أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر سعيد - مثقفون لبنانيون يحاضرون في سوريا














المزيد.....

مثقفون لبنانيون يحاضرون في سوريا


نصر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 879 - 2004 / 6 / 29 - 07:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا تخلو مناسبة تمر في سوريا حتى نسمع أو نقرأ أو نشاهد مثقفا لبنانيا يحاضر فينا , ويتحفنا بمعلومات ومكتشفات وتنجيمات وعبارات إطناب بلاغية قل مثيلها في لسان العرب , وما علينا نحن المستمعين إلا أن نصدق هؤلاء الأصدقاء والمبشرين الجدد لننام قريري العين . إن المتتبع لهؤلاء يلاحظ : إن لسان حالهم يقول : لا داعي للحديث عن الوقائع الصغيرة كمشكلة البطالة والعمالة بين البلدين , أو مشكلة الأمية والفساد , أو مشكلة هيمنة السلطة التنفيذية المستبدة كعائق للإصلاح المنشود . فلا تعنيهم مشكلة الهاتف والمياه والزراعة والمعتقلين السياسيين للبلدين , ولا المجردين مدنيا من حقوقهم ولا المبعدين عن أوطانهم ... إلى آخر القضايا كالعلاقة السورية اللبنانية وما يشوبها وكيف يجب ان تكون في أحسن أحوالها , إن المهم عند "هؤلاء العظماء" هو الحديث عن الاستراتيجيات الكونية والخارجية , فعندهم لا تحل القضايا الصغيرة ولا تناقش إلا من خلال القضايا العالمية , وأهمها آليات مواجهة الأمبريالية في الساحة الكونية .
أيام عديدة ونحن نتلقى محاضرات بعض اللبنانيين في مراكز مدينتنا الثقافية , لبنانيون تربوا في مناخ الحرية الذي لا يعجبهم قياسا بمناخنا المتوسطي , أجادوا بلاغة الكلام والتوصيف , يحدثوننا عن أنفسنا , عن واقعنا بعكس ما نحن فيه , ويستخدمون أحسن أدوات التحليل المنهجية ليقنعونا أننا بخير ونحن بحال أفضل منهم رغم أنهم يقرون أن دخل الفرد عندنا أقل مما هو في لبنان , يستفيضون في الاستراتيجيات على حساب الواقع , فيخدعوننا في واقعنا ويقذمون الحرية في بلدهم قياسا بغيره تاريخيا . كان آخر هذه المحاضرات , محاضرة للسيدين طوني فرانسيس ومحمد أحمد النابلسي من لبنان الشقيق تحت عنوان – الواقع العربي – في المركز الثقافي في اللاذقية , لقد أزاحوا الموضوع بمهارتهم الخطابية وصار عنوان المحاضرة , أمريكا الحزب الجمهوري والديمقراطي وسياستها في العالم , ولحسن حظنا تطرق السيد النابلسي وهو يتكلم عن أمريكا عن أحداث القامشلي في سوريا وقال : إنها عمل مخابراتي خسيس, الى آخر مقذوفات التفكير التآمري الذي يرمي عيوبه على الآخرين متناسيا دون عناء ما قاله رئيس جمهوريتنا د. بشار الأسد حول ذلك عندما قال : لم يثبت لدينا ان الأحداث من فعل الخارج وهي أحداث داخلية ناتجة عن ظروف سنحاول معالجتها ...الخ كذلك تناسى الباحث قراءة موقف الأحزاب في سوريا المعبر عن كل الأطياف السياسية وكيف عالجت الحدث وقرأته بعيدا عن التحليل التآمري أو التطبيل للمشهد السياسي القائم , كم هو رائع أن يراجع هؤلاء مفهوم البحث العلمي للأحداث وضرورة العودة للوقائع والأرقام واستخدام أدوات التحليل والتركيب للوصول الى أدق الوقائع , لماذا أيها الإخوة تصرون على دور المنفعل لا الفاعل في أحداثنا ؟ بحق الله والسماء ارحمونا إذا كنتم تحبون سوريا , خذوا بحديث الرسول (ص) انصر أخاك ظالما أو مظلوما ( أي بأن ترده عن ظلمه ) ومن ثم أهلا وسهلا بكم أصدقاء لبلادنا نتحاور عن قضايانا التي تتهربون منها رغم علاقتها بالعنوان الذي جئتم من أجله. إنني أعتقد أنه كان من الأجدى بكم أن تكونوا سباقين في الحديث عن مواقع الخلل والفسلد والذي بات السوريون يتحدثون عنه حكومة وشعبا كالاصلاح الاقتصادي والاداري والسياسي ..الخ لماذا تجاملوننا في عيوبنا هل تظنون أننا نطرب لكم ونفرح لمديحكم ؟! صدقوننا أننا نرغب بالحوار والتكامل والتعاون لما فيه خير البلدين . فإذا أراد السيد ناصر قنديل على سبيل المثال لا الحصر أن يناصرنا لا بد من إعادة النظر في بلا غته الخطابية والنزول أيضا من برج الأوهام مساهما بتشخيص الواقع كما هو وكما يجب ان يكون , عندها نقول : إن السيد ناصر ناصرنا وأشعل قنديلا وشمعة في طريقنا. لقد تابعناك أياما عديدة على شاشتنا وجلدتنا بما فيه الكفاية , ألا يحق لنا ان نعبر عن هذا الامتعاض بالقول لك , نعم كنت تصول وتجول بلغة جميلة الى درجة كنا قاب قوسين أو أدنى من تصديقك وكأننا على ابواب الانتصار في أول أيام الحرب على العراق .
فهل آن الأوان أن يكف الأدباء والمفكرون عن أن يكونوا طبالين وزمارين لأصحاب النفوذ ويأخذوا دورهم الريادي والنقدي والكشفي المطلوب ؟
نصر سعيد
اللاذقية – أواخر حزيران



#نصر_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف اتمواطن سوري الى وزيرة المغتربين
- عوائق الحوار الوطني في سوريا
- عوائق المصالحة الوطنية في سوريا


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نصر سعيد - مثقفون لبنانيون يحاضرون في سوريا