جورج فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 15:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما تكون عليه أنت سيحدد الطريقة التي سيعرف بها الآخرون إلهك...
إنّ إلهك الغير مرئي لن يراه أحدٌ إلاّ من خلالك أنت، لأنك بكل ما تفكر وتفعل تُعتبر التجسيد المرئي له في هذا العالم الذي لا يعرف إلاّ ما يراه.
فلن يصدق أحدٌ أنّ إلهك هو المحبة إن كنت أنت قاتلاً وناشراً للموت...
وبالمقابل سيصدق الكثيرون أنّ إلهك هو السلام عندما يرونك تعيش السلام والتسامح مع الجميع وتسعى لنشرهما بين الناس...
وكلما زاد الإنسان تطرفاً فهو يؤكد أن إلهه لا يملك أي نوع من النضج والوعي والإتزان، وهو ما سيحمل فقط ذوي المصالح الخاصة على اتباع هذا الإله الغير سوي.
فالإله الناضج الحر والواعي هو من يبنيك ويثقفك ويعطيك مفاتيح الحياة ويطلقك لتحلق، وليس من يبرمجك ويرسم لك تحركاتك ويسلبك قدرتك على التفكير والتحليل.
عندما تتكامل القوة والوداعة والإنضباط في حياتك فأنت بالضرورة ترسم صورة إلهك في توازن كامل.
فإله العنصري هو عنصري....
وإله الهمجي هو همجي....
وإله المتمدن هو متمدن...
وإله المبدع هو مبدع....
وإله المحب هو محب...
فأنت فيما تعرفه عن إلهك وتعيشه تُعتبر التعريف والتمثيل الأقوى عنه أمام الآخرين.
فإن كنت تريد أن تعرف إلهك عليك أن ترى نفسك، وإن كنت تريد أن تكتشف نفسك عليك أن تبحث عمن تعبد، فأنت وإلهك صورتان متطابقتان وهذه الحقيقة هي التي ستقودك للإجابة على السؤال التالي:
(هل الإله الذي تعبده هو نفسه من تظن أنك تعبده؟!...؟)
#جورج_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟