|
وحرّم الله العنصرية على الشعوب، وأباحها لليهود فقط
غازي أبو ريا
الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:51
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
اعتقد ان الشعب الاسرائيلي، اقرب الى الجنون من أي شيء آخر. شعب عاش وما زالت غالبيته تعيش كأقليات فيها الاغلبية.. أي في اسرائيل.. فيها، يضرب الشعب اليهودي مثلا للعالم في كيفية معاملة الاقليات. ويقدّم نموذجا للطريقة التي يجب ان تتعامل فيها شعوب العالم مع الاقلية اليهودية فيها.
الشعب اليهودي في اسرائيل وبنسبة 64%، يؤيد تهجير العرب في اسرائيل وطردهم خارج الحدود. وعندما تقول العرب في اسرائيل، فنحن نتحدث عن سكان البلاد الاصليين عن الشعب الذي حدد مناخ البلاد وترابها شكله وملامح وجهه. عن تاريخ يمتد الى ما قبل التاريخ.. هؤلاء هم الذين يتمنى اليهود القادمون من اوروبا وامريكا وافريقيا طردهم. ولماذا؟ لأنهم عرب؟!! وبعد هذا كله – يستغرب اليهود – كيف تنشأ في المانيا وفرنسا وبريطانيا وامريكا حركات معادية للوجود اليهودي!! يستغربون الاعتداء على مقبرة يهودية في فرنسا – ولا يجدون غرابة في رغبتهم طرد مليون عربي عن وطنهم؟!! هذه العنصرية اليهودية التي تنمو في ظل حكومة متطرفة.. وفي ظل احزاب يمينية سافلة عنصرية، تعبئ الشارع اليهودي حقدا، وتربي الطفل على كراهية العرب.. هذه العنصرية.. لا تجد في المؤسسة من يحاربها.. ثم تنمو وتكبر وكأنها غرسة طبيعية.. فلا احد في المؤسسة يتوقف قليلا. يراجع نفسه، لا احد يطلب دراسة الظاهرة ووضع الوسائل لمحاربتها.. ولا وزارة التربية والتعليم تشعر بأن هناك حاجة لوضع برنامج تربوي لوقف العنصرية والكراهية. وكأن العنصرية طفل مدلل، يحق له بأن يعبث بحاجات الجيران، وتكسير الالعاب.. الحكومة والوزارات وكل المسؤولين، يصرحون صباح مساء، بضرورة وقف التمييز ضد العرب.. وضرورة اتباع سياسة تمييز به "لصالح العرب، حتى تتم مساواتهم باليهود.. هذا كلام اللسان والشفاه والصحافة. اما التطبيق فكله جهد متواصل لتعميق التمييز.. للتضييق على العرب.. لخنقهم.. حتى يرحلوا عن البلاد بسلام.. لحظة، وعلى مهلكم يا 64% من اليهود.. لحظة ايتها المؤسسة التي يقطر لسانها عسلا.. وايديها تطبخ السم لنا.." لحظة.. على مهلكم!! ان شعار "الترانسفير" اصبح كالحا بأعيننا.. لا يخيف طفلا.. وحتى الجبان منا يشعر بأنه اسد كلما سمع كلمة "ترانسفير" واذا كانت دولة اليهود غير قادرة على قبول الآخر فيها.. وتبغي طرده.. فأهلا وسهلا.. نحن الآخر.. نحن الذين ستشنّ الدولة علينا حرب تهجير.. وبما ان البلاد لنا.. فأهلا وسهلا بالحرب الاهلية.. نحن في كل مكان في الدولة.. وسنقاوم في كل مكان.. نقاتل من يأتي ليخرجنا من ارضنا وبيوتنا.. اعلنوا الحرب علينا.. لا نريد دعما من احد في الدنيا.. ليتفرج العالم علينا وعليكم.. وسنرى في نهاية الحرب من سيخرج منبوذا في العالم.. نعم، لا نملك أي سلاح، لا نملك قوة عسكرية. لكن نملك قوة التمسك بوطن لا نعرف غيره.. وقوة اخلاقية وانسانية.. وكل ما تملكون هو القدرة على القتل.. القدرة على التدمير والتخريب.. تملكون القدرة على ان تكونوا خارج الاخلاق الانسانية.. هيا.. هيا!! ابدأوا بتنفيذ الترانسفير.. 64% من اليهود مع تهجيرنا!! والحكومة ساكتة!! وكلاب تنبح كلما رأت عربيا او سمعته.. كل هذا، نعم يؤلمنا، يبعث فينا التشاؤم واليأس من نوايا الشعب اليهودي في طلب السلام.. لكنه يزيدنا شفقة على الشعب اليهودي الذي حملناه معنا في السرّاء والضرّاء. لقد حضن العرب اليهود طول 1400 سنة.. منحوهم الامن، الحرية، ولم يشهد التاريخ العالمي حتى يومنا هذا احتضان شعب لشعب آخر.. كما فعل العرب مع اليهود.. لقد كانت بلاد العرب البيت الآمن لكل يهودي.. حتى جاء الفكر الصهيوني فالتقى مع قوى الاستعمار والاستغلال، ليكون حريتها في طعن العرب.. وهكذا، في اللحظة التي وجد الشعب اليهودي نفسه قويا بدعم الاستعمار وقوى الاستغلال، نسي كل فضل العرب وعمل بتأثير القيادة الصهيونية جيشا لمصاصي الدماء من الغرب. بالطبع، سيقول "الوطنيون" اليهود، هذه مقالة "لا ساميّة". هذا تحريض على اليهود!! هذه تعابير نازية؟! نعم، ان 64% من اليهود يريدون طرد العرب من اسرائيل.. واحزاب ووزراء يطالبون بحل للعرب في اسرائيل.. يشبه "الحل النهائي" الذي تبنّاه هتلر ضد اليهود.. ولكن ليس بالقتل.. بل بالحسنى!! تهجير العرب بالحسنى!! تهجير بغير قتل؟!! نعم، هذا قد يحدث في عالم الاغنام والماعز.. اما التهجير في حالتنا، فهو انهار من الدم في كل بقعة ارض تصلها جيوش التهجير.. نعم، لقد تزامنت في السنوات الاربع الاخيرة، اسوأ ادارة امريكية.. مع اسوأ حكومة اسرائيلية.. مع اقبح وجه يطل به المسلمون على العالم، مع اردأ حالة عربية.. لكن كل هذا، لا يجعل العرب في اسرائيل رهائن عند الـ 64% من يهود اسرائيل.. ولا رهائن ليهود العالم واسرائيل وان اتحدوا 100% على نفس الطريق.. لن نكره.. لن نحقد.. ولن نبادل الـ 64% كراهية بكراهية.. سنواصل العمل السياسي باتّزان ومسؤولية.. ونعتبر من يرغب بتهجيرنا ضحية الديماغوغية العنصرية.. سننظر اليهم كحالات مشوّهة تحتاج الى علاج.. ونواصل طرح مبادئ السلام للجميع والمساواة والامن للجميع.. لكن، لا بد من همسة بأذن السماسرة من ابناء جلدتنا.. والذين بدأوا تطبيق الترانسفير ضدهم وضدنا.. ويعملون لقاء ثراء زائف وزائل.. لاقناع اهلنا ببيع اراضيهم لليهود بأسعار مغرية، مستغلين الوضع الاقتصادي المتردي. اهمس ونهمس بأذن هؤلاء قائلا: ان باروخ غولدشتاين جزار الخليل اشرف منكم؟!! فالسفاح المذكور قتل عشرات.. وانتم تمهدون الطريق لقتل مئات الآلاف.. انكم بعملكم هذا، تغرون المؤسسة العنصرية والاحزاب السافلة بالتمادي.. وكيف يدافع اولادنا عن "وطنهم" حين يكتشفون بأن الآباء باعوا الوطن؟!! هذه العنصرية المنفلتة في اسرائيل مهزومة حتما – وسيقتلها حقدها.. والمسألة ليست في الانتصار عليها.. فهذه قضية لا نقاش عليها.. لكن مهماتنا تكمن في الخروج بأقل خسائر ممكنة من الحرب معها وعليها.. ومن شروط ذلك، ان لا نواجه العنصرية بعنصرية.. والا نواجه الكراهية بالكراهية.. وان نستمر بخطاب عقلاني لتجنيد قوى السلام اليهودية معنا، وأن نمنع "ترانسفير" ارضنا للحركة الصهيونية.. ولا بد من اجتماع الاحزاب العربية الممثلة في الكنيست على وجه السرعة، لتحذير حكومة اسرائيل والمؤسسة الحاكمة، بأننا، سنبعث وفودا الى كل دول العالم لتشرح لشعوب الارض موقف غالبية يهود اسرائيل من الاقليات في الدولة العبرية. وضروة نقل هذا الموقف للجاليات اليهودية في اوروبا وامريكا، حتى تتبين هذه الجاليات، ذلك الخطر الذي قد يحيط بها من النموذج الذي تقدمه دولة اليهود في التعامل مع الاقليات.. دقّت ساعة الوحدة والعمل.
#غازي_أبو_ريا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القذافي والعمودي، ضلعان لمثلث نحن قاعدته
-
كارثة فلسطين باسامة بن لادن.. ما زالت مستمرة
-
المسلمون في اوروبا رهائن عند الغرب ام عند بن لادن؟
-
الانتخابات في ايران بركان خمد ام زلزال قادم
-
محاولة بائسة لإثبات ان الرئيس ليس هو الله
-
جنيف - صرخة ضمير في زمن العهر القومي والديني
-
جامعة العرب عِلة وعالة، وتفكيكها واجب وطني
-
كوكاسراب- بالمجان في أسواق القومجيين والدينجيين
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|