عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 01:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كعادتهم لم يحرك علماء الإسلام ساكنا و لم ينبسوا ببنت شفة وهم يتابعون الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة هايتي و أودى بعشرات الآلاف من القتلى والمنكوبين، و لا موقف إنساني واحد من عالم دين مسلم ولا كلمة صادقة متعاطفة مع شعب منكوب، ولا برقية تعزية من حماة الحجر الحالك، طبعا كعادتهم عندما تحل الكوارث بدار الكفر سواء تعلق الأمر بزلزال أو إعصار أو غزوة جهادية تستهدف باصا أو صرحا أو طائرة، فهم يفرحون ويهللون و يقيمون صلوات الشكر على ما يصيب أهل الكفر من الدمار والبوار ، أما اذا ضرب الزلزال احدى ثغور الإسلام فلا يتردد عكرمة من دعوة سدنته إلى صلاة الغائب وفتح حساب بكل المصارف السلامية للتبرع بالمال و تحسيس الناس للذهاب إلى المستشفيات للتبرع بالدماء وكأن ضحايا هايتي ليسوا بالآدميين .
والى حدود هذه الساعة ما زال الناس بهايتي يهيمون على وجوههم يرفعون أنظارهم نحو السماء هاتفين بشكل جماعي أغثنا يارب فالزلزال كان عنيفا و الكارثة كانت مهولة و هناك من الأطفال من فقد جميع أفراد عائلته وهناك جثت بالآلاف ما زالت تحت الأنقاض كما أن البنية التحتية للعاصمة بور أو برانس قد تضررت بشكل كبير، نعم قضاء وقدر وحلت الكارثة بأحد أفقر بلدان العالم، فعلى المنتظم الدولي مآزرة الشعب الهايتي ومد يد العون لكي يتجاوز المحنة كما على البلدان الميسورة توفير الشروط اللازمة لتنمية حقيقية وشاملة بهذا البلد بضخ الاستثمارات و تأهيل المواطن الهايتي لإقامة مشاريع تنموية منتجة ...كما على الشعب الهايتي ألا يقبل بالمساعدات المشبوهة خاصة اذا اشتم فيها روائح بني وهاب لأنها سحت وحرام .
أما موقف علماء الكفيت من هذه الكارثة واضح، فالزلزال الذي ضرب هايتي غضب من رب العالمين أما إذا حل بدار الإسلام فهي تجربة لعباده الصالحين ومغفرة لذنوبهم ولو كانت كزبد البحر...
وكم كان مشايخ الاسلام يتمنون لو حلت كارثة مماثلة بواشنطن أو نيوورك أو لندن أو تل أبيب
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟