|
برجيت باردو-الاسلام- والوهابية
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 878 - 2004 / 6 / 28 - 04:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما قامت الممثلة برجيت باردو ،ملكة افلام الحب والاغراء في ستينيات القرن المنصرم ،بحملة انتقاد شديدة ضد ذبح الخرفان اثناء مواسم الحج ،وتطرفت في حملتها الا درجة المطالبة بالغاء العيد الاسلامي الذي اشتق من ذبح الخرفان اسما له ،تطرف العرب والمسلمون بردهم ايضا وعماهم غضبهم عن روئية شيئا من الحقيقة ولم ينظروا الى لب المشكلة وجوهرها ،ولم يفكر احد ما لماذا يُذبح هذا العدد الهائل من الخرفان لتفسد وتتعفن وتطمر كما تطمر الجيف بينما تتلضى جياع العرب والمسلميين جوعا.افغروا افواههم عجبا ان يشعر الانسان بالم الحيوان ،او ينادي ويطالب بحقه ،فلقد كنا ولا زلنا نستهزأ بجمعيات الرفق بالحيوان ،ونعتبر بعض الحيوانات نجسة غير طاهرة ، رغم ان جميعها حيوانات وان اختلفت فصائلها ، لا احد يسأل عن السبب والسر واي حقيقة خلف هذا التصنيف ،لاننا اعتدنا ان نتقبل ما ورثناه وما قرأنهاه وما جاء به السلف كحقائق مطلقة وان ابتعدت عن المنطق وشذت عن الحقيقة . اتهمها البعض بالعنصرية وتعمد اهانة المسلمين والحط من اعرافهم وتقاليدهم ،ولم ندرك اننا ايضا مثلها ،نضحك على الهندوس لتحريمهم اكل لحم البقر وننجس المسيحيين لاكلهم لحم الخنزير لكننا نغضب لو اتهمنا احد بالعنصرية او اهانة بقية خلق الله ولا نعترف لا بعنصريتنا ولا بقسوتنا ليس ضد الحيوان فقط بل ضد الانسان ايضا . عندما كنا اطفالا كنا نستغرب ان لا يهرب الحمام من المارة ونزداد استغرابا ودهشة حين نرى امراة عجوز وهي تنثر الحب لحمائم تدور وتتراقص من حولها وتحلق فوق راسها لتستقر بعد ذلك على اكتافها .لم نكن نصدق هذا ،فمن عندنا يهرب الحمام والكلاب والقطط وكل من مشى على اربع ، ،علاقة العداوة بيننا وبين الحيوانات ولدت غريزة خوف عند الكلاب والقطط فما ان ينحنى الانسان منا الى الارض الا وولى الكلب مهرولا مولولا مذعورا ،لانه يعرف اننا اساتذة الرجم بالحجارة ويموت العشرات منا كل عام في صراع لرمي الجمرات. كيف لنا ان نفهم دعوة برجيت باردو التي هٍمنا يوما بحبها وحملنا صورها في جيوبنا الصغيرة واخذنا سحر عينيها الى عوالم الخيال والحب والجمال ،ونحن اليوم لا نرى جمالها ولا سحر عينيها ،بل عنصريتها وقلة عقلها وتشوه وجهها ،وكيف لنا ان لا نضحك من دعوتها ونحن نرى الانسان يذبح ويقبر ويعدم ويقتل ويقطع لسانه ويجدع انفه وتسمل عيونه وتاكله الفئران والقطط الجائعة وسط تهليل وتكبير المسلميين،الا يحق لنا ان نعتبر دعوتها بطرا ما بعده بطر.!! واذا كانت برجيت باردو افزعها ذبح الخرفان في مواسم الحجيج ،فان رجال ديننا الحنيف لا زالوا في حيص بيص ،ومجادلة فكرية معقدة لايجاد جواب او فتوى دينية حول تحليل او تحريم ذبح الانسان كالخروف .لقد اجاز المسلمون بكل مذاهبهم وطوائفهم قطع يد الانسان وجلده بالسياط والتشهير به ورجمه كالكلب الاجرب ،لا توجد فتوى تحرم ذلك ولا رأي يخالف ما حلل الله حتى في اكثر المذاهب الاسلامية اعتدالا .ولكنهم الان امام معضلة جديدة ،هل يجوزقطع الرقبة كما تقطع اليد ام لا .؟من الناحية الدينية والسنة المحمدية لا يوجد اي اعتراض على ذلك ،المجادلة هي للاجابة على كيفية القطع هل من خلاف ،بحد السيف كما جرت العادة ام من امام بحد السكين .!في السعودية وفي اليمن لا زال الجلاد يزيت سيفه ويصقله كل يوم وربما يجربه في السجون السرية ،ربما لا يجد وقت للراحة من كثرة الايادي والرقاب الواجبة القطع ،ربما يشتكي الى زوجته في ساعات الخلوة ،كثرة العمل وعدم استجابة مرؤسيه شراء سيوف جديدة خاصة لقطع الرقاب او ان راتبه ليس اكثر من راتب قصاب يعمل في سلخانة لذبح الخراف ،فقطع الرؤوس جائز شرعا وقانونا حسب الشريعة الاسلامية .ولا احد من رجال الدين المسلميين على اختلاف الوان واحجام وطريقة وضع عمائمهم اعترض او ابدى امتعاضا،على العكس من هذا ،يجري الاطراء على خدمة حكام السعودية للحجيج وحرصهم على ادامة الشريعة والحرص على تطبيقها.ولا يُذبح الانسان في دار الاسلام في السر كما يفعل الزرقاوي ،بل في العلن وامام جمهرة المسلميين وكامرات التلفزيون لتعرض بعد ذلك للامراء واعيان القوم خلال سهراتهم واوقات فراغهم لطرد الضجر عنهم. وبعد ان تقطع رقبة مسكين ما ،لا تناقش جمهرة المسلميين بشاعة المنظر ،بل براعة الجلاد وكيف اجهز على المنكوب بسيفة الصقيل وفصل الرأس عن الجسد بضربة واحدة ،او ان ينتقدوه لانه اخطأ الرقبة وفصل الكتف ،وقد يكتبوا الى أولي الامر وعلماء المسلميين بضرورة ادخال الجلاديين بدورة تدريبية قد تكون في قصاب خانة ،او في سجن تحت الارض ،او في احد بيوتات الفلوجة وسامراء . لعل اشهر سياف في التاريخ الاسلامي هو قاطع الرقاب مسرور ،سياف هرون الرشيد ،كان ملازما لامير المؤمنين ،مرافقا له كظله ،فامراء المؤمنيين مهنتهم الذبح والقتل .قرأنا ذلك في القصص الممتعة قصص الف ليلة وليلة التي تروي حكايات العصر الذهبي او الدموي للعصر الاسلامي ،لم نكن نشعر بالاشمأزاز ولا نتلمس رقابنا ،بل قد يشدنا الفضول فنستعجل الصفحات لمعرفة متى ينادي الخليفة سيافة لقطع الرقبة . اليوم نرى افلام حية عن قطع الرقاب ،ونرى الف مسرور بعمائم او ربطات عنق ،ملثمين او غير ملثمين ،نسمع خطبهم في المساجد ايام الجمعة او فتاويهم وارائهم من خلال اجهزة الراديوا والتلفاز ونقرأ مقالات وكتب تدعوا الناس الى الرجوع لسيرة السلف والخلفاء والجلادين والسيافيين .ونرى مشاهد حية قبل الذبح وبعد الذبح،مشاهد اكثر بشاعة واشمئزازا من تلك التي قرأنها، ونرى الذبيح وهو يستغيث وثم تختلط صرخته بدمه فيغص بهما ، وتعلوا تهاليل التكبير الله اكبر،الله اكبر لا الله الا الله .لمذا يأتي التكبير مصحوبا دائما بالدماء .؟لماذا يكون ندءا للحرب والقتال .؟ليس الان بل منذ ان بدأ ،حتى في الجيش عندما نتعلم طعن الحراب نصرخ الله اكبر . ما يثير الحنق حقا هو تعليقات المؤمنيين حول عمليات الذبح ،يقولون انها متعمدة لتشويه صورة الاسلام ،هذا ما يهمهم ان لا يتشوه وجه الدين وليس الانسان نفسه .اتسائل هل من وجه جميل بقى لهذا الدين .افي اغتيالات المفكريين وحرق كتبهم ومنع اعمالهم ام في محاربة الادب والادباء ام في قتل الاسرى ام في اصدار فتاوى القتل ام في اقامة الحدود ،في الرجم و ضرب السياط ،في حجر المراة واعتبارها ناقصة عقل ودين ام في تحويل الانسان الى قنابل فتاكة لتقتل في مختلف قارات العالم ،ام في احتقار الاخرين وتكفيرهم واباحة دمهم .افي تحريم الزهور والموسيقى والشطرنج والتصوير والفنون وتخريب الاثار ام في التعامل مع الانسان بصفته عبدا حقيرا للغيب .؟! ان كانوا حقا ضد قطع الرقاب فليجمعوا ويفتوا بتحريم ذلك ،وليمنعوا هذا العمل في جزيرة العرب واليمن ،ليمنعوا قطع الايادي والارجل والتعزير والجلد والرجم .هل يملكون الشجاعة لذلك .؟ ام يصرون ان وجوههم جميلة وهي تغرق في البشاعة واللؤم والحقد . ولكن ماذا عن منظمات حقوق الانسان التي تتسابق لاطلاق سراح جزار وسافل مثل صدام ،اين هي عن السعودية والفكر الوهابي اللعين ،لماذا لا يقرر المجتمع الدولي طرد هذه الدولة من الامم المتحدة لتبنيها فكرا يحلل ذبح الانسان من القفا .؟فهؤلاء القتلة هم خريجين مدرسة الوهابية اللعينة ،تلامذة ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب والاستخبارات السعودية وجوامع المطاوعة . عندما يتعامل المجتمع الدولي بشئ من الجد معهم وعندما نعري حقيقتهم سنسدي خدمة للبشرية وسننقذ ارواح كثيرة تنتظر الذبح على يد وهابي حقير .
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خادم الحرمين الديمقراطيين
-
الحكومة الجديدة وتصوراتها الحمقاء
-
الفلوجة تستسلم على الطريقة البعثية
-
للننقذ النساء من براثن رجال الدين
-
الاحزاب الشيعية بين التخبط واللعبة السياسية
-
جيش لا يدين الاجرام ، جيش لا يستحق الاحترام
-
احترام الانسان يعني احترام الاسلام
-
هل لنا ان نتحرر من قيود ما يسمى بالامة
-
اسوء امة اخرجت للناس
-
ثقافة الانتحار الاستشهادي الاسلامية
-
الدين جزء من المشكلة وليس من الحل
-
فلسفة العمائم
-
تشويه المفاهيم ..العلمانية نموذجا
-
المرجعية الدينية والمرجعية السياسية
-
اخطار لم تنتبه اليها المرجعية الدينية في دعوتها للانتخابات
-
احترام الاسلام والانسان يعني العلمانية
-
الفدرالية ،الديمقراطية والعواطف الطائفية والقومية
-
خفافيش مجلس الحكم ..ومصباح بريمر
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|