دبلوماسيتنا....في الاتحاد الأوروبي

زياد أبوالهيجاء

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 09:56
المحور: القضية الفلسطينية
    

يعقدفي مدريد هذا الأسبوع , اجتماع لسفراء فلسطين لدى دول الاتحاد الأوروبي , برئاسة الدكتور رياض المالكي, وزير الخارجية, وصاحب هذه السنة الحميدة في عقد لقاءات دورية للسفراء الفلسطينيين , حسب المجموعات الاقليمية , وسفراؤنا في أوروبا سيق لهم أن اجتمعوا برئاسة الوزير , خلال السنوات الماضية , في أنقرة فمدريد فأثينا, وكان لتلك الاجتماعات دور في تعزيز العمل الدبلوماسي الفلسطيني وفي التعامل برؤية موحدة واضحةمع أهم مجموعة دولية .
وعلى جدول أعمال اجتماع مدريد , بنود طموحة , قد لاتكفيها أيام اللقاء الثلاثة , وتتسم هذه البنود بالشمولية وبالعمومية , مع أن التفاصيل مهمة في هذا الاجتماع , ومع أهمية النقاش والحوار وصياغة المقترحات العامة فان بعض التفاصيل ينبغي الخوض فيها , وفي مقدمتها الجهد الاعلامي والثقافي لهذه السفارات التي يجب أن لاتكتفي بالعلاقات مع وزارات الخارجية , فمن ميزات الاتحاد الأوروبي قوة المجتمع المدني وتاثيرة , فلا بد من علاقات يومية متينة مع مؤسسات هذا المجتمع, ومن أضعف الايمان , رعاية مواقعا الكترونية بلغات الاتحاد الأوروبي , وينبغي ايجاد بنود في ميزانيات السفارات لهذه الغاية , والكلفة بالمناسبة قليلة , ولاتعادل شهريا أكثر من بضع ليترات من البنزين أو بضع دقائق من المكالمات المطولة مع رام الله , وللبنزين , كما للمكالمات , مكانة محترمة في الموازنات.
وأحسب أن أصحاب السعادة , متنبهون , وهم النابهون , الى أن الساحة الفلسطينية في أوروبا , غدت ملعبا مريحا لحركة حماس المحتضنة من جماعات الخوان المسلمين , بينما أنصار منظمة التحرير متفرقون , غارقون في اختلافات ادارية وشخصية , يفاقمها غياب مركز موحد لرعاية نشاطهم ودعمه , فهناك دائرة للاجئين في المنظمة ودائرة للمغتربين يرأسها عضو في اللجنة التنفيذية وهناك دائرة للمغتربين في وزارة الخارجية , وهناك المجلس الوطني الفلسطيني , والذي من المفترض أنه برلمان كل الفلسطينيين في كل العالم, ويمكن للسفارات من خلال علاقاتها اليومية بالجاليات الفلسطينية ان تلعب دورا مبادرا لتشكيل برلمان للفلسطينيين في اوروبا او رابطة تجمع المؤسسات القائمة, أو انشاء رابطة لفلسطينيي أوروبا , خاصة وأننا نشهد تزايدا لمنظمات أهلية على مستوى أوروبا , مثل اتحاد الطلبة الأوروبيين.وعدد أخر من المنظمات المهنية والنقابات وهيئات حقوق الانسان التي تعمل اليوم على امتداد المساحة الأوروبية .


لقد تغيرت الأحوال , ولم يعد افتتاح سفارات فلسطينية , في أي عاصمة , يسجل مكسبا في حرب نقاط خضناها ضد اسرائيل , فقد كسبنا الاعتراف الدولي , وتحملنا أعباء مالية تنؤ بحملها دول مزدهرة,في سبيل ذلك, اليوم .. تغير الهدف , فلم نعد نبحث عن مهرجانات تعاطف وتضامن ينتهي مفعولها على الحبال الصوتية الملتهبة للهاتفين لحرية فلسطين وشعبها ,وصار المهم اليوم الحصول على موقف سياسي يشكل مظلة لدعم مباشر لشعب يعبد فعلا الطريق القصير والمكلف لدولته المستقلة,
وفي هذا الاطار , فان البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في عواصم الاتحاد الأوروبي , تتحمل مسؤوليات هامة , في ترجمة الموقف الأوروبي الى دعم ملموس , وفي زيادة الالتفاف المدني الأوروبي , حول السياسة الايجابية للاتحاد ازاء فلسطين , وخاصة توصيات الاتحاد الصادرة في 8-12-2009 , والتي عبرت بوضوح كامل عن موقف لايحتمل تفسيرين نتضاربين : دولة فلسطينية على كامل الأراضي المحتلة في الخامس من حزيران , والقدس عاصمة لدولتين .
هذا الموقف , يجب أن لايترك في قائمة تسجيل المواقف , بل لابد من العمل لتفعيله والاستفادة القصوى منه في العمل الدؤوب لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة , والمحمية بمظلة الشرعية الدولية وتحديدا مظلة الاتحاد الأوروبي , القوة العالمية المتنامية والأكثر قربا وتفهما لقضايا الشرق الأوسط , بل ربما , الأكثر مسؤولية أخلاقية , فقضية فلسطين في أحد جوانبها قضية أوروبية...ألم يدفع شعبنا فاتورة حرب أوروبية لاناقة لنا فيها ولاجمل؟ الحرب العالمية الثانية التي أنضجت على نيرانها الحلم الصهيوني المريض , فلماذا لايكون حل القضية الفلسطينية أيضا مسؤولية أوروبية؟ أو على الأقل بمشاركة أوروبية نوعية وبثقل متميز.
علاقاتنا بدول الاتحاد الأوروبي , تحتاج الى مزيد من الاهتمام , فقد تكون التعويض الحقيقي عن غياب حليفنا المرحوم : الاتحاد السوفياتي ...ولعل من حجر الأساس في الاهتمام الفلسطيني بالعلاقة الأوروبية , يكمن في رفع كفاءة البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في دول الاتحاد الأوروبي .

#زياد_أبوالهيجاء (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات