أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟














المزيد.....

متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد خروجي من السجن منتصف التسعينات, بأيام , توجهت الى شعبة تجنيد جبلة من أجل الاجراءات القانونية اللاذمه للحصول على الهوية الشخصية , وعندما فتح الموظف المسؤول دفتره على صفحتي جحظت عيناه , ترك الكرسي حالا وعاد بعد برهة ومعه رئيس الشعبة وكتيبة من الشرطة ,
- ما الخطب يا سادة .
- أنت متخلف عن آداء الخدمة العسكرية .
- أنا كنت سجينا وهناك قرار من حكومتكم يعفي من الخدمة كل من دخل السجن لمدة تزيد عن سبعة أعوام .
- صحيح. ولكن لادليل عندنا أنك كنت في السجن وسجلاتنا تقول : هربت الى بريطانبا كي لا تؤدي خدمة العلم .
لم تشفع توسلاتي عندهم, قيدوني وأخذوني الى السجن المجاور ,
- هات ما عندك من نقود لنسجلها لك في الأمانات فأنت ستكون بين مجموعة من اللصوص .
- لا أملك منها الا القليل وستبقى معي
- ذنبك على جنبك
عندما علم السجناء أنني سجين سابق لمدة أربعة عشر عاما جمعوا كل ما عندهم من أغطية ووسائد ونصبوني عليها أميرا وجلسوا حولي وكل منهم يريد أن أكتب له رسالة ( كوني مثقفا ) لعشيقته أو أهله أو مجموعته في الخارج .
بقيت على هذا الحال حتي ظهيرة اليوم التالي عندما نادوا علي من جديد
قيدوني وطلبوا مني خمس وعشرين ليرة أجرة تاكسي الى الشعبة
- الشعبة قريبة !!
- هناك شارع سنعبره ولا نريد أن يراك العالم هكذا , عيب
- العيب عليكم ولن أدفع مليما
عبرنا الشارع باتجاه الشعبة, كان بانتظاري مساعدا ذو كرش بدين خلف مكتب في غرفة كتب على بابها بالقلم العريض ( جاهز للسوق )
بوابة هذا المقال – جاهز للسوق وهي عبارة استعملها العثمانيون أيام سفر برلك لجر السوريين الى الجندرما .
الغريب أن هذه العبارة ماتزال تستعمل من قبل دولتنا الوطنية في كل شعب سوريا المختصة بالخدمة العسكرية , والسوق عبارة تستعمل للحيوان حيث يساق بالعصا , أما الإنسان فهو يملك عقلا يمكن مخاطبته به .
وليت الأمر اقتصر على شعب التجنيد فلها بعض العذر, إذ أنها تعبر عن واقع الحال اليوم حيث يساق الشباب الى أداء الخدمه العسكرية مكرهين . لكن ما هو مبرر العمل بقانون الأحوال الشخصية العائد الى تلك المرحلة أو في السجلات العقارية حيث يحتاج المرء الى تسع وتسعين توقيعا على الأقل من اجل انجاذ معاملته ؟
بالطبع نحن نشترك مع العثمانيين في دين واحد هو الاسلام, كان له الفضل في استمرار الكثير من هذه القوانين , ومع ان قناعتي ان الاسلام كان في حينه ثورة فاقت في أثرها التقدمي على العالم الثورة الفرنسية والروسية . الا ان الأغنياء ركبوه من الداخل وسيطروا عليه من أيام الخليفة عثمان وما زال تشريعه مناسب لهذه الأيام إذا كان يخدم مصالحهم
ظننا ان الفرج سيكون على يد ثورة آذار , ومع قناعتي أيضا أنها دفعت سوريا في البداية الى الأمام الا انها كانت خطوة الى الوراء في مجال المواطنية وحقوق الانسان لأنها اتكأت على الديمقراطية الشعبية وقرآنه اللينيني ما العمل .
القرآن في الاسلام يقول: وأمرهم شوري فيما بينهم .
والقرآن في الديمقراطية الشعبية (ما العمل) يقول : (( يتعذر في المجتمع الراهن على كل طبقة من الطبقات أن تناضل بثبات بدون دسته من الزعماء والنوابغ . والنوابغ لا يولدون بالمئات . المجربين والمتفقين في الرأي أروع اتفاق والمخضرمين مهنيا والذين حنكتهم تجارب الأيام )) ص 155
معاوية باني الدولة العربية يقول :
- لن أحول بيني وبين الناس ما لم يحولوا بيني وبين ملكي
- لن أستعمل السيف على شخص لم يستعمل علي سوى لسانه .
أما ستالين باني الدولة السوفياتية فقد اعدم الكثير من رفاقه لمجرد الشبهه او الشك بهم !!
والنتيجة التي وصلنا اليها في ظل دستور الديمقراطية الشعبية . قائد ملهم يصنع المعجزات وهو ساهر على مصلحة الرعية ويفهمها أكثر منها وكل ما يصدر منه نحوها عطاءات يجب أن تشكره عليها, زيادة الرواتب , قانون العاملين الموحد , حتى التنفس في السجن الذي لم ينتظم يوما هو عطاء من القائد !! وشعار المرحلة قائدنا الى الأبد , يردده الطلاب في المدارس بعد تحية العلم .
أسوا ما في هذه المرحلة تحول سوريا بلد الحضارة والثقافة والتاريخ العريق الى بلد النفاق والمنافقين والانتهازيين والوصوليين من كل حدب وصوب وفي المقدمة أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية التي لم تعترض حتى هذه اللحظة على هذا الشعار وهي تؤدلج له بحجة وقوف المجتمع صفا واحدا وراء القائد بوجه الامبريالية والصهيونية , من أجل مكاسب شخصية وحزبية ضيقة . أبدع في هذا المجال وزيرة ثقافتنا المشهورة نجاح العطار, لم يتفوق عليها احد سوى صفوان قدسي والدكتور اسكندر لوقا الذي رأى في صحيفة الثورة أن ابتسامة الرئيس ضرورية لفعل الرؤيا والتنفس , أما ام عمار فقد كانت في منزلة بين المنزلتين وهي تتهيب كيف تخاطب رب السيف والقلم .
والنتيجة مجتمعنا الحالي راع ورعية
أما كيف يمكن تفكيك الوضع القائم باتجاه الانتقال الى دولة مواطنين فهو حديث آخر له شجون وشؤون .
كامل عباس
اللاذقية



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي أتى بالدب الأمريكي إلى كرم العراق ؟؟ ومن الذي يقوده ...
- الهم بارك وزد في شهادات البعثيين السوريين القدامى
- دفاعا عن المعارضة السورية
- لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م
- السياسة والأفيون
- تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بل ...
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها
- عن أي تحديث وتطوير يتكلمون ؟؟!!
- لماذا تحول العقل البشري من نعمة للإنسان الى نقمة عليه ؟؟!!
- رابطة العمل الشيوعي في سوريا - عرض – تحليل - نقد
- قراءة ثانية في كتاب صدام الحضارلت
- التروتسكية والستالينية داخل سوريا في خندق واحد ضد الامبريالي ...
- حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟
- نحو حزب شيوعي سوري من طراز جديد
- مقاطعة الحرة ......... لماذا ياحضرات ............ ؟؟!!
- الإصلاح السياسي المرتقب والدور المفترض أن نلعبه فيه
- مدخل الى فهم عصري لحل المسألة الكردية


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟