معادلة وطنية ..!

أكرم الصوراني

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 18:54
المحور: القضية الفلسطينية
    

المواطن الفلسطيني مهمومٌ بالفطرة ، في الجبر متابعٌ للأخبار ، وفي حساب المثلثات ضلعٌ ناقص ، معيشته الحياتية تأخذُ شكلاً دائرياً ذا بُعدٍ ورائيّ مركّب أُس2 ، مع وضع أقل ما يقال فيه أنه صعب كما مادة الرياضيات الوطنية ، التي يستلزم حلّ حساب جذور ثوابتها في المعادلات الحزبية ، فريقاً خوارزمياً يساهم في فك شفرة الخلافات الفصائلية ذات الحسابات الضيقة المرسومة على شكل فتحة إجبارية في جدار الخزان الجوفي للغاز المقطوع في غزة . تلك معادلة معقدة ، لكنها يومية للفلسطيني ، أينما حل وأينما لم يحل ، في نتيجتها النهائية يلعن أُس الحياة ثلاث مرات يومياً بعد وجبات الماكدونالز التي لا يتعاطاها إلا أصحاب الفيل ، مضافاً إليها الجذر التكعيبي لـ أُس أم الفصائل السالبة ، مضروبة في ديمقراطية تحت الكعب التربيعي لمعاناة الشعب داخل الوطن المفتوح بالضمة الخارجية ..!
ومن داخل المعادلة يتساءل المواطن دوماً عن تأثيره وعن المتغير في حياته وكيفية إيجاد قيمته المستتره ..؟
***
في معادلة الكف ، خمسة أصابع ، والاصبع جزء من اليد ، واليد جزء من الجسد ، وللأصابع استخدامات ومجالات منها اللمس ، والإمساك بالأشياء ، والكتابة .. كما أنها تُستخدم كوسيله مساعده للصوت المكتوم في إدلائه وصراخه عبر ورقة بيضاء خاصة بشيء كان يسمى عندنا بـ الانتخابات ، في هذا الشيء يقوم شخص يدعى ناخب باستخدام إصبعه ثم يقوم بوضع الورقة في صندوق يسمى صندوق اقتراع ، ليكون بذلك قد مارس شيئا يدعى ديمقراطية .. هذا العام لا أدري أين نضع أصابعنا المحرومة من ممارسة لعبة الصندوق ..!
***
قبل أيام رفض والد شاب سعودي الموافقة على زواجه ، الشاب المذكور لم يجد وسيلة للتعبير عن غضبه إلا "بتر عضوه التناسلي ورميه أمام والده .." احتجاجـاً ...!
في غـزّة تنامى إلى علمي أن هناك تحركات لمجموعة من الشباب ، هم أيضاً ، يبحثون ويفكرون في إيجاد وسيلة للتعبير عن غضبهم من استمرار حالة الانقسام وعدم إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري المقرر .. شخصياً أشد على أيديهم وأصابعهم ، وأدعوهم أن يحافظوا على أعضائهـم ..

#أكرم_الصوراني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات