جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
غربلة المقدسات
-3-
جهاد نصره
لقد ذهب الإسلام كما جاء ولا يغير من هذه الحقيقة صورة الإسلام الشكلية التي ظلت معلقة على جدران الحياة عبر القرون فالإسلام كما خطط له، وأراده محمد، هو ما تحدث عنه وأملاه على أتباعه وليس إسلام العمائم، والآيات، ولا أعرف كيف يقبلون بهذه التسمية القرآنية في إيران..لقد تناثر الإسلام خلال الأربعة عشر قرنا الماضية إلى عشرات المذاهب، والطوائف، والفرق..- وقد توقع محمد حصول هذا الأمر- وحفلت تلك القرون بحروبٍ، ومجازر، وفظائع يندى لها الجبين بعد أن لم يعد الإسلام هو قرآن محمد فقط لا غير بل أصبح إيديولوجيا من شقين: مصحف عثمان ( لم يعد مصحف محمد ) وعلم الحديث الذي أضاف إلى القرآن مصدراً للتشريع سمي: السنة النبوية بالرغم من أنَّ الرسول نفسه لم يوص بجمع أحاديثه حتى لا تختلط بنصوص القرآن فغدت قابلة للتحوير، والتزييف، والإضافة.. وهذا بالضبط ما كان يريده الخليفة معاوية ومن جاء بعده ..وهكذا تكونت طبقة من رجال الدين الفقهاء التي لا يقرُّ بها الدين الإسلامي هذه الطبقة لعبت الدور التشريعي التي تلعبه الآن مجالس الشعب في الدول الأحادية الشمولية.. وأيضاً الدور الذي يلعبه إعلام هذه الدول لزوم الحداثة بحيث تصبح المعادلة عند سلاطين هذه الأيام: فقيه = وزير إعلام ..!
نعم منذ العام /661/ ذهب الإسلام وحلَّ محله سلطانٌ اسمه زياد ابن معاوية ومملكة عربية لا إسلامية عمادها إيديولوجية غيبية اسمها الفقه الإسلامي اختزلت إسلام محمد إلى تفاسير تبشيرية متمحورة حول مفهوم الجنة لإبعاد الناس عن الاهتمام بحياتهم الدنيوية والاستعاضة عنها بجنة الآخرة..! وكان لا بد من أجل إنجاز الهدف أن يصبح جوهر علم الحديث والسنة هو الإسرائيليات.!وهو ما حصل بنجاح منقطع النظير..!
26/6/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟