أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - لماذا لم يكتمل النصاب في مجلس النواب ؟















المزيد.....

لماذا لم يكتمل النصاب في مجلس النواب ؟


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 20:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المعنى العام لنصاب بكسر النون ـ نِصاب ـ هو التشكيل الكامل الضروري لانجاز اي فعالية تتطلب عددا محددا من العناصر ، والنِصاب الخاص بالتصويت في اثناء الاجتماعات المحددة العضوية وكذا المجالس يعني الحد الادنى للعدد المطلوب حضوره لانجاز أي عملية تصويت على كل ما يتطلب اتخاذه من قرارات ، اما اذا فتحت نونها ـ نَصاب ـ فانها ستعني المحتال الذي ينصب الكمائن للاخرين من اجل الحصول على مكاسب لا يستحقها !
بين فتح النون وكسرها يتمايل الحال بمجلس نواب العراق المنتخب بالبصمة البنفسجية ، بين عدم اكتمال النصاب بسبب التسرب والغياب وبين تمديد عمله للتماهي مع حالة الوضع المشبع بنفس شركاء العملية السياسية الفاسد والنَصاب ، مع اننا نجد جميع الاعضاء في حالة انتصاب !
هي مفارقة لا يمتاز بها الا البرلمان المطهرة نواياه بماء زمزم لغسل الجنابة ، كل الاعضاء في حالة انتصاب ولم يكتمل النصاب اليست هذه واحدة من عجائب دنيا الديمقراطية ؟
نعم غالبية الاعضاء في حالة استنفار ، لان اغلبية الاعضاء ، اعضاء في مكونات وتحالفات حاكمة وممسكة بزمام الامور وهي على ابواب انتخابات جديدة تتطلب منها اظهار جدية وحماسة وكفاءة استثنائية وخاصة في هذه الفترة الحرجة والمليئة بالمشاكل والعثرات ، وعلى اقل تقدير من باب الدعاية الانتخابية ذاتها ، لاسيما وانها تتنافس حد اللعنة من اجل الحفاظ على مقاعدها فيه بل انها تفعل الافاعيل لزيادتها ، الامر كله لا يحتاج الى فذلكة كي نتوصل لحقيقة ان الحالة هي حالة نَصب ، ونَصاب ، وذلك لوجود تعطيل متعمد مع سبق الاصرار والترصد ، نعم هناك تعمد لعدم اكتمال النصاب ، فبحسابات اصحاب المصلحة انه ومن مصلحتهم كمتنفذين ومتنافسين استمرار هذا التعطيل لارباك خطط المنافسين الاخرين الذين ينطلقون من منطلق شرعي في ممارستهم الرقابة التدقيقية على عمل الحكومة المتدخلة بكل قوة وتأثير على اجواء وحيثيات سير العملية الانتخابية التي لم يتبقى عليها سوى اسابيع !
قوى العملية السياسية منقسمة برغماتيا ، منها من يريد تحييد الحكومة وحزب الدعوة الذي يقودها تحديدا للتقليل من امكانات تسخيره لمرافق واموال وثقل السلطة العامة لمصلحته الانتخابية الخاصة وذلك بواسطة تجميد صلاحياتها واعتبارها حكومة تصريف اعمال لفترة انتقالية حتى تشكيل الحكومة القادمة التي ستكون مبنية على افرازات النتائج الانتخابية المجسدة برلمانيا ، وبالمقابل يتم تفعيل عمل مجلس النواب اثناء فترة تمديد عمله ليكرس رقابته على العمل الحكومي ويسرع باقرار التشريعات المتراكمة والضرورية والتي لا تتحمل التأجيل وخاصة في هذه الفترة الحساسة وعلى اقل تقدير حتى يوم الانتخابات القادمة ، وما مقترح قانون السلوك الانتخابي الذي يتحمس له الائتلاف الوطني بقيادة الحكيم والغير مرحب به من قبل حزب المالكي الا واحدا من دلائل الانقسام البرغماتي ، ومنها من يريد ان يكون المجلس في حالة انعقاد لتصفية اعماله ومتبقيات تشريعاته وايضا لممارسة الرقابة على سير وتصرفات الحكومة قبل يوم الانتخابات العامة ثم تاكيد ان البرلمان وليس الحكومة هو المرجع الاول للهيئات الفاعلة والمؤثرة في العملية الانتخابية بل وفي العملية السياسية برمتها كمفوضية الانتخابات وهيئة المساءلة والعدالة وهيئة النزاهة !
الاغلبية العنصروطائفية من اعضاء البرلمان تتصارع لنيل قوائمها المزيد من المقاعد وبالتالي المزيد من المكاسب وهي تتوافق على النسب بعد جر وعر وبعد تدخل الوصي على عمليتها السياسية وراعيها الروحي والميداني المندوب السامي الامريكي في العراق وقائد قوات الاحتلال فيه ، كما حصل تماما اثناء عملية تمرير قانون الانتخابات الاخير في مجلس النواب ، فالتدخل الامريكي والبريطاني كان مفضوحا ولدرجة مخجلة ، حتى ان اوباما شخصيا اتصل بالمتعنتين منهم ـ البارزاني والهاشمي والمالكي ـ وشدد على ضرورة اتفاقهم مع تعهده بملاحقة المشاكل العالقة وبضمانة امريكية ،، والاغلبية ذاتها تتوحد غريزيا ضد اي مسعى عابر للطائفية والعنصرية يتوق لتحويل العملية السياسية برمتها الى عملية وطنية خالصة تتبنى مشروع تحرير العراق واعادة اعماره على اسس وطنية وديمقراطية حقيقية ، من خلال اولا اعتماد قانون لا لبس فيه للاحزاب يشكل دستورا للمشاركة السياسية الصحية لكافة الاتجاهات وعلى اسس من المصالحة الوطنية التي تفتح صفحة جديدة امام الجميع ومن دون استثناء ـ بما يعني الغاء كل التشريعات المتعلقة بالاجتثاث ـ وعدم التغاضي او اعفاء اي مرتكب لمخالفات قانونية قبل وبعد احتلال العراق ، بمعنى ان يكون قانون الاحزاب نفسه منطلقا للمشاركة السياسية التي ستحتم اعادة النظر بالدستور وفق روحية المصالحة الوطنية !
ان البداية التصالحية لعملية سياسية جديدة مقرونة ببرلمان مفتوح على الجميع ومحصن بدستور وطني محكم وقانون ملزم للاحزاب متطلع للبناء لا الاجتثاث ومدعم بفصل حقيقي للسلطات الثلاثة ـ التشريعية والقضائية والتنفيذية ـ مع تفعيل دور المؤسسات الرقابية المستقلة عن الحكومة والمرتبطة بالبرلمان والقضاء ، كالنزاهة والمفتشية العامة ومفوضية الانتخابات ستكون عمادا صلبا لعراق جديد حقا !
لتكن ارادة الناس المعبر عنها بصناديق الاقتراع هي الفيصل ، ولتتنافس الاحزاب على اسس برنامجية وليست شعارية ، احزاب تتبارى على خدمة الناس وتطلعاتها التنموية ، احزاب يختبر ادائها في كل دورة انتخابية ان كانت في السلطة او المعارضة ، احزاب تتبادل السلطة سلميا على قاعدة تكافوء الفرص ، ومسؤولية الدولة في رعايتها جميعا بالتمويل المتساوي ان كانت في السلطة او في المعارضة وتحييد الاعلام المركزي للدولة وكذا قوى الامن والجيش باعتبار ان عقيدتها هي عقيدة الدفاع عن الدولة الوطنية وامن المواطن لا غير !
من اجل كل ذالك يتمنى كل ابناء شعبنا المخلصين ان يكتمل نصاب العمل الوطني بعملية سياسية تتبنى التحرر من كل اشكال الوصاية والاحتلال تتبنى البناء المتكامل لا التحاصص والتقسيم تتبنى البناء لا التهديم تتبنى النزاهة طريقا لملاحقة الفساد تتبنى العمل المؤسساتي الذي سيكون مصدا لاي تجاوز مهما كان مصدره او حججه تتبنى المصالحة الوطنية لا الاجتثاث ، فهل سيكتمل النِصاب ؟



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يجتث شعب العراق !
- هل ستصوت اسرائيل لجمال مبارك ؟
- هيئة الاجتثاث هي من يحسم انتخابات العراق وليست صناديق الاقتر ...
- قالت العرافة سيقتل اغلب اعضاء البرلمان القادم بعملية انقلابي ...
- ديمقراطية طويريج : لكم ان تنتخبونا وليس لكم انتخاب غيرنا !
- كان للعراق جيشا هو سور للوطن واليوم لكل مكون سور !
- من سيحاكم احزاب العملية السياسية في العراق على جرائمها ؟
- شكو ماكو يا دولة رئيس الوزراء ؟
- هل تحتاج قيادة حشع لفتاح فال ؟
- الحكومات الطائفية في العراق غير مؤهلة لانتزاع سيادته من المح ...
- نصيحة مجانية لاصحاب السلطة في العراق !
- تزامن بعضه صدفي واخر ليس كذلك !
- لقاء خاص جدا مع الامام الحسين ع !
- ملاحظات تدقيقية حول سجن نقرة السلمان !
- تأهيل سجن نقرة السلمان في العراق مؤشرأخرعلى افلاس المالكي!
- الدور التأمري للتحالف الكردستاني على وحدة العراق واستقراره !
- الفلافل وهيكل اسرائيل !
- كلنا مع حملة ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين !
- من عجائب الواو !
- من الليبرالية الى الطائفية احمد الجلبي نموذجا !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال محمد تقي - لماذا لم يكتمل النصاب في مجلس النواب ؟