أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عزيز حيدر - العامل العربي اول عامل اجنبي في البلاد















المزيد.....


العامل العربي اول عامل اجنبي في البلاد


عزيز حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 179 - 2002 / 7 / 4 - 07:02
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


 

"العامل العربي اول عامل اجنبي في البلاد"

في اطار تصوير فيلمه حول البطالة في الوسط العربي في عهد العولمة والخصخصة، اجرى طاق م "فيديو 48" هذه المقابلة مع الدكتور عزيز حيدر، الاستاذ في علم الاجتماع والخبير في شؤون الاقلية العربية والاقتصاد العربي في اسرائيل. اجرت المقابلة اسماء اغبارية واعدتها للنشر منا ل جبور.

 

ما هو وضع العامل العربي في البلاد من وجهة نظر تاريخية؟

عزيز حيدر: مشكلة العامل العربي في اسرائيل كانت وما زالت ناجمة عن المحاولة التاريخية للحركة الاستيطانية الصهيونية فرض العمل العبري، وحرمان العرب من الاندماج في سوق العمل. من جهة اخرى، عانى العامل العربي دائما من تدني مستوى التعليم والمهارات الكافية التي تتيح له الاندماج في سوق العمل الاسرائيلي. لذلك فعندما سنحت الفرصة في الخمسينات للعامل العربي لدخول السوق بسبب حركة التصنيع في البلاد، اضطر العربي للعمل في الاعمال الشاقة مثل الزراعة والبناء.

استمر هذا الحال حتى عام 1966 حين بدأت فترة من التباطؤ الاقتصادي. فوجد العامل العربي نفسه اول المطرودين من سوق العمل، بعد ان كان آخر المندمجين فيها.

 

ما هي اسباب البطالة المرتفعة تحديدا بين العمال العرب؟

حيدر: التحول باتجاه العولمة اثر بشكل ملموس ومباشر على العامل العربي. فمن جهة المهاجرون الروس ثم العمال الاجانب القادمون من تركيا ورومانيا، اخذوا مكان العامل العربي في البناء والزراعة.

من جهة اخرى، ادت التحولات السريعة التي طرأت على الاقتصاد الاسرائيلي باتجاه التكنولوجيا المتطورة (هاي تك)، والاندماج في اقتصاد العولمة الحديث، لتهميش العرب تماما. ويأتي ذلك بسبب عدم تلقي العرب تعليما على المستوى المطلوب لمواكبة هذه التحولات، نظرا لما يعانيه جهاز التعليم العربي من تمييز كبير جدا في الميزانيات والتخصصات.

ولا تقتصر البطالة على الشرائح غير المتعلمة بل تتعداها للقوة العاملة المتعلمة التي تمتلك المهارات والقدرات العالية، ولكن الاجهزة الحكومية والشركات الاسرائيلية لا تستوعبها لاسباب عنصرية، كما ان السلطات العربية الضعيفة الميزانية لا تستطيع استيعابها ايضا.

مشكلة اضافية لا بد من ذكرها هي عدم تطور الاقتصاد في الوسط العربي، بسبب عدم الاستثمار في اقامة مناطق صناعية وبنية تحتية ملائمة لبناء اقتصاد حديث صناعي أو غير صناعي. ويعني هذا ان الاقتصاد العربي لا يستطيع استيعاب عدد كبير من العمال العرب لتطوير المواقع العربية، الامر الذي يكرس تبعيتهم لسوق العمل اليهودية.

 

لماذا لا توجد بنية تحتية عربية؟

حيدر: هناك عدة اسباب، اولها عدم وجود مساحات كافية لاقامة بنية تحتية بسبب مصادرة الاراضي العربية. ثم ان دائرة اراضي اسرائيل غير مستعدة لتخصيص مساحات لاقامة مناطق صناعية او تجارية في الوسط العربي. كما ان الحكومات غير مستعدة لتمويل مشاريع من هذا النوع.

وقد تم في الماضي اقامة مناطق صناعية، لكن بسبب عدم وجود دعم مادي من الوزارات المختلفة، بلغ سعر متر البناء اربعة اضعاف سعره في المناطق الصناعية اليهودية، فلم يعد مجديا الاستثمار فيها. من هنا فضل المستثمر العربي اقامة متاجره ومصانعه في المناطق اليهودية التي تتمتع بكامل الدعم.

الحلقة المفرغة ان ضعف الاقتصاد العربي ينعكس في العائدات الضئيلة من الضرائب التي تدخل ميزانيات السلطات المحلية. وبما ان ميزانيات هذه السلطات من وزارة الداخلية هي اصلا قليلة، فانها تبقى عاجزة عن الاستثمار في اقامة بنية تحتية لتطوير الاقتصاد العربي بنفسها.

 

ما هي نسبة العاطلين عن العمل في اسرائيل عامة وفي الوسط العربي خاصة؟

حيدر: نسبة البطالة في البلاد ككل تبلغ 9% من القوة العاملة. وتتراوح في الوسط اليهودي بين 8 8.5%، اما في الوسط العربي فتصل الى 11.5 12%. هذا هو المعدل العام، والنسبة قد تختلف من مكان الى آخر.

 

ما هو سبب التفاوت في نسبة البطالة بين منطقة واخرى؟

حيدر: اختلاف النسب مرتبط بمدى تطور مكان السكنى نفسه، بقيمة المخصصات التي يحصل عليها، بمستوى التعليم وبفرص العمل التي يقترحها. اماكن السكنى العربية تقع بشكل عام في الهوامش، اما في شمال او في جنوب البلاد. الجليل، حيث يتواجد 62% تقريبا من السكان العرب، يعتبر احد المناطق الاقل تطورا في اسرائيل. الجزء الآخر من العرب موجود في النقب، وهو ايضا احد اقل المناطق تطورا في البلاد. لذلك فمن الطبيعي ان تكون نسبة البطالة في كلا المنطقتين عالية.

 

قلت اثناء اعداد التحقيق لهذه المقابلة ان العامل العربي هو اول عامل اجنبي في البلاد، هل لك ان توضح هذه المقولة؟

حيدر: مكانة العامل العربي تقررت منذ بداية الاستيطان في البلاد. سياسة الهستدروت التي شجعت العمل العبري، وضعت العربي في خانة الغرباء لانه لم يكن عبريا. وحده تطور الاقتصاد الاسرائيلي وازدياد حاجاته اجبر المسؤولين الاسرائيليين على تشغيل العمال العرب.

مع بداية استيراد العمال الاجانب اصبح هناك نوعان من العمال الغرباء. نوع غريب لكنه مواطن يسكن في بلده، وغريب يأتي من بلاد اخرى.

السلطات الاسرائيلية تخشى من الغريب المواطن اذا تم استيعابه وتوفير ظروف عمل مناسبة لتقويته اقتصاديا، لانه يستطيع ان يؤثر سياسيا، ويستغل مواطنته لمقاومة السياسات الموجودة. لذا فمن وجهة نظر السلطات من المفضل الا يكون هذا العامل قويا.

اما الغريب الآخر، فاقل تهديدا اذ انه ليس جزءا من النظام الاسرائيلي، وليس مواطنا. لذلك فهو اضعف من العامل العربي واقل تكلفة حتى من العامل الفلسطيني. هذا العامل لا يؤثر على الصبغة اليهودية للدولة، وإن ازعج السلطات فانها تستطيع ابعاده بسهولة الى بلاده، بينما لا يمكنها ابعاد العامل من الناصرة او من رهط.

 

هل ترى علاقة بين تأزم الوضع الاقتصادي للعرب داخل اسرائيل وبين مشاركتهم في انتفاضة اكتوبر؟

حيدر: لا يمكن عزو انتفاضة اكتوبر فقط لحدث سياسي معين. بل هناك تراكمات كثيرة جدا بسبب السياسات المتبعة نحو العرب في البلاد، خصوصا في المجال الاقتصادي. اننا نتحدث عن فترة ازدادت فيها البطالة، وتدهور الوضع الاقتصادي للسلطات المحلية العربية، وجاءت سياسة براك لتزيد المشاكل الاقتصادية في المناطق العربية. لذا كان من الطبيعي ان نتوقع انفجارا في لحظة ما.

 

ماذا كانت التبعات الاقتصادية لاتفاق اوسلو على الجماهير العربية داخل اسرائيل؟

حيدر: العرب في اسرائيل وعدوا دائما بانه اذا تحقق السلام ستتحقق المساواة، وانهم سيشكلون الجسر لهذا السلام، وقد صدق الجميع هذا الادعاء. ولكن بعد توقيع اتفاق اوسلو اكتشف المواطنون العرب انهم خُدعوا.

ان حاجة حكومة رابين في ذلك الوقت للصوت والقوة السياسية العربية، ادت الى تغيير معين في وضع المواطنين العرب، لكنه لم يكن ابدا تغييرا جوهريا. فقد زيدت ميزانيات السلطات العربية دون تغيير القوانين بشكل يحسن مكانة العرب في البلاد. ولكن سرعان ما عادت السياسة القديمة لتحل محل الجديدة، وعاد وضع المواطنين العرب الى سابق عهده.

 

كيف تقيّم درجة التنظيم النقابي بين العمال العرب، وما مدى وعيهم لاهمية هذا التنظيم؟

حيدر: ليست هناك تجربة واسعة للعمال العرب في التنظيم النقابي، اذ لم يسمح للعامل العربي في اسرائيل بان ينظم نفسه بشكل مستقل خشية تبلوره الى قوة سياسية قادرة على التغيير. وفي النقابات الاسرائيلية كان دائما في النقابات الضعيفة بسبب ضعف موقعه في الاقتصاد. فنقابة عمال البناء مثلا تعتبر اضعف نقابات الهستدروت، والمعروف ان هذه النقابات لم تعمل على تحسين وضع العمال او زيادة وعيهم النقابي.

لا بد من التأكيد على ان السياسات الاسرائيلية ترى في أي شكل من اشكال التنظيم العربي المستقل حركة معادية للدولة. من ذلك مثلا معارضة السلطات وعدم اعترافها بلجان الطلاب الجامعيين العرب.

ان تشكيل تنظيمات عربية مستقلة كان دائما امرا صعبا. لكني اعتقد ان الامكانية اليوم اصبحت واردة لتشكيل تنظيم عمالي عربي لتحصيل حقوق العمال. لن يكون الامر سهلا وسيحتاج لوقت طويل ولمجهود كبير، لكن القوى العاملة العربية اليوم اكثر استعدادا ووعيا لاهمية التنظيم المستقل.

 

ما قولك في الادعاء الذي يرى انه لم تعد هناك طبقة عاملة بسبب البطالة المنتشرة، وكيف يكون بالامكان بناء نقابة لعاطلين عن العمل؟

حيدر: عندما نتحدث عن نقابة فاننا نعني نقابة لجميع العمال، العامل منهم والعاطل عن العمل. العاطل عن العمل كان في الاصل عاملا، وفقدانه لعمله لا يعني فقدانه الحق في البقاء في النقابة. العكس هو الصحيح، ففي هذه الحالة يكون على النقابة ان تدافع عن حقوق العامل واعادته لمجال العمل من جديد.

 تموز 2002 العدد154 - ِالصبار



#عزيز_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حصيلة بقتلى العاملين في المجال الإنساني خلال 2024
- 4th World Working Youth Congress
- وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر ...
- بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
- النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر ...
- وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر ...
- الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عزيز حيدر - العامل العربي اول عامل اجنبي في البلاد