أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - الاتحاد الاوروبي تمويل ام ابتزاز














المزيد.....


الاتحاد الاوروبي تمويل ام ابتزاز


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 13:10
المحور: القضية الفلسطينية
    



قرار الاتحاد الأوروبي الأخير والقاضي بربط المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية بمدى التقدم في عملية السلام والمسيرة السياسية ، يأتي في إطار الضغط المفروض على السلطة باتجاه الانصياع للإرادة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا ،والرامية إلى استئناف المفاوضات الثنائية دون شرط وقف الاستيطان ، ودون توفر ورقة الضمانات الأمريكية التي تطالب بها السلطة .
لقد اظهر ذلك بوضوح أن الاتحاد الأوروبي له دور الممول بصورة رئيسية خارج دائرة الدور السياسي الريادي ومن جانب آخر فقد أظهر مدى ضعف وهشاشة السلطة المرتبطة بالشروط الإسرائيلية وأموال المانحين .
لقد أصبح من الصعوبة بمكان تخلى السلطة عن أموال الاتحاد الأوروبي الذي يدفع أكثر من مليار دولار سنوياً للموازنة العامة وذلك لصالح المصاريف التي تنفق على الموظفين والنفقات الجارية ، علماً بأن حوالي 150 ألف موظف يتقاضوا رواتبهم الشهرية من حكومة د. سلام فياض بالضفة الغربية منهم حوالي 80 ألف موظف من قطاع غزة .
لم تستطع السلطة على مدار وجودها من تجاوز الاشتراطات الإسرائيلية ، فقد أبقت دائرة عملها في منطقتي أ ، ب كما استمرت بالتنسيق الأمني مع الإسرائيليين الذين يريدون دوراً وظيفياً للسلطة ليس إلا ، كما لم تستطع من تطوير آليات قادرة على توفير التمويل التضامني أو العربي أو من قبل الإخوة الفلسطينيين بالشتات ، وبالتالي أضحت رهينة للإرادة الخارجية ، حيث ستنهار السلطة مع وقف التمويل .
لذلك فقد اختار الاتحاد الأوروبي نقطة الضعف الأساسية لدى السلطة حينما اشترط استمرارية تمويله بتقدم مسار المفاوضات ، أي أن التمويل أصبح أحد أدوات الضغط والابتزاز بحق السلطة الفلسطينية التي بدون هذا التمويل فإنها لا تستطيع السير بآليات عملها الوزارية أو الأمنية ، أو فيما يتعلق بالمشاريع التي عادة ما تتم عبر أموال الدول المانحة ومنظماتها الدولية أوالأممية المتواجدة بالوطن .
من الطبيعي أن ينقلب الضغط على السلطة الفلسطينية بدلاً من إسرائيل ،بسبب هشاشة بنية السلطة واعتماديتها وعدم قدرتها ببلورة الآليات القادرة على ضمان عملية استمراريتها بغض النظر عن الشروط والضغوط الخارجية وفي ظل فقدانها للبدائل العملية ومنها البدائل الكفاحية ، في ظل استمرارية حالة الانقسام الداخلي ، وغياب الوحدة الوطنية ، حيث تستحضر إسرائيل وبصمت المجتمع الدولي تجربة الرئيس عرفات وقيامها " أي إسرائيل " بمحاصرته ومن ثم اغتياله على خلفية رفضه للانصياع لضغوط الولايات المتحدة وذلك عبر مقترح كامب ديفيد عام 99 – 2000.
لقد أصبح من الواضح صعوبة تحويل السلطة إلى دولة ذات سيادة في ظل استمرارية العدوان وتقطيع الأوصال وتهويد القدس ، وبناء الجدار وحصار قطاع غزة ، كما من الصعوبة بمكان أن تتحول السلطة إلى دولة أو نواه لها ، فما يريده الإسرائيليون هو تكريس نظام المعازل و الكنتونات ، أي أحياء لفكرة روابط القرى وهذا ما لا يقبله أياً من الأطراف والقوى الفلسطينية على اختلافها .
وعليه فقد بات من الضروري التفكير بحلول جذرية تضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته لنعلن للعالم بأننا نرفض أن تكون السلطة أداة وظيفية أو أمنية ، وأن المطلوب هو التخلص من الاحتلال الذي يلزمه أداة جامعة تؤكد على قضية التحرر الوطني الفلسطيني خارج دائرة المشاريع الفئوية أو التفاوضية التي ثبت عدم نجاحها .
إن العودة لمنطق التحرر الوطني عبر تفعيل الكفاح الشعبي واستخدام الأدوات الحقوقية والقانونية والدولية لفرض عقوبات على دولة الاحتلال بات أمراً أكثر من ضروري وبهدف كسرة الحلقة المفرغة ، القائمة على إبقاء السلطة أداة وظيفية لتنفيذ استحقاقات خارجية فقط دون أن تتحول لأداة ناهضة باتجاه بناء الدولة ذات السيادة .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برلمانيين بين السياسة والتموين
- نحو تفعيل المجلس التشريعي لصيانة الحريات العامة
- المجتمع المدني ومقومات النهوض
- السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى
- دور المنظمات الأهلية بالتنمية الشبابية
- نحو حلول خلاقة لتجاوز استعصاء المصالحة الفلسطينية
- تأنيث الفقر في فلسطين وآليات تجاوزه
- بعد خطابين حاديين ، هل من أفق جديد ؟؟
- المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون
- نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
- كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
- خطوات ضرورية لخطاب جميل
- حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال
- متى تخرج المنظمة من دائرة الاستخدام
- ايها الديمقراطيون - ماذا تنتظرون ؟؟
- بعد المؤتمر السادس لحركة فتح لكي لا يتم استنساخ القديم ؟
- استخلاصات وعبر من أحداث رفح
- حول مديح الفياضيزم
- المجتمع الفلسطيني وفلسفة العمل الأهلي
- هل حان وقت الايدولوجيا في مجتمعنا ؟


المزيد.....




- ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
- ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة ...
- السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
- عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
- ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
- لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
- كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
- مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد ...
- البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم ...
- مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - الاتحاد الاوروبي تمويل ام ابتزاز