أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشدي بكاوي - قراءة في عمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وسط الشباب















المزيد.....


قراءة في عمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وسط الشباب


رشدي بكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 00:32
المحور: حقوق الانسان
    


‏ بادئ ذي بدأ, بعض العناصر الأساسية في موضوعنا تستوجب التعريف. ‏
‏ إن موضوع الشباب في بلادنا " المغرب" كان ولا زال موضوع تجاذبات و تقاطبات لعدة تيارات ‏سياسية, عملت في المجالات التربوية والثقافية و النقابية, و أجمعت على انه فئة اجتماعية ذات مصالح ‏مختلفة, ويمكن كذلك, من جهة, أن نفصل تربويا بين فئة اليافعين المحددة بين سن 12سنة و 18 سنة, ‏
ومن جهة أخرى, أن نحدد فئة عمرية زمنيا محددة بين سن 18 سنة و 24 سنة و أخرى
بين سن 24 و 30 سنة.‏
إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عرفت تاريخيا انفتاحا على الشباب, ففي مرحلة أولى كانت الفئة ‏العمرية المحددة بين 18 و 24 سنة تعرف انخراطا محدودا في العمل الحقوقي نظرا للشروط الموضوعية ‏لتلك الفترة و المتسمة بالتضييق على العمل الحقوقي, وكما أن الفئة المحددة بين سن 24و 30 سنة كانت ‏تشكل الركيزة الأساسية في استمرار عمل الجمعية, فالوضع الاقتصادي و الاجتماعي لهذه الفئة كان و لا ‏زال محل عدة تساؤلات لتنظيمات سياسية و حقوقية و ثقافية. لم تتجرا إلى حد الآن أن ‏
تضع الأصبع على الإشكالات الحقيقية للشباب, الذي شكل مصدر عيش و استمرار هذه
التنظيمات و حصنا منيعا لعدم انقراضها من الوجود و الفعل في المجتمع,‏
بدون إطناب ممل أو إسهاب مخل, لا يوجد إطار قانوني واضح يمكن الشباب من الالتفاف حول مصالحه ‏المادية و المعنوية التي تضمن له العيش باستقلالية تامة وتحديد قراراته بمفرده تمكنه من التعبير عن ذاته ‏وبذاته.‏
‏ إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, ودستور المملكة و القوانين التنظيمية, تعرف فجوة و هوة كبرى ‏في عملية تحديد مصالح هذه الفئة العمرية, و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خصوصا موضوع الدراسة ‏في علاقتها بالشباب انطلقت من مقاربة رقمية تجد تبريرها في أرضية التنظيم و التكوين في خدمة ‏جماهيرية النضال الحقوقي ‏ كإطار عام لتنبثق عنه ورقة العمل وسط الشباب, كما أن الإطار القانوني ‏المحدد في المادة 11و17 من القانون الأساسي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول اللجان المختصة و ‏المحددة في المادة 12 من النظام الداخلي لتشكيل اللجنة المركزية للعمل الحقوقي وسط الشباب و كذا ‏تشكيل فرق عمل, كاللجنة الوطنية للعمل الحقوقي وسط الشباب و المكونة من أعضاء اللجنة المركزية ‏للشباب و منتدبين عن لجان الشباب المحلية لكل فرع, كما أن المادة15 من القانون الأساسي تحدد دعوة ‏المكتب المركزي عند الضرورة إلى عقد ندوات وطنية و أيام دراسية و ملتقيات وطنية لشباب الجمعية و ‏الملتقى الوطني لطلبة الجمعية لوضع تصورات و تطوير العمل في مجالات حقوقية محددة. كذلك بالنسبة ‏للفروع المحلية يحدد لها القانون الأساسي في المادة 20 اللجان المختصة مع إعطاء أولوية للجان محددة ‏من بينها لجنة العمل الحقوقي وسط الشباب و أخيرا يمكن حسب المادة 20 من النظام الداخلي للجنة ‏الشباب كباقي اللجان, أن تحظى بالصفة القانونية و تنتخب منسقا أو منسقة لها و نائبا أو نائبة له. و يحق ‏للجنة الشباب المحلية التوفر على خاتم خاص بها و تستفيد من جزء مداخيل الانخراط المحققة في مجال ‏عملها الجغرافي. كما أن المقرر حول العمل ‏
الحقوقي وسط الشباب يوصي بمستويات للعمل "دولي, وطني, داخلي" في ابتعاد عن المجالات
الممكنة للاشتغال و جعلها حصرا فيما هو داخلي و من هنا نؤكد على أن :‏
‏ المواد سواء المتعلقة بالقانون الأساسي أو النظام الداخلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تتصف ‏بالعمومية و عدم تحديد الاختصاصات التي يمكن أن تكون خاصة بالشباب و التي يمكن أن يتم إشراكه ‏
فيها بطرق متعددة و أخيرا المجالات التي يمكن استشارته فيها.‏
‏ الفائدة التي يمكن أن نستشفها من خلال دراسة هذا الموضوع يتم تقسيما منهجيا إلى:‏
فائدة نظرية : لان التراكم الذي حصلت عليه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ايجابي نسبيا في محاولة ‏
رصد مشاكل الشباب و الإجابة عنها من منظور حقوقي.‏

فائدة تطبيقية : يمكن استقراء رأي بسيط لمختلف الانحدارات الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ‏
للشباب أن يقدم لنا أجوبة لمشاكل يتم معالجتها داخل الجمعية.‏
سيتم استخدام المنهج التحليلي للنصوص القانونية المنظمة لطرح الجمعية فيما يخص الأهداف ‏المعلنة بموجب كل من القانون الأساسي و النظام الداخلي كذلك إعمال المنهج التاريخي في محاولة رصد ‏للفرص المهدرة والايجابيات المحققة في التراكم الكمي و الكيفي وأخيرا إعمال المنهج البنيوي ليتبين ‏الهدف الخفي المتجلي في روح القانون الأساسي و النظام الداخلي مع مراعات مبادئ التسيير و ‏
التدبير في عمل الجمعية ‏
‏ إن الطرح الذي يتم إغناؤه بهذه الدراسة النقدية, يجد أهميته أساسا في طرح مسالة الكوطا للشباب ‏داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان, إلى جانب كوطا المرأة و التي اعتمدت في مقررات المؤتمر الثامن ‏في شعار التمييز الايجابي في أفق المناصفة, و الشباب في نظرنا سيسرع من البلوغ لهذا الهدف ‏
إن لم نقل انه الهدف بعينه لترابط الإشكاليتين داخل الجمعية.‏

الإشكالية:‏

إن ضبط اشتغال الجمعية وتحديد الاستعمال يستلزم بالضرورة تقييما متواترا وغايات تحقيق مكتسبات ‏حقوقية في مجلات اشتغال الشباب



‏1) ضبط اشتغال, و تحديد الاستعمال, لعمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "وسط" ‏
الشباب.‏

‏ إن الإطار القانوني لعمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أساسا يمكن إجماله في ‏الشراكة الموقعة مع وزارة التعليم إلى جانب تنظيمات حقوقية أخرى في خلق أندية حقوقية ‏
داخل المؤسسات التعليمية و كذا إمكانية خلق أندية حقوقية داخل دور الشباب, فما التقييم ‏الذي يمكن إصداره كذلك في هذا المجال.‏
أ) الإطار القانوني لعمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "وسط" الشباب

‏ إن الأندية الحقوقية داخل المؤسسات التعليمية و دور الشباب لا زالت ضعيفة و الأهداف ‏المرجوة منها في إنتاج مواطن حقوقي يؤمن بالاختلاف و صحية تعدد المواقف.إن المجالات ‏التي يتم العمل "وسطها" لازالت مترددة والاشتغال لا يزال مهلهلا.‏
‏°المؤسسات التعليمية: إذا تم استثناء المدن الكبرى كالرباط و الدار البيضاء فان مدن ‏أخرى لا زالت لم تعرف أندية حقوقية داخل أوساطها التربوية و التعليمية وذلك راجع لعدة ‏
أسباب أهمها :‏
‏ عدم القدرة على إنتاج قرارات من لدن المصالح الخارجية لوزارة التعليم و التي تنتظر ‏دائما تعليمات في الموضوع, كذلك تراجع الجسم التربوي و التعليمي المتشبع ‏
بثقافة حقوق الإنسان لصالح أطراف أخرى غير مقتنعة بثقافة حقوق الإنسان.‏
‏ ذاتيا يمكن أن نحصر الجامعة كفظاء لحقوق الإنسان, فالطلاب بامتلاكهم للحد الأدنى ‏المعرفي و التواصلي يجدون صعوبات ذاتية إلى جانب الصعوبات الموضوعية التي يتم ‏ذكرها, فتعدد الأطياف داخل الجامعة و الغير المقتنعة بثقافة حقوق الإنسان, و التي تذهب ‏إلى حد العنف المادي و المعنوي تجعل من نشر ثقافة حقوقية لأجيال المستقبل ‏
مهمة صعبة فشلت حتى الأحزاب السياسية من تقديم حلول واقعية لها :‏
‏ من الأسباب كذلك هو ما يمكن أن ننعته بالدوخة الحقوقية أو الضبابية لدى شباب ‏الجمعية و التي تجد تعبيراتها في ملتقيات الشباب و الطلاب المنحدرين أساسا من تنظيمات ‏سياسية تصرف أزمتها داخل الجمعية في محاولة دائما لطمس ضعفها التاطيري و التمثيلي ‏من جهة, و رفع حصة الأرقام للتصويت مستقبلا داخل هياكلها.‏
‏° الأحياء الجامعية: تعرف فراغا قانونيا, إذ تعتبر مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية ‏المعنوية و الاستقلال المادي ‏ و التي أحدثت بموجب قانون 81-00 في 6 سبتمبر ‏‏2001, من بين مهامها, السكن, التغذية, الصحة, المنح, و الأنشطة الثقافية و الرياضية. ‏و تعرف هذه المؤسسة ثلاث مصالح: مصلحة شؤون الطلبة, و مصلحة الموظفين, و ‏مصلحة الشؤون الاقتصادية. هذه المؤسسة غير معنية بالاتفاقية المبرمة ‏
لخلق الأندية و التي تعرف خروقات جمة أهمها:‏
Tableau de dosage fixé par la lettre n°4.786 du ministre de ‎l’enseignement supérieur du 3 mai 1979.‎
المنح لم تعرف زيادات بل ضلت جامدة منذ عقود بل تم تقنينها و تقزيمها, ويعرف‎ ‎المغرب ‏حوالي 130000 طالب و طالبة ممنوح و ممنوحة من اصل حوالي‏
‏350000 طالب مغربي و مغربية.‏
‏ السكن لا يعرف معايير محددة في الانتقاء و يعرف انتقائية و زبانية منقطعة النظير ‏
و هو ما تداوله الصحف عند كل سنة جامعية جديدة.‏
‏ الصحة و تعرف تدهورا مهولا, هذا المرفق العمومي الإجباري عدة تقارير أفادت ‏بتدهوره و ضعفه إذ يتعرض الطلاب سنويا لتسممات غذائية, و ظروف غير صحية داخل ‏الأحياء الجامعية مما أدى بإصابات خطيرة و أمراض مزمنة للطلبة و الطالبات.‏
‏ من خلال ما تم نقاشه لا يعدوا إلا إحاطة نسبية و أمثلة غير حصرية تدل على ضرورة ‏انجاز شراكة مع هذه المؤسسة للحد من الاستهتار من كرامة الطالب و الطالبة ‏
و احترام حقوقه وواجباته.‏
‏ كانت هذه بعض الجوانب القانونية و التي يصعب حصرها لتعددها, لذلك سنقوم ‏بمحاولة تقييم لهذا الإطار أو الهامش الذي يمكننا من وضع الأصبع على اختلالات عمل ‏
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان "وسط" الشباب.‏
ب) تقييم الإطار القانوني لعمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وسط الشباب.‏
‏ إن أي تقييم مهما كانت دوافعه لايمكنه إلا أن يكون ايجابيا لخطوة مسبوقة عملت ‏الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على المبادرة إليها و دعمها لكن ذلك لايذهب فطنتنا ‏
بنقد جوانب الخلل التي تم إغفالها أو تغافلها.‏
‏ لا زالت النظرة الدونية لمدن المحيط تعرف استفحالا, إذ أن مركزة كل القرارات و ‏الأعمال تتم بالعاصمة و كل التجارب تتم بالعاصمة ليتم تعميمها مستقبلا على باقي المدن, ‏هذه النظرة متواجدة و بقوة داخل الجمعية كما هي داخل كل المؤسسات الحكومية و الغير ‏الحكومية, لذلك كان لزاما, أن تعرف كل جهة سواء في التقطيع الحقوقي للجمعية أو ‏التقطيع الإداري للدولة أن تكون تجارب محددة للعمل الحقوقي تراعي خصوصيات كل ‏منطقة, فنقاش الامازيغية و الصحراء يتم جعله نقاشا وطنيا داخل مؤتمرات, وملتقيات, و ‏أجهزة الجمعية, في حين انه نقاش مناطق بعينها تهيمن عليها أطراف عمل النظام في ‏مرحلة سابقة على إيجادها سواء لبلقنة كل عمل يمكن المغاربة من التوحد أو يجعلهم ‏يطمحون لتحقيق المهام الديمقراطية وخصوصا منهم الشباب الذي يطمح للدفاع عن ‏كرامته و حقوقه وواجباته, هذا جعل الجمعية تأخذه كمعطى دائما في مقاربة رقمية داخل ‏أجهزة الجمعية, و إغفال الحل الديمقراطي في شموليته لكافة الشباب المغربي,دونما أي ‏تمييز أو محاباة باتت مكشوفة, يوحد الصفوف و انجاز ‏
المهام المطروحة في المرحلة.‏
‏ جامعيا يمكن أن نقيم عمل الجمعية بالايجابي في تواجد الطلاب لمناقشة حقوقهم داخل ‏الجمعية عبر الملتقيات الوطنية للطلاب و الشباب, و الملتقيات الجهوية للشباب و الطلاب, ‏لكن بدون تحديد لملفات حقوقية يمكن رصدها و إنتاج مواقف من خلالها, لسؤال ما الفائدة ‏من التواجد و الانخراط داخل الجمعية في غياب تام لأية مقاربة تمكن الطلاب من ترجمة ‏آليات للعمل خاصة تمكنهم من تحقيق مكتسبات يمكن أن نسميها حقوقية, نقابية, داخل ‏الجامعة, في ابتعاد تام عن القراءات الضيقة لوجهات النظر الفصائلية لمبادئ الاتحاد ‏الوطني لطلبة المغرب, و تحقيق مكتسبات, في اعتقادنا يمكن أن يعزز تواجد الطلاب داخل ‏الإطارات الحقوقية, و أن يدفع بالعمل نحو حركية ‏
ديمقراطية صلبة.‏
‏ حقوقيا و تحديدا داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يمكن أن نقيم العمل على ‏أساس مدى ضبط الطلاب لثقافة حقوق الإنسان, و التعامل مع مرجعية الجمعية, فالملاحظ ‏أن التطور الذي تم تحقيقه في هذا الجانب لا زال بعيدا عن الفهم الحقوقي للأهداف و ‏الوسائل التي يتم العمل بها, فغالبا ما يذهب الشباب في ثنائية العمل الحقوقي و الترف ‏الحقوقي لان توصياتهم و مداخلاتهم يعرفون مسبقا أنها لن تطبق بل هي مجرد خواطر ‏حقوقية ليس إلا, و أن الهدف الأساسي هو التعارف و التواصل لغايات سياسية أكثر منها ‏حقوقية,و أن تكرار نفس المواضيع و الو رشات ادخل الشباب في روتينية و ضجر من ‏الظواهر الصوتية لأطراف هم أساسا يريدون الابتعاد عنها وعدم سماعها أو ‏
الخوض فيها.‏
‏ إن اللجنة المركزية للعمل الحقوقي وسط الشباب هي لجنة وظيفية تعمل على ‏مساعدة اللجنة المركزية في تطبيق برامج اللجنة المركزية, إنها نفس البيروقراطية التي ‏كانت دائما محل نقاش بين الفصائل ووجهات النظر داخل الحقل السياسي يتم نسخها في ‏المجال الحقوقي, فاغلب المشاكل التي عانت و تعاني منها المنظمات الشبيبية تجد لها ‏صدى داخل الجمعية, انه نقاش صحي إن تم استثماره لا يجاد كما تم سلفا, و ‏
تحقيق مكتسبات حقوقية للشباب.‏
‏ إن لجنة الشباب داخل الفرع تعرف فتورا إن لم نقل انعداما, حكم نصدره من خلال ما ‏يتم تقديمه من ممثلين للفروع داخل الملتقيات لتقارير تصدر رسالة مضمونها الوحيد أن ‏الفروع,ليس في أغلبيتها طبعا, إنما تريد شبابا يعمل على توزيع الملصقات و اللافتات و ‏الحضور في الأنشطة و رفع الشعارات في المظاهرات و الوقفات, كل هذا له شكل فلكلوري ‏و موسمي لا يلبي رغبات الشباب في الفهم و تفجير الطاقات, ودونما أي قوة اقتراحيه أو ‏حتى إشراك, أو استشارة كحد أدنى في القدرات الكامنة التي يمكن تهذيبها و صقلها لخدمة ‏شؤون الشباب, و مصالح عامة يمكن إشراكه و التنسيق معه ‏
فيها.‏

اا) شباب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و التطبيق العملي لنشر ثقافة حقوق الإنسان.‏
‏ إن العمل الحقوقي لشباب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يعتمد أساسا على آليات ‏ووسائل مشروعة في تحقيق أهداف صيانة كرامة الشباب و احترام حقوقه بمفهومها ‏
الشمولي و الكوني و حمايتها و النهوض بها.‏
‏ إن التحديات جد صعبة لتعدد و تعقد المنظومة الحقوقية ببلادنا و ارتباطها بالسياسي, ‏لذلك سيتم معالجة تحديات و آفاق العمل على ضوء سيناريوهات المؤتمر ‏
التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.‏
ا) الشباب الحقوقي و تحديات المؤتمر التسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان.‏
‏ إن ما يمكن معالجته هنا هو الإمكان البشري المهم للشباب الحقوقي داخل الجمعية ‏المغربية لحقوق الإنسان, و الذي نبحث خصوصية تواجده داخل الإطار الحقوقي.‏
‏ بإمكاننا أن نعتمد أساسا على خلق مقرر ملحق خاص بالشباب الحقوقي داخل الجمعية ‏وذلك أولا بإضافة تعديلات على النظام الداخلي للجمعية, إذ من الممكن أن يكون للجنة ‏المركزية للعمل الحقوقي الاستقلالية التامة عن اللجنة المركزية, و ذلك يتم عبر إدراج ‏عبارات حرية الإدارة بجهاز تداولي تقريري, يحضا بالصفة القانونية و ينتخب منسقا أو ‏منسقة لها, و نائبا أو نائبة, كما يكون لها الحق في التوفر على خاتم خاص بها و أن ‏تستفيد من جزء من مدا خيل الانخراط المحققة في مجال عملها المختص. كما انه لا ضير ‏في اعتماد اختصاصات خاصة و أخرى يمكن تدريجيا جعل الشباب يقوم بتحمل مسؤولية ‏القيام بها, و أخيرا اختصاصات يمكن التشاور فيها لإشراك الشباب فيها حتى تزول النظرة ‏الوصائية من جهة, ويتم التحسيس المنتظم و المتواصل بأهمية ‏
الدفاع, حماية, و النهوض بثقافة حقوق الإنسان.‏
‏ فحرية الإدارة للجنة المركزية ستجعل من شباب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ‏يعملون من جهة في إطار عضوي و الذي يعرف شروط التواجد, و إطار تنظيمي للجنة ‏المركزية للشباب. كذلك بالنسبة للموارد التي يمكن أن يعمل الشباب على الحصول عليها, ‏و من جهة أخرى تحديد إطار الاختصاصات التي تحدد مجالات الفعل للجنة ‏
المركزية.‏
‏ إن اللجنة المركزية للشباب هي أساسا رهينة بسؤال اختصاصاتها, و لا يمكنها التدخل ‏إلا في حدود ما توكله لها اللجنة المركزية, لذلك فالاختصاصات هي مكونة من القدرة على ‏الفعل و ليس على تقدير الفعل حتى لا يصبح الشباب مفعول فيه و متأثر دائما غير مؤثر, ‏مع الإشارة أن هذه القدرات علميا هي ذات طبيعة مختلفة.‏
‏ بدون أن نذهب بعيدا فالمرحلة لا تقتضي من مؤتمر الجمعية الا تحديد نظري بسيط ‏يتم تاطيره قانونيا, و تطبيق محدود لعمل الشباب الحقوقي في مجالات محددة, بعيدا عن ‏
كل انفلات محتمل.‏
‏ مقترحاتنا تتجه نحو جعل اللجنة المركزية للشباب تدبر و تدير شؤونها بمداولات. إن ‏سؤال شؤون الشباب سيقود إلى اتخاذ مواقف متعددة سواء داخل الجمعية أو في علاقاتها ‏الخارجية أو حتى مع الدولة, هذه المواقف سيكون لها القيمة الحقوقية إذ ستفرض على ‏جميع الجهات وتؤثر على المحيط بشكل ايجابي, هذا المعطى جد أساسي, إذ أن وضعية ‏الشباب حاليا لا تعدوا أن تكون وضعية تتسم بالتهميش و الإقصاء في الأخذ بالمقترحات ‏لتحقيق جدلية التنظيم و التكوين في خدمة مبادئ حقوق الإنسان, المرجعية الأساس, و ‏ليس الجماهيرية فحسب كمرجعية بديلة, أصبحت الآن تتجاوز المقاربة المولية, في ‏مقاربة رقمية يصعب معادلتها, فالمقاربة الأكثر شمولية هي المعتمدة أساسا على ‏المشروعية لان البطنة تذهب الفطنة, فالمستقبل الحقوقي للبلاد بيد الشباب, و آفاق العمل ‏تفرض مجهود و تضحيات لن تبخل الجمعية, و الثقة التي أصبح الشباب يضعها في فتح ‏أبواب التعبئة للدفاع, الحماية, والنهوض بشؤون الشباب و ‏
مصالحه.‏

ب) آفاق العمل للشباب الحقوقي إلى جانب ووسط الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
‏ إن عمل الشباب إلى جانب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لن يكون إلا آلية و ليس ‏هدفا في حد ذاته, إذ يطرح عمليا داخل الجمعية جائزة مالية سنوية تحفيزية لأحسن لجنة ‏شباب فرعية, تدعم و تحفز هذه الجائزة على توسيع و تنويع مجالات الاشتغال, لكن من ‏الواضح جدا عدم الانتظام داخليا و خارجيا على المواكبة و هذا راجع في رأينا أساسا على ‏تداخل في العمل للجان, والعلاقة التي تربط هذه اللجان ببعضها و بالمكاتب المسيرة فرعيا ‏و مركزيا, يمكن فتح آفاق العمل بتحويل أو خلق جوائز سنوية و فصلية و لما لا شهرية ‏في وجه إبداعات الشباب مثل جائزة لأحسن كتابة حقوقية في مجال حقوق الطلبة و ‏الطالبات, و حقوق المرأة, و حقوق العمال و العاملات الشباب و الشابات, حقوق اليافعين ‏داخل المؤسسات التعليمية في المسرح, الموسيقى, سينما, قصة, أعمال يدوية,...الخ من ‏مقترحات يمكن أن تكون مجالات يتم ترجمتها واقعيا ‏
بإرادة سياسية قوية في خلق:‏
جهاز خاص بالشباب داخل الجمعية مستقل إداريا و ماليا مركزيا, جهويا, و فرعيا.‏
قنوات خاصة داخل هذا الجهاز تمكنه من وضع آلياته الخاصة لترجمة برامجه و التي لا ‏
تتعارض و المخطط العام لعمل الجمعية الذي يتم تقريره داخل المؤتمر الوطني.‏
‏ إن هذا الجهاز كذلك لا يمكنه أن يعمل إلا بجعل الملتقى الوطني للشباب كجهاز تقريري ‏لجدول أعمال يتم عرضه على لجان الشباب داخل الفروع, و جعل اللجنة الوطنية للشباب ‏
كجهاز تنفيذي يعمل و المقررات لمجلات الاشتغال.‏
‏ جهويا يمكن خلق جهاز جهوي يتمتع بخصوصية في مجال الاشتغال حسب المعطيات ‏البشرية و الجغرافية لكل جهة و أن تعمل الجمعية في مقارباتها على استيعاب هذه ‏الخصوصيات لتهذيبها, فالعمل جهويا في مجال محدد كالبطالة المستفحلة في جهات معينة ‏كالجهة الشرقية, و الطلبة في جهات تعرف تعدد الجامعات و المعاهد و مراكز التكوين ‏كالرباط و الدار البيضاء, و أن تعمل على نقاش الامازيغية في الشمال من منظور الإرث ‏المشترك للإنسانية الذي يستوجب الحفاظ عليه لصالح أجيال المستقبل, و المسؤولية إزاء ‏أجيال المستقبل من منظور ضمان الحفاظ على التنوع الثقافي و مسؤولية تجديد و حماية ‏الإرث الثقافي المادي و غير المادي و نقل هذا الإرث المشترك لأجيال المستقبل, و نقاش ‏الجهوية الموسعة في الجنوب من منظور الحكم الجيد و التنمية المستدامة على أرضية ‏تتطلب ديمقراطية تشاركيه قائمة على المشاركة, المساءلة, الشفافية و احترام الحريات ‏الأساسية يجعل الشباب في خضم تحديد معايير الفعالية و الكفاءة ما سيجعل سياسة ‏الجمعية قريبة من الشباب و قادرة على تلبية حاجاتهم هذه الخصوصيات تعمل الجمعية ‏على حصرها نظاميا داخل النظام الداخلي قصد زوال غموضها و التخفيف من حدتها على ‏أساس انخراطها في الشؤون و المصالح الوطنية للشباب. و يكون الملتقى الجهوي ‏للشباب قبل انعقاد الملتقى الوطني للجنة الوطنية من بداية كل سنة على أساس انتخاب ‏أعضاء اللجنة الوطنية داخل الجهات و ليس داخل الملتقى, و أن يحدد جدول أعمال ‏الملتقى الوطني للجنة الوطنية عبر تقارير الجهات إضافة لمشروع جدول الأعمال المقدم ‏من لدن اللجنة المركزية للشباب, و يتم ذلك بالتداول و المقررات العامة للجمعية. كما أن ‏الملتقى الوطني للجنة الوطنية من المستحسن أن يكون قبل انعقاد الملتقى الوطني للشباب ‏من بداية كل سنة حقوقية, يقدم فيه حصيلة الانجازات و برامج العمل المقبلة فرعيا و ‏وطنيا, على أساس المعادلة بين ‏
الحقوق المدنية و السياسية والحقوق الاقتصادية و الاجتماعية.‏
‏ وهكذا يمكن أن نحصل على تجربة فريدة عالميا, إقليميا, و وطنيا, تمكن من جعل ‏الجمعية و الشعب المغربي من التجارب التي يمكن النهل منها في هذا الميدان المتعلق ‏بالشباب و حقوق الإنسان, تحديدا ستفتح نشوء مقاربات مستقبلية, كإعمال مبدأ ‏
المداركة أو الثانوية الفاعلة إلى جانب مبدأ التنسيق و التشارك كطرق تمكن الحصول على ‏نتائج مطرزة و خصوصيات كل فئة أو جهة ‏



#رشدي_بكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشدي بكاوي - قراءة في عمل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وسط الشباب