أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مسعود عكو - ضعفاء النفوس واغتنام الفرص














المزيد.....

ضعفاء النفوس واغتنام الفرص


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


منذ بداية الخليقة, وجد الاستغلال, وتكون الطمع, وازدادت شراسة الانسان يوماً بيوم, وازدادت أساليب القهر, والاستغلال, والطمع, وتعددت أشكالها.

فبدأت حواء باستغلال أنوثتها لتغوي آدم, وما كان إلا أن أنقاد آدم ورائها, فغضب الله عز وجل عليه, وأنزله من الجنة المباركة إلى الأرض الملعونة.عندما قتل قابيل أخاه هابيل في سبيل نيل حصته من زواج الأخوة, ارتكب أول جريمة بحق البشرية, وأورثت هذه الأفعال الطباع الغير إنسانية في البشر, وما كان قابيل قاتلاً لهابيل لولا طمعه في أموال الدنيا, ومتاعها, وانتشرت هذه الظواهر في كل أصقاع المعمورة, فتطورت مع تطور الشعوب, وتقدمت بازدهار الحضارات, فاستغلت أممٌ أمماً غيرها, وشعوبٌ شعوباً غيرها, ودولٌ دولاً غيرها, وكان أصغرها استغلال بشرٍ لبشرٍ غيرهم, ولم يكتفوا بهذا القدر من الاستغلال, وكسب النفوس, واغتنام الفرص, فصاروا يبيعون كل شيء في سبيل زيادة أملاكهم, واتساع رقعة أراضيهم, ومنهم من كون إمبراطوريات شخصية, وأساطير باشاوية, وزعامات أغاوية, فكانوا دائماً مع الأقوى, وخلف السلطة, ورجالها الغيورون على مصالحها.

لأن المصالح المشتركة تضفي على العلاقات المودة, والحب, والانقياد وراء تلك المصالح, فيصير الإنسان إلى بيع نفسه في سبيل أن يكثر من أملاكه, ومكتسباته حتى, ولو كانت على حساب أي شيء في حياته. المهم هو جمع المال وتكثيف الأملاك وزيادة رقعة الأطيان.

إن الانتفاضة الكوردية التي ابتدأت من القامشلي, وانتهت في دمشق, وحلب, وجميع المناطق التي يقطنها الأكراد في سورية. أنتجت الكثير من المشاكل, والأضرار, وولدت الآلاف من المعتقلين, والمئات من الجرحى, والعشرات من الشهداء, والمقعدين. بالإضافة إلى الملايين من الخسائر المادية بحق المتضررين من جراء عمليات السلب, والنهب, والسرقة الموصوفة, والتي كانت على مرأى من عيون العسكر, ومباركة الأمن, وخلف أضراراً كثيرة بأملاك الدولة من جراء كب جام الغضب الشعبي إثر الأحداث المؤلمة, والتي كانت شرارتها الأولى الملعب البلدي في القامشلي, وكانت بيد مجموعة فتنت بين الكورد, والعرب, واستغلها ضعفاء النفس لتمرير حوائج شخصية, ومصالح فردية بدءاً من بعض العشائر العربية التي كانت تكيد في نفسها غياً, وكرهاً للشعب الكوردي في سورية, وانتهاء اليوم بمبادرة مجموعة من الوجوه العشائرية الكوردية إلى تبيض الوجه, والصيد في برك عكرة مستنقعاتها قذرة, ورائها مصالح معروفة لكل صغير, وكبير من أبناء شعبنا الكوردي في سورية.

كان حري بهؤلاء الثلة من الوجوه أن يتقدموا بطلب إلى المحافظ يلحون عليه أن تقوم الدولة بتعويض المتضررين من عمليات النهب, والسلب, وتقديم العلاج المناسب, والأموال اللازمة للجرحى, وتعويض أسر الشهداء, والمقعدين من جراء رصاصات العسكر, وقبل كل هذا إطلاق صراح جميع الموقوفين, والمسجونين بدون أي سبب سوى أنهم عبروا عن غضبهم من جراء ممارسات أساليب قمعية لم تكن الحاجة داعية إليها. كان بالامكان معالجتها بأبسط الطرق. وأسهل الوسائل, ولكنهم في النهاية فضوا بكارة الخوف, وطالبوا بحقوقهم المهضومة, والممنوعة من صرف الحكومة منذ أكثر من خمسين عاماً.

كان الأجدر بهؤلاء الوجوه أن يطالبوا المحافظ بإطلاق سراح الأطفال اللذين اعتقلوا في الأيام الأولى من الأحداث لا أن يطالب أحدهم بتقسيط فاتورة الكهرباء لمشاريعه الزراعية, ولا يتوسل الأخر أن يتدخل المحافظ في سبيل فض الخلاف بين عائلة الباشا, والعرب في رأس العين, علماً أنه كانت عائلة الباشا لم تكن تدري بهذه المبادرة, ولا يطالب الأخر ببديل عن سند ملكية أرضه من جراء حرق دائرة حكومية في عامودا, ويقوم أخر بسرد الأكاذيب, وتنشيد النفاق على التلفزيون, وهو يعلم عز المعرفة بأن كلامه كله هراء, ونفاق, ولا يبغي من ذلك سوى مصالح فردية. كان قد التمسها قبل الأحداث بكثير من الوقت.

إنني ومن واجبي كمواطن سوري أولاً, وككوردي ثانياً, أتمنى أن لا تنجر هذه الفئة من الوجوه العشائرية وراء هذه الفتنة, واللذين نرنو إليهم كشخصيات وطنية لها مكانة اجتماعية ليست بقليلة في مجتمعنا الكوردي, واللذين نتطلع بعين واثقة بأن بإمكانهم أن يلعبوا دوراً أكثر أناقة, ونظافة في سبيل أن يثبتوا لعوائلهم وعشائرهم, ومجتمعهم بأنهم أناس جديرون بالثقة, ومحل إعراب, وتقدير في المجتمع, وإلا فأننا نقدم بهذه البادرة الدليل القاطع والبرهان الساطع بأن ما جرى في آذار المنصرم لم يكن سوى شغب كوردي, وتعدي على حرمات الغير, ونثبت بأننا مجرمون, ومن واجب السلطة معاقبتنا, وتخويننا لأن ذلك يعكس فعلاً مخططاً خارجياً لم يكن الهدف منه سوى تعكير صفو الحياة, وزعزعة الأمن, والاستقرار على غرار ما جاءت في تهم الموقوفين, والمحالين إلى القضاء فننتقل من موقع البريء إلى مكان المتهم, ومن مكان الدائن إلى موقع المدان.

إن هذه الإجراءات لا تخدم شعبنا الكوردي بوجه خاص, ولا الشعب السوري بعموميته. لأن ذلك يعتبر بادرة لأن تطلق تلك الفروع مرة أخرى العنان لرصاصاتها, وتستبيح الأعراض, والأملاك, وتقضي على أي محاولة في سبيل الضغط عليهم لحل مشاكلنا التي استفحلت, والتهبت جراحنا, وغمض العين عنها منذ أمد بعيد. لذا نتمنى التريث والتفكير قبل المضي قدماً في محاولات كهذه. هدفها الوحيد هي مصالح شخصية, وفوائد مادية, واحتكارات اجتماعية غرضها تلطيخ السمعة الكوردية الطيبة, وتشويه الصورة الكوردية البريئة.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمليات الانتحارية فدائية في العراق إرهابية في السعودية
- يؤسفني الرد على أمثالكم
- نقد وانتقاد كله تجريح للذات
- ما الغريب في سجن أبو غريب؟!
- سياسة المنجمين وسياسة المثقفين
- الإناء ينضح بما فيه
- حقيقة لا بد منها
- وإذا القامشلي سئلت بأي ذنب قتلت
- حرية المرأة والقوانين الدولية
- عاشوراء الدم ... عاشوراء الشهادة
- حقد عربي أم عربي حاقد ميشيل كيلو نموذجاً
- سجالات رخيصة على طاولة مستديرة
- فدرالية كوردستان أدنى من الحد الأدنى
- إسلام متطرف أم تطرف إسلامي
- تحية عطرة إلى شهداء المجزرة
- الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة
- الدونكيشوت ديلامانشا بأشكال متعددة
- الفجر الأحمر
- المؤامرات الدولية بحق الأمة الكوردية
- تجاوزات يومية لمواد دستورية


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مسعود عكو - ضعفاء النفوس واغتنام الفرص