابوسا ...ولا وهم ....والعقل نفسه سار يبرر لنفسه كيف حدث هذا ... فظهرت الآلاف الروايات والحجج العقلية في إثبات صحة هذا الدين ...مع المنطقة التي بدا منها ضبابية تسمى الإيمان .
وأخيرا ...
ونعود للتساؤل هل الله عادل وحكيم ؟!!!
نقول يجب الله إن يكون عادلا وحكيما ...لأنه إن لم يكن ...فلا يستحق العبادة حقا!!!!
والحقيقة لو لم يكن هناك اله يعبد لصنع الإنسان له اله يعبد ....



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الكوتا النسائية ؟!!!!
- المطلق واللعبة السياسية
- أي عاشوراء تصومون ؟!!!
- العريفي والسيستاني والتعايش المفقود
- حكاية الجيش العراقي
- نادين البدير ... ومساحات الضوء المفقودة
- نادين وأزواجها الأربع
- الحسين ثائرا
- العراق وأعياد الميلاد
- مركز ذر للتنمية
- محنة العقل العربي
- الصابئة المندائيون
- مجتمع مدني
- متلازمة داون
- العلاج بالخلايا الجذعية
- الخلايا الجذعية
- علاج الزهايمر
- الزهايمر
- القائمة الخديعة
- أشكالية ولاية الفقيه


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - هل الله عادل وحكيم فعلا ؟