أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الكيلاني - شهيدة دريسدن ... وقتلى نجع حمادي














المزيد.....

شهيدة دريسدن ... وقتلى نجع حمادي


خالد الكيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 17:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما الذي حدث في مصر؟
حدث ما توقعناه جميعاً وأتت ثقافة الكراهية - التي ظل البعض يزرعونها على مدى أكثر من ثلاثة عقود – أكلها، فمن على منابر عدد غير قليل من المساجد، وبعض الكنائس، وشاشات فضائيات الفتاوى والدجل والشعوذة تجري منذ سنوات طويلة محاولات بغيضة ومستميتة لتدمير هذا الوطن عن طريق زرع الحقد والكراهية والتمييز بين أبنائه، رغم كل أنهار الحبر التي سالت على صفحات الصحف وفي دراسات وأبحاث منشورة وغير منشورة، والتي حذرت مراراً وتكراراً من فقه الفتنة الذي استشرى في هذا المجتمع فقسم أبناء الوطن حسب اعتقاداتهم الدينية، وقسم أبناء الدين الواحد حسب درجة إيمانهم التي يقيسونها – وبؤس ما يقيسون – طبقاً للنقاب واللحية والحجاب.
منذ أكثر من 1400 سنة يعيش أبناء هذا الوطن معاً، مرت بهم كثير من المحن والحروب والمجاعات، وكانت أحداث العنف لا تندلع إلا ثورة على المستعمر الغاشم، أو تمرداً على الحاكم الظالم، وحتى عندما حاول الاستعمار الانجليزي اللعب على وتر الطائفية الدينية لم ينجح، بل لم يبال أحداً بالأمر... لأن هذا الأمر ببساطة لم يكن مطروحاً، وفي مصر الليبرالية ترأس الوزارة والبرلمان مسيحيون مرات عديدة، ليس لأنهم مسيحيون... ولكن لأنهم مصريون. ولم يعرف المصريون الفتنة الطائفية، بل لم يتعرفوا على هذه العبارة أصلاً سوى في أحداث الخانكة عام 1972 وبعدها في أحداث الزاوية الحمراء عام 1981، بعد أن كان المد الوهابي الظلامي قد بدأ يتغلغل في الزوايا والشوارع والحواري ... ثم في النفوس، مستغلاً الهزيمة الفكرية والمعنوية للمصريين نتيجة لنكسة 1967.
فشلوا في تقسيم الوطن... وسوف يفشلون، ولكنهم حاولوا وما زالوا يحاولون تقسيم أبناء هذا الوطن. وإلا فليفسر لي أحدكم لماذا تقع يومياً عشرات من حالات الاغتصاب من مجرمين مسلمين على ضحايا مسلمات، ومن مجرمين مسيحيين على ضحايا مسيحيات، ولكن عندما وقعت تلك الجريمة من مجرم مسيحي على فتاة مسلمة تحولت إلى ثأر من كل المسيحيين!!. وليفسر لي أحدكم لماذا عندما قتلت الصيدلانية المصرية مروى الشربيني بيد مجرم متعصب ومهووس – بالصدفة كان مسيحياً – في محكمة دريسدن الألمانية أثناء نظر قضية بينهما، أطلقت عليها الصحف ووسائل الإعلام لقب الشهيدة لأن أصل النزاع كان بسبب السخرية من ديانة الضحية مروة الشربيني، أو بالدقة من حجابها الذي جعلته – وجعلوه جميعاً للأسف – رمزاً لدينها، وهي بالفعل شهيدة - لا بسبب ديانتها – ولكن لأنها قتلت غدراً وغيلة بسبب دفاعها عن مبادئها. نفس هذه الصحف ما زالت تصف الضحايا السبعة في حادث نجع حمادي الذين استشهدوا عقب خروجهم من الصلاة ليلة عيد الميلاد بالقتلى!!، رغم أنهم ضحايا لمجرمين متعصبين مارسوا ضدهم القتل على الهوية ودون تمييز، بل دون سابق معرفة أو نزاع ... وبسبب ديانتهم أيضاً مهما حاول البعض تزويق الأمور أو تزييفها.
وليفسر لي أحدكم لماذا خرجت المظاهرات في مدن مصر وجامعاتها وطالب الجميع بالثأر لمروة الشربيني، ووصل الأمر إلى مطالبة البعض بقطع العلاقات مع ألمانيا... بل وإعلان الحرب عليها، ولم تخرج مظاهرة واحدة دفاعاً عن دم الضحايا السبع الذين استشهدوا والعشرون الآخرون الذين أصيبوا في مذبحة نجع حمادي، ولماذا انتفضت النقابات وعقدت المؤتمرات والندوات دفاعاً عن دم مروة الشربيني ولم يلتفت أحد لدم بيشوي فريد ابن ال16 عاماً أو دينا حلمي ذات السبعة عشرة ربيعاً أو أبانوب كمال وبولا عاطف يسي ذوي ال19 عاماً أو أيمن زكريا توما أو رفيق رفعت أو أمين الشرطة الشهيد أيمن هاشم، هل دماء هؤلاء ليست كدماء مروة؟!، أم لأن حظهم العاثر شاء أن يقتلوا في نجع حمادي وليس في دريسدن!، ولماذا سافر وفد من المحامين على رأسه نقيب المحامين ومكثوا أسابيع في ألمانيا لمتابعة القضية؟، بينما لم يكلف أحدهم خاطره بالسفر لنجع حمادي للدفاع عن دم ضحايا ليلة عيد الميلاد. بل أن معظمهم تخاذل خوفاً عن الدفاع عن المجرم الذي اغتصب طفلة فرشوط... ليس لأنه مجرم أثم يستحق الشنق لو ثبت أنه ارتكب تلك الجريمة الشنعاء، ولكنهم – ويا للعار – تخاذلوا خوفاً من الدفاع عنه لأنه مسيحي!!.
أفهم محاولات بعض الجهات المسئولة في تهدئة الأمور، وعدم تصعيدها، وإبعاد شبح الفتنة... وهذا الأمر مطلوب، ولكنه لا يجب أن يكون أبداً على حساب الحقيقة، ولا يجب أن يكون سبباً للتفرقة بين دماء مروى الشربيني ودماء ضحايا ليلة عيد الميلاد، أو سبباً لأن نجعل من ضحية دريسدن شهيدة، ومن ضحايا نجع حمادي قتلى.



#خالد_الكيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- س وج في قضية أوكامبو والبشير
- جمال مبارك ... حصرياً من واشنطن‏
- الطيب جداً جداً ... صالح
- قضاة ... وقضاة
- لكنه بكاء ... كالبكاء
- مباحث مكافحة الفتاوي
- ثلاثة أسئلة تبحث عن مؤلف
- أزهى عصور التحرش
- قنابل مسيحية في انتظار البابا(1) - الرعية في مواجهة الكنيسة ...
- عفريت العلبة ... لم تخيب الظن فيك
- صورة الرئيس
- يا زمان الشعر... في أسيوط
- استقلال القضاء...ضرورته، ومفهومه، ومقوماته
- يا استفتاءاتك يا مصر!! - في الذكرى الثالثة ليوم الأربعاء الأ ...
- احتكار الوطنية مرة أخرى
- حزب الله .... وحزب الشيطان
- ثلاثون قمة والأوضاع العربية أصبحت في -الحضيض-
- الكاتب والمفكر الإسلامي جمال البنا في حوار مثير 2/2 الحجاب ل ...
- الكاتب والمفكر الإسلامي جمال البنا في حوار مثير 1/2 الإخوان ...
- العالم المصري الشهير صاحب تصميم مكتبة الإسكندرية الذي اتهمته ...


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد الكيلاني - شهيدة دريسدن ... وقتلى نجع حمادي